جريدة الديار
الأربعاء 17 أبريل 2024 12:12 صـ 7 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
ارتفاعات عالمية غير مسبوقة للذهب ..وتوقعات بوصول الأوقية 3 آلاف دولار‎‏ ‏ وزارة التعليم تشكل لجنة من قيادات الوزارة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بعد تداول منشورات عن تدريس الشذوذ الجنسية بمدرسة خاصة تنشيط السياحة يشارك في الملتقى التوظيفي بالإسكندرية محافظ دمياط تناقش استعدادات مدينة رأس البر لاستقبال شم النسيم وموسم صيف ٢٠٢٤ محافظ دمياط ترأس اجتماعًا لمتابعة منظومة النظافة على مستوى المحافظة ورش لزراعة الأسطح بإشراف مجلس الإعلام الريفي بالإسكندرية الحبس والغرامة.. عقوبات رادعة للغش في المعاملات التجارية سقوط 15 صاروخًا على الأقل من لبنان على شمال إسرائيل حي العجمي يعقد امتحانات محو الأمية ضمن بروتوكول الجامعات المنطقة الشمالية العسكرية تكرم قيادات مديرية الصحة بالإسكندرية فرص عمل للمكفوفين.. اختتام المرحلة الأولى من مبادرة ”ترعاهم فيبدعون” بالوادي الجديد طلب إحاطة بمجلس النواب لبحث المشاكل الأزمات المتكررة بالإسكندرية

راوية حسين تكتب .. الحرية

راوية حسين
راوية حسين

وماذا تعني الحريه في أبسط وأعمق صورها ؟

فبدءا نعرف الحريه على أنها حق لك لتفعل ماشئت وقتما شئت أينما شئت وكيفما شئت ولكن في حدود إطار ما شرعه الله لنا ثم فيما لا يخالف الفضيله وفيما لا يقود للرذيله

فهنا فقط أنت تكون حرا ؛

وإذا نظرنا للحريه بالمنظور الفطري نجد أن الله تعالي خلقنا عبادا له ولم يخلقنا عبيدا فما ذكرنا الله تعالي في كتابه الكريم واصفا لنا بالعباده إلا وقال" عبادي" ولم يقل ابدا في أي موضع "عبيدي" ثم وجهنا لمعرفة الفرق بين العباد والعبيد ؛ فالعباد لا يعبدون إلا الله إله واحد أحد ؛ وهو يعطيهم عطاءا بلا حدود و بلا مقابل ولا يريد منهم جزاءا وإنما فقط العباده ولهم عليها الأجر وهي أيضا لمصلحنهم بالدارين ؛ أما بمجرد أن أشركت مع الله أحدا فكنت عبدا له ؛ وسواء كان لك إلاها أو شخصا أو غريزة فإنك أصبحت من العبيد وفقدت حريتك لأن العبيد يخدمون ويعطون بلا أجر وهنا الفرق ؛ و لأن الله تعالي أبان لك الخير والشر ؛ الحلال والحرام وترك لك الخيرة ولكن مع شرط الثواب والعقاب فأنت حر في أفعالك وحر في اختيار حسابك ومآلك ؛ ولكن ما من شئ تعبده من دون الله فأنت تترك له الخيرة فيك فإن تركت نفسك لغريزة دون التهذيب والتوجيه المباح كنت من عبيدها فهي التي توجهك وتأخذ خيرك وتوهمك العطاء غير أن مسيرها بك للزج في الجحيم بالدارين ؛

وأنت لها أسير لاغي اختيارك وحريتك معها

ومن هنا أتجه لمن يدعون للحريه المطلقه المترفعه عن الحياء والمقدسات والفرائض والشرائع لإؤكد لهم أنهم يدعون للأسر والسبي لا للحريه ؛

ولو نظرنا للمنظور المجتمعي لوجدنا الإتفاق على حكمة "أنت حر مالم تضر" فكيف إذا دعوت للحريه بالتخلي عن فريضة مثل الحجاب مثلا أو لأن أدعوا المرأه للتخلي عن حياؤها وإعلان اتجاهاتها الغرائزيه فهنا أنا لا أدعوا للحريه لأني لم أختار لنفسي فحسب بل أنني أقود كل قارئ بمعسول الكلام والعبث في العقول لنشر السفور والفجور في المجتمع وكأنني أحارب ماجاء به سيد الخلق لتطهير الخلق من نجس كانوا يعيشون فيه .

