همسات رجل خريفية
على شرفة صغيرة ،تقابل الأفق ، تطل لجهة الشرق ، بين فنجان قهوة ولفافة تبغ . وقفَ يستقبل نسمات الصباح الرقيقة .
فجأة مسحَ جبينه ، امتدت يده الى رأسه تطايرت على بنانه شعرات بيض ، نظر اليها بإمعان .
بينما هو كذلك وقعت في حضنه ورقة غصن ، وتبعتها أخرى وقد تلونت بلون بني ، وعلى جوانبها خيوط خضراء ، جمع بين الشعرات والوريقات اليابسة ، أخذ يتفكر .
نسي لفافته ، تذكرها ساعة سقوط رمادها ،على ركبته إضافة الى ماكان في يده فصار لديه .ثالوث من عناصر الخريف . دندن بصوت هادىء .
زمان.....يا......زمان أدرك أنه في فصل الخريف ، ولكن خريف عمره كان أقرب الى كل حواسه التفت الى الخلف ،رأى زوجته خلفه تتنصت لكل...همساته . وبعض من ...أهاته اقتربتْ منه رفقت ساعدها حول عنقه.
قائلة : لا تخف ... أنا ....ربيعك الدائم انظر الى أزاهرك التي تساوي فصول العمر....كلها