جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 03:48 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

خاص…«NYT»هولاء هم ضحايا الطائرات المسيرة الأمريكية

أوباما وبوعين
أوباما وبوعين

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، ذكرت فيه أن وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون يقول إن الغارات الجوية الأمريكية لم تقتل مدنيين منذ قيام الرئيس دونالد ترامب بتكثيف الهجمات ضد حركة الشباب المجاهدين قبل عامين.

وتشير الصحيفة إلى أن منظمة العفو الدولية قامت بالتحقيق في خمسة من المئة من الغارات التي تمت في الصومال منذ عام 2017 بطائرات مسيرة وطائرات يقودها طيار، واكتشفت أن 14 مدنيا قتلوا في تلك العينة الصغيرة فقط.

وتورد الصحيفة نقلا عن البنتاجون، قوله بأن الغارات الجوية التي شنها التحالف الذي تقوده أمريكا خلال الحرب على تنظيم الدولة تسببت بقتل 1257 مدنيا على الأقل في العراق وسوريا مع نهاية يناير.

وتضيف الصحيفة في تقريرها الذي طالعتة وترجمتة الديار "أن "إيروورز"، وهي جماعة رصد جامعية، تقدر أن تلك الغارات قتلت ما لا يقل عن 75 ألف مدني في البلدين.

وتجد الصحيفة أن هذا الفرق يعكس مدى الضعف الذي يعتري استيعاب الشعب الأمريكي للتكلفة البشرية للحرب الجوية التي تتم بشكل كبير باستخدام الطائرات المسيرة.

وتلفت الصحيفة إلى أن "الطائرات المسيرة شكلت السلاح الرئيسي في مكافحة الارهاب على مدى أكثر من عقد، فهي تقتل المتطرفين دون المخاطرةبحياة الأمريكيين، ما يجعل المعركة تبدو معقمة من ناحية الجبهة الداخلية، لكن عدد المدنيين الذين يقتلون في هذه الهجمات محاط بالسرية.

وتقول الصحيفة إنه أصبح من الصعوبة بمكان كشف الغطاء عن هذه الحرب في ظل الرئيس ترامب، والسماح لوكالة الاستخبارات المركزية بأن تتكتم على أعداد المدنيين الذين يقتلون في تلك الغارات خارج مناطق أفغانستان والعراق وسوريا، في المناطق مثل اليمن ومنطقة القبائل في باكستان وشمال أفريقيا.

وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس باراك أوباما قام بتوسيع استخدام الطائرات المسيرة بشكل كبير في الغارات الجوية، لكنه أدرك في النهاية بأنه بحاجة لمزيد من الشفافية والمساءلة، ووضع تحت الضغط بعض الضمانات المعقولة.

وتفيد الصحيفة بأن من بين تلك الضمانات كان أمرا رئاسيا في يوليو 2016، يتطلب من الحكومة أن تصدر تقارير عامة سنوية، تبين فيها عدد المدنيين الذي يذهبون ضحايا لتلك الغارات في تلك المناطق.

وتذكر الصحيفة أن ترامب قام بإلغاء ذلك الأمر هذا الشهر، الذي وصفه مجلس الأمن القومي بأنه غير ضروري؛ لأن الكونجرس مرر قانونا بعد ذلك يفرض على البنتاجون أن ينشر تقارير حول الضحايا المدنيين في عملياته، إلا أن القانون غطى فقط البنتاغون، وليس حملة وكالة الاستخبارات المركزية المنفصلة، التي تم توسيعها تحت رئاسة ترامب.

وتنقل الصحيفة عن الخبراء، قولهم بأنه الغارات الجوية في أفغانستان والعراق وسوريا والصومال زادت تحت حكم ترامب، فيما أصبح من الصعب تحديد المسؤولية في اليمن عما إذا كانت أمريكية أم مسؤولية التحالف السعودي الإماراتي.

وتبين الصحيفة أن الغارات في أفغانستان، التي قتلت مدنيين أكثر من الضعف في الأشهر التسعة الأولى من عام 2018، زادت مقارنة مع الغارات الجوية للفترة ذاتها في العام الذي سبقه، التي قتلت أكثر من 150 مدنيا، بحسب بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان.

وتشير الصحيفة إلى أن ترامب أضعف القيود للحد من الإصابات بين المدنيين، ومنذ أن تسلم الرئاسة قام بإلغاء القواعد التي تتطلب من الجيش والاستخبارات، التي تعمل خارج مناطق الحرب الساخنة، مثل أفغانستان والعراق، أن تحصر الأهداف في المتطرفين من المستوى العالي وليس الجنود العاديين، وألغى عملية مصادقة بين الوكالات المختلفة، مانحا القيادات العسكرية سلطة الأمر بالقيام بغارات باستخدام الطائرات المسيرة.

وتذكر الصحيفة إنه حتى بموجب القواعد الماضية، وبغض النظر عن مدى دقة الأسلحة المستخدمة، ومدى حرص المخططين، ومدى مهارة المقاتلين، فإن الأخطاء والمعلومات الخاطئة والقرارات المحسوبة عادة ما أدت إلى قتل مدنيين، والبيانات الرسمية تتراوح ما بين غير موجودة إلى معطيات مبهمة تماما، والضمانات للتخفيف من قتل المدنيين غير كافية.

وبحسب الصحيفة، فإن الجيش اتخذ نظاما دقيقا تحدت إدارة أوباما للتقليل من الإصابات المدنية إلى أدنى مستوى، بما في ذلك متطلب بأن تكون القوات "شبه متأكدة" قبل شن الهجوم من أن المدنيين لن يتضرروا، لكن تقارير "نيويورك تايمز" وغيرها من الصحف عام 2017، تظهر أن البنتاغون قتل مدنيين في العراق أكثر مما اعترف به.

وتكشف الصحيفة عن أن إدارة أوباما قدرت بأنه وعلى مدى دورتين قتلت غارات الطائرات المسيرة ما بين 64 إلى 116 مدنيا في 542 غارة خارج مناطق القتال الرئيسية، مشيرة إلى أن ميكاه زينكو، المؤلف المشارك لكتاب جديد بعنوان " Clear and Present Safety"، يقدر العدد الحقيقي بحوالي 324.

وتجد الصحيفة أن الطائرات المسيرة على الرغم من سوئها، فإنها تتمتع بقدرة تمييز أفضل من القاذفات السجادية (B-52)، لكنها في الوقت ذاته تعد أدوات مغرية للرؤساء والقادة العسكريين لإيقاع أضرار كبيرة دون إعطاء الأمر ما يكفي من التفكير.

وترى الصحيفة أن غياب الشفافية والمساءلة حول الضحايا المدنيين يساعد العدو على نسج روايات كاذبة، ويجعل من الصعب على الحلفاء الدفاع عن أفعال أمريكا، وتشكل مثالا سيئا للبلدان التي تضيف الطائرات المسيرة إلى ترسانتها العسكرية، بالإضافة إلى أنه قد يؤدي إلى جرائم حرب، كما يزعم بعض الناقدين.

وتقول الصحيفة إن الكونجرس يحتاج للإصرار على بيانات أفضل عندما يقوم مفتش البنتاجون بالتحقيق في تقارير الإصابات المدنية.

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالقول لا يوجد هناك قتال دون مخاطر، لكن في قتال الطائرات المسيرة يقع الخطر على الأبرياء، ويحتاج الأمريكيون أن يدركوا التكلفة كاملة وتداعيات تلك المخاطر.