جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 01:42 مـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ننشر نص كلمة رئيس حزب التجمع في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحزب

عدسة الديار
عدسة الديار

ألقى رئيس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي كلمة، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الثامن للحزب، داعيا في بدايتها الحضور إلى دقيقة حداد على أرواح شهداء الحزب ومصر في 25 يناير 2011، ومرحبا بضيوف المؤتمر من رؤساء الأحزاب اليسارية الأخرى المصرية والعربية، وشاكرا لحضورهم.

وكان نص كلمة رئيس الحزب:

الزميلات والزملاء فى بداية أعمال مؤتمرنا العام الثامن أرحب بكم داخل قاعة حزبنا العريق والتى شهدت وسجلت حضور زملاء لنا قادة عظام بذلوا كل التضحيات من اجل شعب مصر وشكلوا فى سنوات التأسيس الأولى كتيبة صلبة مدافعة عن أحلام وأمانى شعبنا فى التحرر من الاستعمار والاستبداد والاستغلال .

لذا ادعوكم للوقوف دقيقة حداد على أرواحهم وأرواح شهداء حزبنا فى ثورة 25 يناير وكل شهداء الوطن وأتقدم بالتهنئة للشعب المصرى الذى تجمعت لديه فى وقت واحد سلة من الاحتفالات ( عيد القيامة – عيد تحرير سيناء – عيد شم النسيم – وعيد العمال ) فضلا عن مقدم شهر رمضان وكل عام وشعبنا بخير وسلام .

وفى قلب كل تلك الأفراح يحتفل حزب التجمع فى الشهر الحالى بعيد تأسيسه ال 42 وهو يعقد مؤتمره العام الثامن . كما أتوجه بالتحية لاتحاد أصحاب المعاشات والمناضل والمعلم الجسور البدرى فرغلى وزملائه فى الاتحاد ، وذلك على تجربتهم الملهمة فى النضال السلمى لنيل الحقوق .

هذه التجربة التى علمت الملايين طريق النضال الديمقراطى عبر التنظيم المبدع للجماهير . الزملاء الأعزاء مناضلى حزب التجمع ونحن نبدأ أعمال المؤتمر العام الثامن لحزبنا لنا حق الشعور بالفخر والاعتزاز بما قدمناه للوطن خلال السنوات السابقة من عمر المؤتمر العام السابع والذى بدأ فى مارس 2013 ، سنوات من النضال شهدت سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية ، وذلك بثورة شعبنا فى 30 يونيو 2013 ، تلك الجماعة التى اتخذت من الشعب المصرى عدواً لها لعدم قناعته بمشروع دولتهم الاستبدادية ، وكان حزبنا ولازال من أشد المعارضين لوجود هذه الجماعة ولكل من تحالف معها ، سواء كان ذلك قبل ثورة 25 يناير أو بعدها ، وموقفنا هذا نابع من قناعة كاملة بأنهم يشكلون خطراً على وحدة الشعب وسلامة أراضيه .

وقد كان موقفنا المبكر والثابت من هذه الجماعة محل نقد من بعض الأحزاب والشخصيات التى تحالفت مع جماعة الإخوان مبكراً فى انتخابات الإعادة بين مرشح الإخوان للرئاسة ومنافسه آخر رئيس وزراء فى حكم مبارك ، واستمر البعض منهم مدافعاً عنهم حتى هذه اللحظة باسم الدفاع عن الحريات والديمقراطية ، فهم يعتبرون ثورة 30 يونيو مجرد حدث جماهيرى أدى لانقلاب فى 3 يوليو ، ولم يستسلم حزبنا لحسابات اللحظة الزمنية والتى كانت تشير إلى اختلال موازين القوى بين الجماعة الإرهابية وباقى القوى السياسية والشعبية ، ورفضنا الاستسلام لهذا التحليل ، إيماناً منا بقدرة شعبنا على تجاوز كل الحسابات والتصدى لهذه العصابة الحاكمة ، وكذلك ثقتنا فى جيش مصر العظيم بأنه لن يكون أبداً أداة فى يد تلك العصابة ضد الشعب . واتجهت قيادة حزبنا لموقف أكثر تشدداً وصلابة يعمل على تحويل موازين القوى لصالح التمهيد لفعل ثورى شعبى كنا نتوقعه ، وانطلقنا نحو المبادرات العملية الميدانية التى تعطى للشعارات قوة الدفع المطلوبة لتتحول لأهداف ملموسة وبرزت قيادات حزبنا وبعد 60 يوم من حكم محمد مرسى فى كل ميادين مصر ، وخاصة مظاهرات 24 أغسطس 2013 رافعين شعار يسقط حكم المرشد .

