جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 09:32 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

المخرج احمد نادر ” صناعة الفيلم التسجيلى مثل صيد السمك يعلم الصبر ”

احمد نادر و نيهال القوصي
احمد نادر و نيهال القوصي

تفرض الموهبة نفسها حتى ولو لم تقترن بالدراسة فى البداية ولكن عليها أن تقترن بالمجهود والصبر والا فمصيرها حتمًا إلى النسيان، يعج العالم بالموهوبين ولكن لا يظهر منهم إلا من صبر واجتهد وتعلم وامن بحلمه فهذا هو الناجح حتى وأن لم يلمع نجمه بعد فالكثير من الموهوبين مازالوا يسيرون على الدرب فالسعى في طريق الوصول وصول، من بين هؤلاء المخرج احمد نادر.

فرضت موهبة المخرج أحمد نادر نفسها على الساحة فكفاحه وصبره كان يجب أن يكلل بنجاح كبير مثل حصول فيلمه التسجيلى " كراكيب " على جائزة هيباتيا الذهبية كأحسن فيلم تسجيلى فى مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة فى دورته الخامسة، فمن هو المخرج أحمد نادر ؟ وكيف حول مسار حياته من خريج اداب اجتماع لمخرج سينمائي ؟ كل هذه الاسئلة واكثر سوف نجيب عليها من خلال هذا الحوار.

فى البداية دعونا نتعرف أكثر عن المخرج أحمد نادر

تخرجت من كلية الآداب قسم اجتماع جامعة الإسكندرية ثم قررت الاستقرار فى القاهرة والعمل كمونتير ليكون الطريق إلى الإخراج فكثيرًا ما يقال أن المونتير الشاطر هو مخرج شاطر لذلك بدأت بتعلم المونتاج والعمل فيه وبالفعل ساعدني كثيرًا فتعلمت كيفية بناء إيقاع الفيلم فى وقت محدد كما رأيت اخطاء المخرجين وتعلمت منها، و حاليًا أدرس الإخراج فى المعهد العالي للسينما لثقل مهاراتى وتعلم الجوانب الأكاديمية فى الاخراج وبالفعل استفدت كثيرًا من تجربة الدراسة فى المعهد بالاخص فى تطوير مهارات التواصل وشرح افكار الافلام واقناع المستمعين بها وهو ما كان ينقصني.

متى قررت ترك المونتاج والعمل كمخرج ؟

اتخذت القرار فى عام 2014 وبدأت بإخراج بعض الأفلام الوثائقية ثم فى 2017 قررت خوض تجربة إخراج الأفلام الروائية وكانت البداية بفيلم " ونس " الذي شاركت فيه زوجتى نهال القوصي كمنتجة وصديقى محمد عبد اللطيف.

شارك فيلمك " كراكيب " فى المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة وحصل على جائزة أفضل فيلم تسجيلى، فلماذا اخترت فكرة الكراكيب بالذات ؟

فكرة الفيلم تنتمي لنهلة كرم فلقد أرادت صناعة فيلم عن الكراكيب وبالفعل قدمت لنا سيناريو مبدأى، تحمست كثيرًا عند سماع الفكرة فأنا أحب فكرة التعلق بالماضي فدائمًا أشعر بأن أفعالنا اليوم هي نتاج الماضي فالكراكيب فالحقيقة هي ذكريات الناس وماضيهم فأردت من خلال هذا الفيلم التعرف على ذكريات الآخرين.

كم من الوقت قضيته في الإعداد للفيلم ؟

استمر العمل على الفيلم منذ 2015 وانقطعنا فترة بسبب ظروف العمل وعدت مجددًا لاستكمال مرحلة المونتاج فى عام 2018، لكن طوال الثلاث سنوات كنت أعمل على إعداد السيناريو حتى أثناء التصوير فسيناريو الفيلم التسجيلي يتم تطويره وتغييره دائمًا كما أن أول يوم تصوير هو الأهم فمن خلاله يمكن التعرف على إذا ما كنت تعمل بشكل صحيح أم لا، فقد تجرى مقابلة مع أحد الضيوف تخرج منها بفكرة تعدل مسار الفيلم.

كم تكلف إنتاج فيلم " كراكيب " ؟

لا استطيع تحديد على وجه الدقة ميزانية الفيلم ولكنها لن تقل عن 20 ألف بالنسبة للتصوير الميدانى أما معدات التصوير فكانت دعم من شركة اكس ميديا بالإضافة أن أنا وزوجتي من قمنا بالتصوير والإخراج وأنا قمت بأعمال المونتاج وتصحيح الألوان لذلك لا استطيع تحديد الميزانية.

