جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 02:15 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

جيهان عجلان تكتب : من آداب الصيام

جيهان عجلان
جيهان عجلان

أعزائي القراء الصيام ركن من أركان الإسلام ،وعبادة لها هيبة وخشوع ، ومقام محمود ، وله علينا حسن الاستقبال وجميل المعاملة .

**الصوم عبادة من أفضل ما تتقرب به إلى الله ، شرعه عز وجل ؛ لتهذيب النفس وتعوِيدَها على الخير ،فيجب أن يمتنع الصائم عن كل ما يخدش صومه من أعمال ؛ حتى ينتفع بالصيام وتحصل له التقوى ، لأن الصيام أمساك عن الطعام والشراب وسائر ما نهى عنه الله تعالى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْل فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ) صدق رسول الله وَالْعَمَلِ بِهِ أَيْ بالزور ، وهو العمل بالفواحش والمنكرات ،والجهل هو العمل بالمعاصي كلها، والمقصود أن جميع المعاصي تؤثر على الصيام ، فينقص بذلك ثواب الصيام ، وقد ينعدم الثواب بالكلية إذا كثرت المعاصي .،فعليك الاستمرار في مجاهدة نفسك ؛حتى تترك هذه العادة السيئة، وكلما أذنبت فعليك بالتوبة والاستغفار ، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له .

**ومن آداب الصوم أيضا السحور وهو مستحب بإجماع الأمة، ولا إثم على تركه ،ويتحقق بكثير الطعام وقليله ولو بجرعة ماء ، وهو من منتصف الليل إلى طلوع الفجر ، والمستحب تأخيره عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً) الحديث دليل على أن السحور فيه أمر ؛ لأن فيه خيراً كثيراً وبركة عظيمة دينية ودنيوية ، وذكره صلى الله عليه وسلم للبركة من باب الحث على السحور ، والترغيب فيه .

**ومن آداب الصوم أيضا تعجيل الفطر وذلك مع التحقق من غروب الشمس ،لمن تعذر عليه سماع الآذان لصلاة المغرب ، وينبغي أن يكون الفطر على رُطباتٍ وترًا، فأن لم يكن فعلى الماء ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، : "( إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ ، فَإِنَّهُ بَرَكَةٌ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ تَمْرًا فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ فَإِنَّهُ طَهُورٌ) " .

ويستحب أن يكون الفطر بهذه الكيفية ،فإذا صلى تناول حاجته من الطعام بعد ذلك ،إلا إذا كان الطعام موجودا بالفعل ، فأنه يبدأ به ؛ والشاهد في ذلك حديث الرسول صل الله عليه وسلم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا قدم العشاء فابدءوا به قبل صلاة المغرب ، ولا تعجلوا عن عشائكم } .

وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( قال : { إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء فابدءوا بالعشاء ) } .

( وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا وضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء ولا تعجل حتى تفرغ منه) وهذا في مطلق تناول الطعام إذا حضرت الصلاة بوجوده الفعلي يتقدم الطعام عليها

** ومن الآداب أيضا يستحب السَّواكُ للصائم ، ولا فرق بين أول النهار وأخره، فكان النبي صل الله عليه وسلم يتسوك وهو صائم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاةٍ ) .صدق رسول الله ويجوز بلع الريق بعد السواك ، إلا إذا كان تحلل من السواك شيء في الفم ،فإنه يخرجه ثم يبتلع ريقه . كما أن الصائم يجوز له أن يتوضأ ،ثم يخرج الماء من فمه ،وليس عليه آثم في بلع ريقه ما دام بدون عمد ، ولا يلزمه أن يجفف ماء المضمضة .

** ومن الآداب التي تم ذكرها في المقالات السابقة للصيام قراءة القرآن والصلاة ، وأيضا الاجتهاد في العشرة الأواخر من رمضان في العبادة ،والتقرب لله والدعاء عند الفطر وأثناء الصوم وبكل وقت .

عزيز القارئ كم هي آداب الصيام جميلة خفيفة ! لن تكلفك في إتباعها مجهودا ، فكن على خطاها سائرا في كل وقت كم هي الأخلاق نعمة من الله جميلة !