جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 08:12 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الفدائية علية الشطوي : شاهدت أحشاء فدائى تخرج من جسده وحاولت مساعدته فابتسم لى.. ورجل عجوز أعطانى خوذة وبطانية

الفدائية علية الشطوي
الفدائية علية الشطوي

قالت علية حامد الشطوى فى حوارها مع قومى المرأة ببورسعد كنت فى عام 56 طالبة بالمعهد الراقى للمشرفات الصحيات الاحتماعيات بالقاهرة وعند اعلان الرئيس جمال عبد الناصر بأننا سنقاتل و اغلقت المعاهد و الكليات و رجعت الى بورسعيد و لكنى كذبت "كذبة بيضاء "على والدى و قلت له انهم حلفونا على المصحف بأن نتطوع و ذهبت الى الدكتور محمود حجاج مدير الوحدة الصحية واخذت منه خطاب لمدير المستشفى العسكرى ببورسعيد وكان نفس اليوم الذى تسلم فيه الجهاز العسكرى و الجيش للمستشفى فرحبوا بى و بدأت اجمع البطاطين و الأدوية و الاجهزة العلاجية للمرضى و هو نفس الدور الذى حدث فيه عملية الانزال فى الجبانات و منطقة الجميل و كانت الجنود تتساقط و انا و زميلاتى نقف على ابواب المستشفى نستقبل الحالات من الجرحى و ننزع منهم الاسلحة و نضعها فى سيارات الاسعاف لتقوم بدورها الى نقل السلاح مرة اخرى الى المتطوعين فى المدينة الباسلة و تشير الشطوى الى انه بالرغم من الاتفاقيات الدولية التى تجرم ضرب المستشفيات اثناء الحروب ولكن بكل خساسة قام العدوان الثلاثي بضرب المستشفى العسكرى واثناء تلك المهزلة مات الكثير و فر الكثير .

 

 

رجل اعطانى خوذة و بطانية و الاخر يبحث عنى وجدت بكباشى ينادى لى و يعطينى خوذة و بطانية وقال لى خديهم يابنتى انت لسة صغيرة كنت ابلغ من العمر سبعة عشر عاما و قام بلف البطانية حولى وو ضعت الخوذة على رأسى وكان ضوء الفجر يشقشق ومشيت وجدت من بعيد رجل يمسك طفلا فى يده و يده الاخرى بها لمبة مضيئة و عندما اقتربت منه و جدته ابى و اخى الصغير يبحثون عنى و اخذنى لاقرب منزل عند خالتى وأوصاها بعدم خروجى .

 

 

وتضيف الشطوى اخترعت الحجج و خرجت وذهبت الى المستشفى الاميرى وكانت رئيسة التمريض يوغسلافية اسمها "مارى جوزيف"وكان الجرحى يرتمون على الارض و جاء القطار الحربى ليأخذ الجرحى الى المستشفى القبطى فى الحلمية وركبت معهم و عندما و صلنا قرأت لافته اراحتني كثيرا مكتوب عليها "نحن لا نسألك عن دينك ولا جنسيتك ولا رأيك ولكن نسألك عن مرضك "ورجعنا فى نفس اليوم وظللت اتردد على المستشفى لاساعد فى تضميد الجروح و لكن هناك حالة لم تذهب من ذاكرتى طوال هذه السنوات التى مرت على المعركة عندما وجدت شابا يبلغ من العمر ثمانية و عشرون عاما وتخرج أحشائه أمامه و حاولت مساعدته ولم اتمالك نفسى من البكاء ولكن ابتسامته مازالت امامى حتى الان وهو يقول لاتبكى و يبتسم . هكذا يكون شعب بورسعيد بورسعيد 56 أرتبطت بالقوات المسلحة فهم خير اجناد الارض و سيظلوا الدرع الآمن و المدافع عن مصر و شعبها دائما.