هل واجهت صعوبات أثناء تصوير الفيلم ؟

نعم واجهت مشكلة فى التصوير فأنا ونيهال لسنا مصورين محترفين وفى نفس الوقت اتفقنا على استحالة توظيف مدير تصوير لأسباب مادية وحتى نستطيع الحصول على مقابلات تلقائية مع الضيوف فكان الأمر مرهق بالنسبة لى ولنيهال فعلينا أن نترك المساحة للضيف مع الحفاظ على جودة التصوير ونحن غير محترفين، بالإضافة الى اهدار الكثير من الوقت فى كلام خارج سياق الفيلم من قبل الضيوف ولكن على أن أتحمل فضيوف الفيلم من ربات البيوت التلقائيين بالإضافة إلى حدوث ظروف مفاجئة أثناء التصوير مثلما حدث وانقطعت الكهرباء فى احدى المرات.

كيف استطعت اقناع ربات البيوت اطلاعك على ذكرياتهم وكراكيبهم وهو أمر يعتبره الكثير شخصي للغاية ؟

أول من قمت بالتصوير معهم هي ابنة خالتى " عفاف " وهي معروف عنها اعادة تدوير الأشياء غير ذات النفع وبالفعل عرضت عليها الفكرة وتحمست للتصوير، أما الضيفة الثانية فهى " امال " و ايضًا أنا على معرفة مسبقة بها فهي تقوم بمساعدتنا فى تنظيف المنزل واردت معرفة كيف ترى كراكيب الناس فبالطبع رؤية أشياء مهملة هي في حاجة إليها شعور سيء لذلك أردت معرفة مدى صحة هذا الكلام منها فتركتها تعمل وقمت بتخبئة الكاميرا وطلبت من نهال زوجتى أن تسألها بعض الاسئلة، أما بالنسبة للصحفى حسين قدرى فنهلة كرم هي من قامت بالتواصل معه وعرض الفكرة عليه.

هل قمت بعرض الفكرة على أحد الضيوف ورفض التصوير ؟

لا لم يرفض أحد من الضيوف التصوير ولكنى قمت بالتصوير مع ضيوف أخريات ولكنى تراجعت عن اضافتهم فى الفيلم فلقد قمنا بتصوير كراكيب شنط البنات ولكنى فضلت تناول زاوية واحدة فقط وهى كراكيب المنازل.

هل تتفق مع مقولة أن الشعب المصرى متعلق بذكرياته لذلك لا يفرط فى كراكيبه ؟

نعم، فالكراكيب جزء كبير منها ذكريات ولكنى أردت البحث عن أشياء أخرى بين السطور مثل الحالة الاقتصادية للشعب المصرى والتى تجعله إلى حد ما انانى و ثقافة الكراكيب فنحن تربينا على الاحتفاظ بالاشياء حتى التي لا تبدو ذات نفع.

من المؤكد أنك مع كل فيلم تقوم بتصويره تتغير نظرتك لبعض الأمور فهل حدث الأمر ذاته مع فيلم " كراكيب " ؟

ليس كراكيب فقط ولكن فى كل الأفلام التسجيلية فاول انطباع تتخذه عن الشخص يختلف تمامًا بعد الحديث معه فتعلمت إلا احكم بالانطباعات الاولية فكما حدث معى أثناء تصوير فيلم " البحث عن رشدى " وجدت مصور شاطئ لم اتحمس فى البداية للتصوير معه فلقد شعرت أنه شخص غير مهم بالنسبة للفيلم ولكن بعد التصوير معه تفاجأت بأنه أفضل من تحدث فى الفيلم وقمت ببدء الفيلم بكلامه، كما علمتنى الأفلام التسجيلية الصبر فالفيلم التسجيلى مثله مثل صيد السمك كلما صبرت كلما رزقت بحكايات وأحاديث صادقة ومهمة.

كيف ترى الدورة الخامسة من مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة ؟

أنا متحمس للمهرجان منذ دوراته الأولى فانا احب الافلام القصيرة وفكرة وجود مهرجان للأفلام القصيرة فقط أمر يستهويني كثيرًا كما زاد اعجابى بهم عندما رأيت مدى اهتمامهم بصناع الأفلام والجمهور ففى رأي أن أي مهرجان يهتم بأمور أخرى غير الجمهور وصناع الأفلام هو اهدار للمال، فهذا المهرجان هو أمل لصناع الأفلام الشباب ليكون نافذة لمشاهدة الجمهور العادى افلامهم، كما اننى اقدر كثيرًا توفير المهرجان ندوات للافلام القصيرة لمناقشة الأفلام مع الجمهور وصناع الأفلام .