جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 10:47 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الأزهر جسر مصر للتواصل مع إفريقيا

الأزهر ممثلا عن مصر بمؤتمر زنجبار-الديار
الأزهر ممثلا عن مصر بمؤتمر زنجبار-الديار

شارك باحث أزهري يقيم بدولة تنزانيا مؤخرًا في المؤتمر الدولي الرابع للغة السواحيلية واللغات الإفريقية المنعقد بدولة زنجبار، المؤتمر نظّمته جمعية تطوير اللغة السواحيلية في العالم Chama cha Ukuzaji wa Kiswahili Duniani (CHAUKIDU) بالتعاون مع جامعة زنجبار الوطنية (SUZA) State University of Zanziba.

من جانبه، عرض الدكتور علاء صلاح، المدرس المساعد بقسم اللغات الإفريقية بكلية اللغات والترجمة، جامعة الأزهر وعضو بعثة الدكتوراه بجامعة دولة زنجبار الوطنية، تجربة مصر في تدريس اللغات الإفريقية تجربة الأزهر الشريف في اتخاذ اللغات الإفريقية جسرًا للتواصل بين مصر ودول إفريقيا، مؤكّدًا أنّ هذا الأمر ليس قريب عهد بل بدأ مع إنشاء قسم اللغات الإفريقية بمعهد اللغات والترجمة (آنذاك) في عام 1967م.

وأفاد أن التواصل مع قارة إفريقيا بشكل عام ومنطقة شرق ووسط القارة على وجه الخصوص يعد أحد أهم أهداف القسم ومحور عمله؛ إذ يقوم القسم بتدريس اللغة السواحيلية باعتبارها لغة أجنبية أولى وقد قام بمنح عشرات الخريجين درجة الليسانس والماجستير والدكتوراه في اللغة السواحيلية وآدابها .

كما أوضح أنّ الكلية في سبيل تطوير الأقسام العلمية بها، حيث استحدثت قسم الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية وبه شعبة الدراسات الإسلامية باللغات الإفريقية، بهدف تخريج متخصصين في الدراسات الإسلامية، يجيدون اللغات الإفريقية ويشكّلون نواةً للعمل بالدعوة في دول القارة الإفريقية.

وبين "صلاح" في بحثه الذي ألقاه بحضور نائب الرئيس التنزاني وعدد من الوزراء والأكاديميين والباحثين، أنّ الأزهر كان البوابة للتواصل بين مصر ودول إفريقيا من خلال القوافل الدعوية، والبعثات التعليمية، وحملات الإغاثة الطبية، فضلًا عن استقبال آلاف الطلاب الوافدين للدراسة في الأزهر الشريف وأغلبهم من دول إفريقية.

وبين الخطوات التي اتخذها الأزهر الشريف في السنوات الأخيرة لمد يد العون لأبنائه في ربوع القارة الإفريقية، في مواجهة الفكر المتطرّف، والآراء المنحرفة، من خلال إنشاء مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإليكترونية باللغات الأجنبية، ومن بينها أهم لغات التواصل في إفريقيا؛ اللغة السواحيلية، عملًا على تحصين عقول الشباب الإفريقي من الأفكار المسمومة وموجات الاستقطاب نحو العنف والإرهاب .

كما أنشأ الأزهر الشريف مركز الأزهر للترجمة الذي يقوم على تقديم تراث الأمة المتمثّل في أمهات كتب الثقافة الإسلامية، والفكر الوسطي باللغات الأجنبية، ومن بينها.اللغة السواحيلية؛ إيمانًا بدور هذه اللغة في تعزيز أواصر التواصل مع عدد كبير من أبناء القارة السمراء.

وفي إشارة لميادين استخدام اللغة السواحيلية في مصر خارج أروقة الأزهر الشريف، أكّد عضو بعثة الدكتوراه بجامعة دولة زنجبار الوطنية، أنّ الدولة المصرية تولي التواصل مع إفريقيا أولوية كبرى، وذلك باعتبارها العمق الاستراتيجي للدولة المصرية التي تربطها بها علاقات تاريخية ممتدة عبر العصور.

وأوضح أنّ السواحيلية تستخدم في مجال التدريس في أربع جامعات مصرية هي: الأزهر، القاهرة، عين شمس، أسوان، بالإضافة إلى عدد من المراكز المعنية بالتواصل الثقافي مع إفريقيا والمشاركات الميدانية والمحافل الدولية التي تحتضنها مصر؛ لبحث سبل تعزيز التعاون مع إفريقيا من خلال وزارات الخارجية والتعليم العالي والإعلام والاستثمار والثقافة وغيرها.

كما تطرّق أيضًا لبيان دور الهيئة العامة للاستعلامات في تنمية وتعميق الروابط بين مصر والقارة الإفريقية، منوّهًا إلى دور الإذاعات المصرية والمركز القومي للترجمة ووزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في توفير المناخ الآمن لعلاقات قوية مع دول القارة الإفريقية.

وفي ختام المؤتمر الذي استمر ليومين شكرت اللجنة العلمية والحضور الباحث على عرضه مبدين سعادتهم بالتواجد المصري في مثل هذه المحافل، مثمّنين دور الأزهر الشريف في نشر السلام العالمي، وتعزيز ثقافة التعايش السلمي، ومحاربة الفكر المتطرّف، وإحياء التراث العريق، والسعي للقيام بدوره التوعوي في حماية شعوب الأرض.