جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 04:08 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

قراءة في نص ” حكاية بنت اسمها نور” للكاتبة هدى حجاجي /مصر

أول ما شد انتباهي، صياغة العنوان الذي يجعل المتلقي يتساءل في حيرة من أمره

" حكاية بنت اسمها نور "

السؤال الذي يخالجني كقارئ: هل نحن أمام قصة أو حكاية ؟

و ما هو الفرق بين القصة والحكاية ؟

فالقصة بعد إعادة صياغتها وكتابتها، قد تستثني الكاتب وهذه إحدى الفنيات في اختيار طريقة الرصد والمكان وقدرة الراصد من الأمكنة المختلفة لأحداثها المترابطة والحبكة التي أعتمدها الكاتب في بناءاته.

فالقصة هي بعث للأحداث من خلال شخصيات القصة وقدرة النص على تصوير ورسم المشهد في ذهن المتلقي وتذوق القارئ بطبيعة الحال يختلف من قارئ الى آخر حسب قدرته المعرفية برسم خلفية الأحداث فيها...

أما الحكاية فكلمة مشتقة من (حكى) والمقصود بها غالباً "المحاكاة" و "حكاه" ...بمعنى شابهه وتكون أغلبها شفهية منقولة من جيل إلى جيل يلقيها الراوي .

حيث تسمح بتنامي الخيال، كما لا تسمح للمتلقين بإضافة خيالات أخرى عليها.. ليصبح المكان شيئا ثانويا للمتلقي.

وتساعد على التميز بين الحق والباطل..وفي الأخيرا الانطباعية التي يخرج بها المستمع.

فالحكاية ليست مجرد فعل كما يوظف فيها السارد طريقته وأسلوبه الذي يأسر فيها المستمع حتى النهاية، وأشهرها حكايات شهريار وشهرزاد التى أنست القاتل وأخرت

قتلها ليلة بعد ليلة وفي ديوان أحمد شوقي : قصيدة حكاية الثعلب والديك

برز الثعلب يومــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا في شعار الواعظينا

فمشى في الأرض يهذي ويسب الماكـــــــــــــــــــــــــرينا

ويقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول الحمد للــــــــ ه إله العـــــــــــــــــــــــــــالمينا

يا عباد الله توبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا فهو كهف التائبينا

وازهدوا في الطير إن ال عيش الزاهــــــــــــــدينا

فالفرق بين القصة والحكاية، يعتمد على وظيفة البناء وطريقة نظرنا للمبنى والمغزى.

فهذا البريق الذي بين أيديكم إلا توضيحا لوخزة العنوان ولا أدري إن كان إعتباطي أو متعمد من طرف الكاتب .

وهذا النص الذي بين أيدينا للكاتبة أ. هدى حاجي ما هو إلى عينة في تفعيل المشهد القصصي بأحداثه ... حيث يقول الكاتب " لما إلتقطته عيناي مصادفة واقفا أمام المحطة , تراءت رأسه الصلعاء كمرآة محدبة تحت وهج الشمس."

ومن البداية تدخلك وتشعرك في قلب الحدث ، مستعينة بالمثل لتقريب الصورة والخروج من الحكائية.

ثم تاسر المتلقي بطريق Feedbak في قولها " لا أعرف لماذا تداعى إلى ذاكرتي "

في اول وهلة عند قراءتك لهذه القصة تنظر إلى طريقة صياغة الأفعال وتفعيلها ، كما تبدو كتابات بسيطة إلا أنها عميقة المعنى، ترتكر على مجموعة من الدلالات والمعاني تاركة مسافة محترمة بين النص والمتلقي.

وسنتطرق إلى بعض منها على سبيل المثال والتأكيد في قولها " جلست على مقعد خشبي متأرجح بآخر الحديقة، تحينت الفرصة رغم اعتراض البستاني، دلفت عبر باب حديدي قاصدا إليها من خلال ممر قصير ومحاط بشجيرات الصبار والخروع "

إلى ماذا يرمز الباب الحديدي وشجرة الصبار ؟

من خلال النص قد نجد الكاتب يظهر أحيانا ويختفي أحيانا أخرى، تاركا البطل بحوارية جد رائعة و طريقة ذكية تجعل المتلقي لا يفرق بين الكاتب والبطل إلا أن في النص نجد الكاتب خارج القصة .

وفي النهاية أتمنى أن أكون في مستوى القراءة للنص وما يحمله من معاني جميلة وفنيات أجمل في حبكته وبناءه ولا يسعني المقال في هذا المقام إلا بانحناء قلمي.