جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 08:52 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
أسعار بيع وشراء الذهب اليوم الخميس أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم الخميس حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس المدير التنفيذي لجهاز حماية البحيرات والثروة السمكية يتقدم بالتهنئة للرئيس والقوات المسلحة بمناسبة ذكري تحرير سيناء حفل ختام الأنشطة بمدرسة الأيوبية الإعدادية بنات ومعرض اللغة العربية بمدرسة الهدى والنور بالدقهلية محافظ الدقهلية يهنئ فريق المنصورة الاول لكرة القدم ومجلس الادارة اعتبارا من مساء اليوم يبدأ العمل بالتوقيت الصيفى بهيئة السكة الحديدية النيابة العامة بشمال الجيزة تباشير تحقيقاتها في حادث اصابة عدد من الأطفال باختناق داخل حمام سباحة الترسانة رئيـس مجلـس إدارة جهـاز حمايـة وتنميـة البحيـرات والثـروة السمكيـة يهنئ الرئيس والقوات المسلحة ذكـرى تحريـر سينـاء شباب قادرون تستعد لتنظيم ملتقي توظيفى بالبحيرة وكيل أوقاف الإسكندرية يتابع فعاليات امتحانات طلاب المركز الثقافي افتتاح مؤتمر «صناعة السياحة في ظل التغييرات العالمية »بجامعة الإسكندرية

هدى جحاجى تكتب ”علي جدار الروح“… قصة قصيرة

هدى جحاجى
هدى جحاجى

اصبح النهار قاتماً كئيبا تطفو فوقه كتل من السحب الداكنة , وفى لحظات كان الرعد يقصف كصوت الحرب , والمطر ينهمر بلا توقف خلت الشوارع والطرقات من كل آثار بشرية اختبأ اسفل مظلة عند موقف اتوبيس مهجور واسنانها تصطك فى تتابع سريع وثيابه قد ابتلت فضاعفتاحساسها بالبرودة وجسدها ينتفض جالت بنظراتها فى بطن السحب الممتدة لم تجد كوة واحدة ينفذ منها شعاع الشمس واعتقد أن الشمس قد خبت فلم تعد قادرة على أن تبعث الدفء على هذه الارض وقالت فى نفسها لابد ان التفاعلات الهيدروجنية عليها قد أوشكت على النهاية وانها حتما ستتحول يوماً ما الى كوة من الثلج أو الى مجموعة من الغازات أو تتلاشى بعد انتهاء الوقود منها صبغت الدموع خطين على وجنتيها حركت أصابعها تأكدت من حركة أصابعها أن طاقة الشمس ما تزال فى خلاياها قبلتها يدها وتوسلت الى السماء وهى تبكى .

أكره رائحة الحزن العالق ...لمحت عربة " كارو " يجرها حصان هزيل يتعثر تحت سياط صاحبه الذى يحثه على الاسراع بلا فائدة ..سيطر عليها شعور بأن المستقبل لها وخيل إليها أن جميع السيارات قد نفقت وأن جيفها قد انتشر فى كل مكان بعد ان نفذ وقودها من أرجاء الدنيا .

وحين ارتفع صياح سيارة مرقت أمامها قال لها بأن كل جنسها سينقرض قبل مرور خمسين عاماً وأن عليها أن تمرح فقط هى ونسلها حتى تنضب آبار البترول .

إنتقل من محطة الاتوبيس فجأة إلى صحراء شاسعة , الليل فيها لا يعرف النهار ؛ . تتطلع إلى بلدة ينشدها تقع على مسيرة شهر بالجمال فى طرق ثعباينة يضل فيها من ليس له خبرة بها , فى النهار يضنيها البحث عن ماء ولا تجد غير السراب وقسوة الحر وينتهى بها الأمر أن تخرج له لسانها وتضعه على جزء رطب من الأرض لعله يرطب لسانها وبالليل يقتلها البرد حتى تعض الحشائش النابتة فى بطن الوادى وينشب أظفارها فى وجه الأرض متوسلا أن تحميها لم تكن وقتها تعرف معنى السماء ؛ .

تتمنى أن تركل الكرة الارضية بأقدامها فى وجه متغيرات الحياة فى وجه المرض والبرد والشتاء ,, لكن المرض لم يمنحها شرف المقاومة , تتخيل أنها تصافح السماء وتعانق اللون الأخضر فى الأرض الطيبة .

تفيق على جرس انتهاء الحلم ويد تسحبها لسؤال لا تجد له إجابة .