ومن جانب آخر رفض نواب الحزب بالبرلمان الدخول فى لجنة 100 التى سوف تقوم بعمل دستور الإخوان ودخلت معهم أحزاب أخرى وشخصيات انسحبوا فيما بعد تحت ضغط شعبى وفشل فى التفاوض مع الإخوان . واستجابت قيادة الحزب بكل الدعم والتأييد لشباب حركة تمرد مع أول اتصال منهم بقيادة التجمع.

وأخيراً ومن خلال جبهة الإنقاذ أعلن حزبنا بوضوح أننا لن نشارك فى انتخابات فى ظل حكم الإخوان وحزبنا لا يرى سوى الشعب والتحضير ليوم 30 يونيو فى ثورة على حكم الإخوان ، بينما كان كل أطراف جبهة الإنقاذ يتسابقون على التفاهمات الانتخابية مع الإخوان والسلفيين ويحضرون لانتخابات برلمان أكتوبر 2013 التى لم تأت إطلاقاً وسقط الإخوان قبلها فى 30 يونيو . هذا حديث طويل وقد قمنا بتوثيق مواقف حزبنا خلال ثورة 25 يناير فى كتاب موجود على الموقع الإلكترونى للحزب ، وأطلب من قيادة الحزب القادمة توثيق مواقف حزبنا خلال فترة حكم الإخوان . مناضلى حزبنا العظيم تجتمعون اليوم فى مؤتمركم العام الثامن وخلف كل منكم نضالات ملموسة تحت قيادتكم وبمشاركة أبناء شعبنا ، دون مساومة على مبادئكم ، ووحدة حزبكم وكنتم ولازلتم المدافعين عن الديمقراطية ، كنتم رمز الحداثة فى مواجهة التخلف ، كنتم رمز للنزاهة والاستقامة ونكران الذات قادرين على كسب المعارك بالوسائل السلمية ، بقوة الحجة وصدق الممارسة حافظتم على ثوابت الوطن وشعبكم ، وقدمتم من التضحيات الكثير ، أقلها السجن السياسى زمن السادات ومبارك ، تصديتم للخصخصة وبيع ممتلكات الشعب المصرى ، كنتم فى طليعة رافضى المعاهدة المصرية الإسرائيلية ، أسستم كيان الدفاع عن الحريات بأموال من التبرعات وليس بالتمويل الأجنبى ، احتضنتم كل الحركات الاحتجاجية والنشاطات الثقافية والفنية داخل مقراتكم الحزبية ، دافعتم عن حقوق الفقراء فى العدالة الاجتماعية ، وقدركم فى هذه اللحظة التاريخية أن تتقدموا كطرف فاعل فى تشكيل المشهد السياسى . نتقدم نحو ذلك غير معنيين بالحسابات الصغيرة أو التخندق القبلى . فنحن أمام أزمة للقوى الديمقراطية وتجاوزها يتطلب الاعتراف بفشل المشروع الديمقراطى الحداثى فى أن يشق طريقه إلى الحكم .

زمــــلائى : فليكن منطلقنا فى المؤتمر العام الثامن ] لا يكفى ما يقوله أعضاء الحزب وأصدقائه عن حزبنا وإنما المهم كيف يمارس الحزب ويفعل ما يقوله [ زملائي إن الاختلاف حول موقف الحزب لا يشكل إزعاجا لنا ، فهذا الاختلاف تجاه بعض مواقف الحزب كان وسيظل حاضراً فى كل نقاش بين مناضلى حزب التجمع ، بل أن هذا الاختلاف يشكل اعتزازا وتقديراً للزملاء أكثر مما يشكل خللاً فى الأداء الحزبى نظراً لما يعكسه من روح الممارسة الديمقراطية داخل حزبنا العظيم وعند كل نقاش حزبى لابد من إنتاج موقف معلن يعبر عن الحزب فى مجمله أو أغلبيته .

