جريدة الديار
الثلاثاء 16 أبريل 2024 09:39 صـ 7 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

خبراء أمن : انتشار جرائم القتل الاسرية سببها تناول المخدرات وانعدام القيم الاخلاقية

اللواء محمد نور الدين_د.محمود كبيش
اللواء محمد نور الدين_د.محمود كبيش

" نور الدين " وسائل الاتصالات بعادت بين أفراد الأسرة داخل البيت

" كبيش " انعدام القيم الأخلاقية ادي لظهور جرائم القتل

" فرويز " إنهيار القيم الدينية داخل المجتمع

شهدت الأيام الأخيرة عدد كبير من جرائم القتل الأسرية داخل البيوت المصرية، من بينها جريمة قتل أب لطفليه، وإلقاء أم لنجليها في إحدى “الترع”، وأب يطعن زوجته لتصاب في مناطق متفرقة من جسدها، ويقتل نجلته، وأم تشنق رضيعتها بـ شال سلسلة الجرائم المتعددة أثارت جدلًا وغضبًا في الشارع المصري، خاصة مع تفاقم الأسلوب الوحشي في ارتكابها "الديار" تستعرض أراء خبراء الأمن والقانون وعلم النفس لمعرفة أسباب هذه الجرائم وكيفية مواجهتها.

" الابتعاد بين أفراد الأسرة "

قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، انتشرت جرائم القتل الأسرية بسبب عدم وجود حالة الدافئ الاسري الذي كان متواجد قديما وأصبحت وسائل الاتصالات الحديثة مثل الفيس بوك والتويتر والتكنولوجيا والاقمار الصناعية بعادت بين أفراد الأسرة الواحدة داخل البيت.

واضاف" نور الدين " في تصريح خاص لـ " الديار " أصبح كل شخص يعيش في عالم بمفرده في ظل غياب سلطة الاب والام التي تراعي أبنائها بجانب تطورت العصر وتباعد المجتمع عن الاخلاق الدينية في ظل ثورات الربيع العربي، التي تمردت علي كافة السلطات وحتي الآباء والأمهات واصبحنا نشاهد جرائم القتل بداخل الأسرة.

وأشار " مساعد وزير الداخلية الأسبق " نحتاج الي الموسسات الاجتماعية والنفسية للاعتكاف علي دراسة هذه الظواهر وتقديم الحلول ويقوم الأزهر والأوقاف ووزارة الشباب والرياضة والتربية والتعليم والثقافة والإعلام بدورهم لمواجهة هذه الظاهرة لإعادة الانضباط الأسري والوعي الذي نفتقده الان.

" إنتشار المخدرات "

وتابع اللواء مجدي البسيوني، الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق، أن أساس جرائم القتل التي تحدث داخل الأسرة بسبب انتشار المخدرات لان عندما يغيب عقل الابن ويحتاج الي تناول المخدرات يقوم بقتل الام والأب، وأحيانا بخل الزوج عندما يكون مقصرا مع أفراد عائلته ولكن غير مبرر أن يتم قتله وما نشاهده من كثرة الطلاق.

وأضاف " البسيوني " في تصريح لـ " الديار " لمواجهة هذه الجرائم نحتاج الي الخطاب الديني وليس الأمن لان الامن لا يداخل في العائلة، ونأخذ بحكمة " أليس منكم رجلا رشيدا " لان مصر بها إرياف وقري ومناطق شعبية ونحتاج الي إرشاد الشباب والإصلاح بين الأزواج والأسرة.

" إنهيار القيم الدينية "

في حين أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، نحن في زمن المسخ الثقافي وانهيار القيم الدينية الحقيقية، والعلاقات الاجتماعية داخل المجتمع وظهور الازدواجية الدينية داخل الاسرة، وينتج عن ذلك عدم فهم ماهية الابوة والامومة والاخوة والصداقة والجيرة.

وأشار " فرويز " انتشرت جرائم القتل الأسرية بسبب قلة الوعي الناتج عن الانهيار الثقافي ولمواجهة هذه الجرائم نحتاج الى الوعي ورفعه بمشاركة وزارةالشباب والاعلام،والتربية والتعليم والثقافة.

" تنظيم أخلاقيات المجتمع "

من جانبه قال الدكتور محمود كبيش، استاذ القانون الجنائي وعميد كلية الحقوق جامعة القاهرة السابق، جرائم القتل الأسرية تعد من الجرائم الكبري ولكن القاضي يأخذ في الاعتبار أن هذا ظرف مشدد وما أصاب المجتمع من تفتت وانعدام للقيم الأخلاقية الراسخة فيه هو الذي ادي الي ظهور بعض هذه الجرائم في الوقت الحالي.

