جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 03:34 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

زمن الطيبون ” قصة قصيرة ”

أحمد محمد أبورحاب محمد
أحمد محمد أبورحاب محمد

كانت جدتى ضياء عليها رحمة الله تجتمع فى دهليز الدار الواسعة مع نسوة الحى كل يوم عصرا لتجاذب أطراف الحديث ومعهن المرحومة أم شكري التي تعرضت لأزمه مفجعه جعلتها تتشح بالسواد مدى الحياة بسبب موت ابنها البكر الدكتور شكري وهو فى رعيان شبابه والمرحومة هلالية أم هند بعد انفصال ابنتها الوحيدة عن زوجها اصطحبت ابنتها وحفيدتها راضية وانتقلوا من مدينة بيلا للإقامة بقريتنا النوايجة حيث عملت هند بالوحدة الصحية حديثة النشأة بالقرية هند كانت تحب المرح والدعابة كأنها تخفى آلالم الزمن بالضحك والمرحومة رتيبة الجارة المباشرة لنا كان بين دارنا ودارها جدار فاصل فتحت فيه طاقة صغيره للاطمئنان على بعضنا عند الضرورة والمرحومة نعيمة أم الأستاذ خالد المرشد الزراعي بالجمعية الزراعية بالقرية والمرحومة دولت وغيرهن.... كان دائما يستهوني حديثهن النسائي فاجلس على مسافة قريبة منهن فجاءة بكيت سألتني أم شكرى لماذا تبكي :-لقد انتهت حلقات مسلسل البخيل وأنا :-تبكى من أجل مسلسل يا ولدي غدا تكبر وتشاهد عدة مسلسلات قاطع حديثنا صوت قادم من بيت فى منتصف الشارع وهو صوت المرحوم عثمان مناديا عليّ فاتجهت إليه طلب منى ابتياع علبة سجاير وعلبة ثقاب من دكان القرية له فهو عجوز كبير فى السن. كثيرا ما كان يستعين بيْ لشراء بعض المستلزمات بسبب عدم قدرته على الحركة فالولد الصغير فى عرف أهل القرية تحت خدمة كبار السن فانفذ له ما يطلب على عجل كان يكافئني كل مره بعشرة قروش كنت أفرح بها جدا ماتوا كل هؤلاء الطيبون لكن مازال رحيق ذكرياتهم يفوح في أعماق قلبى.