وما يهمنى هو ما ينتهجه بعض من يدعون ارتباطهم بتقاليد الحزب وقيمه التنظيمية ، وقد اختاروا نهج الخروج على الحزب باختراق على قواعد التنظيم الحزبى وآليات اتخاذ القرار بالهيئات القيادية ، فأننى أختلف مع هؤلاء ليس بسبب مواقفهم داخل الهيئات ، بل لطبيعة أسلوبهم فى ممارسة سياسية تتلاقى أو على الأقل تفتح الطريق أمام خصوم الحزب للهجوم عليه وكان من المفترض أن يكونوا فى صفوف المدافعين عن القرارات الحزبية مع احتفاظهم بآرائهم التى عبروا عنها داخل الهيئات ولم تلق موافقة الأغلبية .

وهذا السلوك لنمط غريب ومختلف من الممارسة الغريبة على حزبنا وتؤدى لخنق الممارسة السياسية والتنظيمية للحزب ويعرض سلامته للخطر وهذا هو التخوف الذى انتاب الكثير من مناضلى حزبنا سواء كانوا الأغلبية أو الأقلية عند اتخاذ القرار وشكل لهم التزاماً حين صدوره.

زمـــلائى الأعــزاء : نحن لا ندعى صفاء وخلو الممارسة السياسية والتنظيمية لحزبنا من الأخطاء ، كما لا ندعى اكتمال تشكل حزبنا كقوة سياسية فى مستوى الطموح الوطنى الذى تأسس من أجله ، ولا ندعى كذلك أن أوضاعنا التنظيمية على ما يرام وفى ذات الوقت لا يمكننا اعتماد تحليل لأوضاعنا الحالية بمنطق المؤامرة على حزبنا ، رغم وجودها من قبل عناصر لا تتحقق ذاتها السياسية إلا بالهجوم على حزب التجمع مستعرضين فى ذلك عجزهم السياسى والفكرى والتنظيمى .

إن المهمة المطروحة علينا فى المرحلة الراهنة تتلخص فى هدف محاصرة وعزل قوى الثورة المضادة عن طريق سياسات ديمقراطية هجومية ، وحتى نكون أكثر وضوحاً فى ذلك نتقدم لشعبنا ومن خلال مؤتمركم هذا ببرنامج سياسى يعبر عن هذا الهدف وطبيعة المرحلة الانتقالية التى يعيشها الوطن وخصائصها وتناقضاتها السياسية والاجتماعية . ] إنه برنامج عاجل سياسى – اجتماعى – ديمقراطى [يستهدف انتزاع أقصى حد من الإصلاحات الاجتماعية والديمقراطية عبر نضال ديمقراطى سلمى يعتمد على الجماهير الشعبية المنظمة فى نقاباتها واتحاداتها ومراكز تواجدها الطبيعية بالأحياء والقرى والمصانع والجامعات .

ونحن نبشر من خلال مؤتمرنا هذا بنهوض جديد فى حركة الصراع الاجتماعى والسياسى تعبيراً عن مقاومة اجتماعية وسياسية للتوحش الرأسمالى المتحالف مع قوى التأسلم السياسى فى منظومة متكاملة من الفساد استمدت وجودها من ممارسات نظام ما قبل ثورة 25 يناير .

زمــــلائى : إن التحديات التى رصدها برنامجنا الإنتقالى تتطلب تجاوز الكثير من العوائق وأهمها : تشتت وانقسام قوى اليسار ، مع عجز عن تفسير مقنع لحالة الضعف وعدم القدرة على العمل المشترك فى مواجهة التوحش الرأسمالى ومخطط إضعاف الدولة الذى ترعاه دول فى محيطنا الإقليمى برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وتتخذ فى سبيل ذلك أدوات تتمثل فى جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائهم ممن ينسبون أنفسهم للقوى المدنية .