وأشار" كبيش " في تصريح خاص لـ" الديار" أن عقوبة القتل اذا كان في ظرف مشدد تصل إلي الاعدام والسجن المشدد والمؤبد ولمواجهة هذه الجرائم نحتاج الي إعادة تنظيم أخلاقيات المجتمع التي انهارت خلال السنوات فيما بعد عام 2011.

" مواكبة تطورت الحضارة "

في حين صرح الدكتور نبيل سالم، أستاذ القانون الجنائي بجامعة عين شمس، أن ثقافة المجتمع المتدنية هي التي أدت إلي انتشار جرائم القتل داخل الأسرة، لانه لا يستطع مواكبة تطورت الحضارة الإنسانية فمازال الكثير من العائلات المصرية تعيش تحت مظلة السلطة الأبوية المطلقة التي عرفتها روما القديمة وبعض بلاد الإغريق.

وأضاف " سالم " كثير من الأسر لا تتفهم حقيقة العلاقة التي يجب أن تسود بين الاباء والابناء بمجرد بلوغ الابن لسن الرشد لابد أن تكون العلاقة بين أبويه قائمة على الصداقة والمحبة.

وأشار " استاذ القانون الجنائي " وعندما تتغير هذه الثقافة ستتمتنع ظاهرة الجرائم العائلية عن الظهور ولن توجد، وعادة الاصدقاء يعيشون في حب ومودة وسلام، وتتراوح العقوبات في القانون حسب نوع الجريمة وتبتدي من الضرب العمدي وحتي الضرب البسيط.

"نشر السلام الاجتماعي"

وقال أيمن محفوظ، المحامي بالاستئناف العالي، أن العنف الأسري هو استخدام القوة المادية او التهديد بها داخل الاسرة الواحدة بشكل مبالغ به نحو اثبات حق للجاني سواء كان مشروع او غير مشروع وأمثلة ذلك رغبه الجاني نحو طاعة عمياء له،والعنف الاسري قديم قدم الزمان بداية من قابيل وهابيل وكان العنف وسيلة لإنهاء صراع الاخوة وانتشر حتي اليوم ظاهرة القتل في الاسرة الواحدة فيقتل الزوج زوجته او أبناءه،والعكس وتتطور العنف الي الاستغلال الجنسي للضحية فنجد اغتصاب الاب لابنته قسرا وعنفا.

وأضاف " محفوظ " الأمثلة على تلك الجرائم الغير متصورة عقلا اصبحت تحدث كل يوم واسباب العنف الاسري لايمكن ان نسبغها فقط علي الظروف الاقتصادية والاجتماعية فقط بدليل ان قابيل وهابيل كانوا يملكون الدنيا كلها واحدهما قتل الاخر ولكن الظروف الثقافية وانحصار التعليم والدين ورجالهما عن دورهم وانتشار ثقافه البطل المجرم اثر ذلك في انعدام القيم والاخلاق في مجتمعنا فاصبحت مكانه الشخص الاجتماعية تقاس بمدي قدرته علي مخالفة القانون واصبحت فكرة ان المجتمع ككل ظالم تسيطر علي فكر اغلب الناس وتحركهم بمثال ان الحكومات لا تلبي مصالح الشعب وكذلك نبرات تكفير الغير من الجماعات المتطرفة اوجدت احساس لدي المواطن انه الجميع ظالم ولابد ان يواكب ذلك الظلم بالاشتراك فيه فاصبح يمارس كل اشكال الظلم المتمثلة في العنف او التهديد به والاغتصاب في اطار ما يستطع ان يفرض عنفه عليهم واقرب ما يستطع العنف عليهم هم المحيط الاسري للجاني.

وأشار " المحامي بالاستئناف العالي" أن سبل مجابهة ذلك العنف هو تنمية فضيلة الفطرة السليمة للانسان عن طريق التعليم والدين وتفعيل ادوار رجالهم ومحاولة اعدام ثقافه المجرم البطل التي تظهر في الاعمال الدرامية ويقلدها الشباب وتشجيع محاولات الحكومة في القضاء على العشوائيات ونشر السلام الاجتماعي في المجتمع كله وان يشعر المواطن بان له قيمة وتقليل الشعور بالظلم سنجد ان ظاهرة العنف عموما ستقل والعنف الاسري تحديدا سيتلاشي وهذا دور علي كل الناس وفرض عين علي كل انسان في المساهمة بذلك.