"حقا إن للإيمان حلاوة وللطهر متعه لايتذوقهما إلا من كان من ذوي الألباب "

ولست أري التخلف والرجعيه فيما أقول

فإن عدنا لتخيير الله لك فلك أن تعصي أو تطيع فإن أطعت ، فله ان يقبلك أو يبتليك ليثبتك وإن عصيت فله أن يهديك أو يمهلك أو يقبضك على معصيتك ؛ فأنت حر ولكن لله الأمر ؛ ولكنه وضع لك الحدود لأنه يحبك لا ليقيدك فإنه لا يرضي لك الكفر ولا يريد لك العذاب .

(إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)

أما من المنظور النفسي

فإن للغرائز صنفان أحدهما لا خيرة لك فيه ولا تحاسب عليه كغريزة الأمومه والإبوة وغيرهما من الغرائز المثيله ؛

أما الآخر فلك فيه الخيرة وعليك الحساب ؛ مثال غريزة التناسل المؤديه للأمومه والإبوة ؛

وهنا نجد تساؤل ؛

لما ؟

-لأن في الأولي لابد وأن تحبب إليك لتتحمل رعايه طفل حتي يصبح مسئولا عن إنتاج آخر لاستمرار الحياة على الأرض ؛ وهو وحده الذي يشاء فيها ولكي يثبت لك أن هذا الأمر ليس لك فيه خيرة

قال (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)

أما ماترك لك فيه الإختيار هو التناسل وحببه أيضا إليك لهدف التوالد من أجل بقاء النوع ولسن سنته كخالق يخلق العباد للعباده (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)

ولكنه حدد الشروط والحدود وأوضح مضار الحياد عن الحدود وترك لك حريه الإختيار واحتفظ لذاته بحق الحساب ؛

وفي النهايه لنعلم جميعا أننا أحرار على هذه الأرض ولكن إذا خرجنا من باطنها حوسبنا على حدود الحريه التي رسمت لنا ؛ فأنت حر مالم تضر نفسك وغيرك .

- وأخيرا فلي في الحرية نداء

وهو الحياء الحياء فما مات الحياء في امرأه إلا وفقدت جمالها وعزتها ورقتها التي خلقت بها لتكون كالزهرة العطرة تبهر وتعطر وتؤنس وتجمل وتلطف الحياة

"وإن الحياء لشعبه من الإبمان "

وليس الحياء مقصور على النساء ولكنه للرجال في مقامه نخوة وغيرة وإباء فلا حياء في قتال أو علم أو ما شابه ؛لكن وعلى سبيل المثال إن كان الرجل حييا فيما يكتب من لفظ أو توجيه فهو ذو نخوة وغيرة على نساءه ونسوة إخوانه من أن يخدش حياءهن بقرائتهن لماكتب أو بأن يقوي توجيههن لسفور وإماتة الحياء فيهن .. وهكذا

وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أشد حياءا من العذراء في خدرها .

أنظر في هذه الجمله وما فيها من خير توصيف للحياء الفطري في الرجل متمثلا في سيد الوري والحياء الفطري في الأنثي متمثلا في تلقائيه حياء الفتاة البكر في زفافها .

جعلنا الله وإياكم من العباد لا العبيد والأحرار لا الأسرى والسبايا ومن ذوي الحياء لا من ذوي الفجور .

وللتذكرة : لا تنسى الآتي .

اكتب ؛ انجح ؛ ابدع ؛ اشتهر ؛ اربح ؛ تميز بالفضل أو بالإنحلال

إفعل ماشئت فإنك حر ولكنك لا مفر محاسب ؛

والكلمة ستعيش وأنت ستنقضي ولك أن تجعلها صدقه جاريه أو تتمني المستحيل بعودة لتحرقها فأنت حر .