غياب الجهد السياسى والتنظيمى فى تنظيم الجماهير حول مطالبها على نسق تجربة اتحاد المعاشات والتى قادها المناضل العملاق البدرى فرغلى لتفتح الأمل أمام كل الشعب لإمكانية النضال السلمى المتصاعد وبكافة أشكاله وأساليبه، وأيضا النضال القانونى وقد تمثل فى واحدة من معاركنا القانونية التى توجت بحكم قضائى يجرم جماعة الإخوان الإرهابية وقد رفعها أمين التجمع الأستاذ محمود عبد الله المحامى. تحديد واضح وجسور لمكونات الحلف السياسى الوطنى الديمقراطى لاجتياز المرحلة الانتقالية. الجسارة فى وضوح موقفنا المساند للسلطة الحالية ورئيسها الرئيس عبد الفتاح السيسى ، باعتبارهم من أهم نتائج ثورة شعبنا فى 30 يونيو ضد سلطة كانت تسعى لتفكيك دولتنا المصرية فى إطار مخطط استعمارى قديم – جديد .

وهذا التأييد والمساندة يقومان على أساس الوحدة والصراع ، فنحن لا نؤيد فى المطلق ولا نعارض دون تقديم البديل ، نساند أو نعارض السلطة وفقاً لمدى اقترابها أو ابتعادها من أهداف شعبنا المحددة فى : دعم بنية الدولة وتقوية مؤسساتها المختلفة ، مع إزالة كل العوائق أمام المشاركة الشعبية الديمقراطية فى تحقيق هذا الهدف ، سواء كانت هذه العوائق ذات طابع أمنى أو قانونى أو سياسى . تطوير وتحديث البنية الاقتصادية المصرية فى كافة قطاعاتها الإنتاجية ، مع الحفاظ على ملكية الشعب فى مؤسساته الاقتصادية وحل كافة المشكلات التى تعترض انطلاقها فى بناء اقتصاد وطنى حديث يفتح أوسع فرص للتشغيل أمام أبناء شعبنا . التصفية الفكرية والسياسية للتنظيمات الإرهابية ، عبر عملية إرادية من التحديث للخطاب الدينى والتمكين للثقافة البديلة التى تؤكد قيم المواطنة والمساواة بين المصريين وتدعم قيم الانتماء للمجتمع والمشاركة والانتماء الوطنى والشفافية والمحاسبة واحترام القانون والعمل بكل أنواعه ، والإبداع الفنى والمهنى ... وغيرها من القيم الإنسانية التى لا تتحقق إلا عبر جهود مشتركة من الدولة والإعلام والمثقفين والفنانين .

الزميلات والزملاء : مؤتمرنا العام الثامن ينعقد فى ظل تحولات جوهرية على المستويان الحزبى والوطنى . أولاً : على المستوى الحزبى ينعقد هذا المؤتمر فى ظل غياب معظم قادتنا المؤسسين تاركين لنا مهام عديدة أبرزها : الحفاظ على هذا الحزب العظيم وعلى تراثه الفكرى والسياسى والتنظيمى للأجيال القادمة ، والبدء فور انتهاء أعمال مؤتمرنا فى عملية إعادة بناء جوهرها فى بناء الحزب اليسارى الحامل للمشروع الوطنى الديمقراطى ، عملية بناء حزبى تعكس كل الآراء والأفكار والنضالات الهامة لأبناء حزبنا ، والتى برزت خلال مناقشة برنامجنا الانتقالى وتقرير الأداء الحزبى ، وسوف يشكل النقاش الهام الذى حدث خلال المرحلتين الأولى والثانية من الإعداد للمؤتمر العام أساس بالإضافة لما يتقدم به الزملاء اليوم من أراء حول الوثائق ، سوف يشكلان معاً أساس ( وحدة سياسية وتنظيمية ) تبلورها الوثائق الصادرة عن المؤتمر العام الثامن ، والتى تمثل بدورها حدثاً كبيراً فى حياة الحزب واليسار المصرى .

