جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 08:03 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الفكر السياسي وعلاقته بالتاريخ

هدي حجاجي
هدي حجاجي

إذا حاولنا البحث من نقطة البداية والإنطلاق في البحث التاريخي سوف نستند الى ثلاث روافد تأزم الواقع الحاضر، التوجيه الى مستقبل لابد وأنْ يتخطى هذا التأزم، ومن ثم الأمل في أنْ نبرهن عملية التاريخ على امكان تحقيق هذا الممكن، وذلك الأمل على صورة تتفق وأهداف وجهة سياسية عامة محددة.

ومن البديهي أنَّ هذه الوجهة الأولي هي الغالبة على الأقل في تاريخ مصر المعاصر كما كتبه ويكتبه المؤرخون والمفكرون المصريون – نتاج ضروري لأولوية البعد السياسي في تاريخ مصر الحديثة والمعاصرة موضوعيا. أفلم يتحرك الشعب في تشكيلاته الإجتماعية والسياسية والفكرية المختلفة من أجل فك الحصار وتحقيق الاستقلال, والسعي الى المزيد من الحرية والتقدم في السنوات الأخيرة؟
ثم أفلم تواكب هذه الحركة الجبارة حركة مضادة من قوى الهيمنة الخارجية والداخلية، أي القوى الاستعمارية والرجعية المتشابكة لقهر التقدم!؟
أم أن تاريخ مصر القديم والحديث والمعاصر بلا هدف, ومن ثم بلا عقبات!؟
لا داعي للإطالة في هذا الصدد، فالواقع الحي يفرض نفسه على الجميع, من ثم كانت هيمنة التاريخ السياسي الإتجاهي في معظم الأحيان على تصورنا لتاريخنا الحديث والمعاصر على وجه الخصوص.

هكذا أظهرت مدارس تاريخ مصر في الفترتين الحديثة والمعاصرة على التوالي تيار التحديث الليبرالي، وابتداء من عبدالرحمن الجبرتي ورفاعة الطهطاوي الى عبد العظيم رمضان. تيار الأصول الإسلامية ابتداءً من كتابات محمد عبده وتفرعها في شتي قطاعات التاريخ. التيار الاشتراكي .
حول النواة الماركسية منذ الأربعينات حول شهدي عطية الشافعي . التيار القومي ابتداء من تاريخ الحركة الوطنية لعبد الرحمن الرافعي, حول نواتها الناصرية, كما تجلى في كتابات رجال الثورة 23 يوليو.

نضيف أن هذه التشكيلات والأسماء والرموز ليست مسحا لساحة تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وانما إشارات الى بعض المعالم لتنظيم الساحة في هذه الوجهة الأولي والمهيمنة كما قلنا، ومن ثم يمكن التعديل والإضافة بكل تأكيد. مثلا بالتمييز بين الإتجاهين الوطني المصري والقومي العربي بكل تأكيد في كل من هذه المدارس.