كبداية لاستكمال بناء حزب التجمع ( حزبا للقوى الوطنية والديمقراطية واليسارية ). وكما أن شعار جريدتنا المناضلة ( الأهالى جريدة كل الوطنيين ) سوف يكون التجمع كما كان وسيظل محتضناً لكل التيارات السياسية الوطنية والديمقراطية واليسارية . تأكيد دور حزبنا فى طليعة المشاركين بالتصدى لقضايا الوطن والطبقات الاجتماعية التى تأسس منذ 43 عام دفاعاً عن مصالحها الاقتصادية والسياسية . التمهيد لنقل قيادة الحزب لجيل جديد من أبناء الحزب فى أغلبه لم يحظ بالنضال تحت قيادة قادتنا من الراحلين وعلينا بذل الجهد للتعريف بهم ونضالهم وتضحياتهم فى سبيل الوطن وحزبنا هذا ، وهذه المهمة، نقل القيادة سوف تتحقق عبر عملية إعداد تشمل التدريب السياسى والتنظيمى والجماهيرى واثقين فى قدرتهم على الانتقال بحزبنا لمواقع أكثر جماهيرية فى حضن شعبنا العظيم. ثانياً : على المستوى الوطنى ينعقد مؤتمرنا فى ظل تحولات جوهرية فى السياسات الاقتصادية والاجتماعية تنحاز بوضوح إلى الفئات الرأسمالية المتحكمة فى مفاصل الاقتصاد الوطنى والتى تعتمد فى وجودها السياسى والاجتماعى على ذات الأدوات اللتى سادت طوال حكم الحزب الوطنى المنحل مستهدفين من ذلك تعميق عزلة الجماهير عن المشاركة السياسية فى محاولة للسيطرة الكاملة على السلطة السياسية وتوجيهها لمصالحهم الضيقة والمرتبطة بمراكز الاحتكارات الاقتصادية العالمية ودوائر الاستعمار الأمريكى والصهيونى ، بينما مكونات المشهد السياسى الحالية تلعب دوراً مسانداً لهذا التوجه ، والذى ساد بمصر فى مراحل سابقة . بينما نرى القوى الديمقراطية فى أغلبها تقف عاجزة عن إقامة حلفها الوطنى الديمقراطى ، وبعبارة أكثر وضوحاً (تأسيس جبهتها الوطنية الديمقراطية ) ، بل أكثر من ذلك مترددة فى الاعتراف بأن كل تغيير منشود لتلك السياسات لن يتأتى محمولاً من الخارج ، بل هو نتاج نضال وطنى شعبى أولاً وأخيراً. ولا يمكن لحزبنا الذى استوعب هذه التحولات وتصدى لها ولازال يناضل فى مواجهتها أن يغفل أن المهمة التى نجد أنفسنا أمامها تتطلب أن نكون فى قلب المشهد السياسى ونبذل كل الجهد للإعلاء من شأن مهمة بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة على أنقاض كل نزوع استغلالى طبقى أو إستبدادى سياسى ، مندفعين تجاه ذلك فى حضن جماهير شعبنا الذى يكن كل التقدير والاحترام لحزبنا ولليسار المصرى عبر تاريخه النضالى عبر عشرات السنين . الزميلات والزملاء الأعزاء ترك لنا أباؤنا المؤسسون حزبا نفخر دوما بتاريخه وما بذلوه جهدا وعطاء من أجل الوطن .. ونتعهد أمامكم بأننا سنترك لأبنائنا ما سيفخرون به أيضا .. نقوم بما يمليه عليما ضميرنا الوطني وشرفنا السياسي ، نعارض ونؤيد .. ونؤيد ونعارض حيثما كانت مصلحة مصر والمصريين ..

أعضاء حزب التجمع في كل مكان . منكم نستمد قوتنا .. وبكم نسير إلى الأمام مستندين إلى فكر سياسي مستنير ، و بنية تنظيمية متينة ، ووعي دائم بطبيعة الظروف المحيطة بنا وببلادنا في كل لحظة . نتخذ مواقفنا عن قناعة تامة . . لا نخشى معها مزايدة احد مهما كان ، ولا نبتغي رضاء سلطة مهما بلغت.