جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 10:25 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
التنمية المحلية تتابع تنفيذ مبادرة حياة كريمة والجمهورية الجديدة مصر بتتبني بالمحافظات ..” أسوان” افتتاح استوديو المحتوى التعليمى الجديد بالتعاون مع اليونسكو وهواوى بالأكاديمية المهنية للمعلمين وزيرة التضامن: 60% من مرضى الإدمان يعيشون مع أسرهم دون اكتشاف الوالدين لتعاطي أبنائهم. وصول 8 شهداء لـ مستشفى «الأقصى» جراء قصف الاحتلال منزلًا بمخيم المغازي إصابة 9 أشخاص واحتراق منزل في مشاجرة بالفيوم ... بسبب خلافات الجيرة مصرع شاب في تصادم دراجة نارية بجرار زراعي في الوادي الجديد «القباج» تطلق مرحلة جديدة من حملة «أنت أقوى من المخدرات» للوعي بخطورة الإدمان 4 شهداء وعدد من المصابين جراء قصف الاحتلال لمنزل بمخيم المغازي سوريا.. انفجارات عنيفة تدوي في منطقة مطار حلب الدولي وزيرة التضامن: قضية المخدرات أصبحت خطرًا يُهدد السلم المجتمعي التفاصيل الكاملة لمصرع عروس وشابين بالقليوبية الحوار الوطني يثمن لقائه مع رئيس الوزراء ووضع التوصيات حيز التنفيذ

هانى فاروق يكتب : تركيا تدق طبول حرب الغاز شرق المتوسط

م. استشاري - هاني فاروق اسماعيل
م. استشاري - هاني فاروق اسماعيل

بقلم م. استشاري/ هاني فاروق اسماعيل – خبيرتخطيط واداره مشروعات البترول والغاز - عضو صفوه الخبراء المصريين للتنميه ترسيم الحدود بين مصر وقبرص واليونان

أغتال أمال تركيا للتنقيب عن الغاز مصر تحذر بالمساس بأمن واستقرار منطقه شرق المتوسط بعد ان كانت الحدود البحريه بين الدول المطله علي منطقه شرق البحر المتوسط والمتمثله في مصر وسوريا والاردن ولبنان وفلسطين واسرائيل وقبرص واليونان وتركيا كانت حدود ليست علي مستوي الاهميه لدرجه تداخل الحدود وعدم وضوحها فقد اصبحت المنطقه الان هي الاهم نظرا لاكتشافات الغاز الاخيره والتي بدأت في 2010.

كان لدوله اسرائيل نصيب الاسد من الغاز الطبيعي الذي تم اكتشافه في شرق المتوسط لاستغلالها الانشغال المصري خلال ثوره 2011 وعملت علي التنقيب بحريه في ظل عدم وضوح الحدود البحريه بين مصر واسرائيل مكتشفه العديد من الابار التي تحتوي علي اكبر احتياطات الغاز انذاك في المنطقه منها حقل تمار ويبلغ احتياطي هذا الحقل 9.9 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

وكان لهذا الحقل ظروف خاصه من خلافات اثيرت بين اسرائيل ولبنان حيث ان لبنان طالبت باحقيتها في هذا الحقل حيث انه يقع في المنطقه الاقتصاديه لها وتدخل حزب الله حيث انه اعلن بانه لن يسمح لاسرائيل باجراء عمليات الحفر في هذا الحقل وتم رفع موضوع النزاع الي الامم المتحده والتي افادت بأحقيه اسرائيل في هذا الحقل.

اما الحقل الثاني هو حقل ليفياثان ويطلقون عليه الحقل العملاق حيث ان احتياطي هذا الحقل 18 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

وباكتشاف هذا الحقل العملاق باتت اسرائيل تحلم بان تكون دوله مصدره للغاز خاصه وان احتياطي الغاز حاليا لديها جعل اسرائيل تشعر بالاكتفاء الذاتي من الغاز ويمكن تصدير الفائض وهنا باتت اسرائيل تحلم بأن تكون علي خريطه الدول المصدره للغاز الطبيعي وان تنعش اقتصادها خاصه بعد هذه الاكتشافات في شرق المتوسط.

وكان لقبرص هي الاخري حقل افروديت والذي يقدر احتياطي الغاز به 9 تريليون قدم مكعب وكان لهذا الحقل مشاكل مع تركيا في ترسيم الحدود والتي هددت فيه تركيا بأستخدام القوه ولكن بدأت قبرص في الحفر في سبتمبر 2011 اما الان بدأت اصوات تركيا في التصاعد مره اخري لمطالبتها بحق قبرص التركيه في نصيبها من الغاز.

كل هذه الاكتشافات جعلت من مياه شرق المتوسط منطقه ذات اهميه قصوي كمصدر للطاقه مما دفع دول المنطقه لمعرفه ما لها وما عليها. ومما زاد المنطقه سخونه واهميه هو مشروع البحث السيزمي ثنائي و ثلاثي الابعاد في منطقه البحر المتوسط والذي اشار بأن منطقه شرق المتوسط بها مخزون من احتياطي الغاز يقارب 215 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و 232 تريليون قدم مكعب في منطقه غرب المتوسط ومع ادراك دول شرق المتوسط بهذه الكميات الهائله من مخزون الغاز جعلها تتصارع من اجل الحصول علي نصيبها من الغاز والذي يمثل العنصر الاساسي لتوليد الطاقه وهذا جعل الصراع بينها ظاهرا كصراع تركيا مع قبرص ومطالبتها بنصيبها من الغاز وصراع اسرائيل ولبنان وفلسطين علي الحقول التي تدعي اسرائيل انها حق مكتسب لها ونظرا لسيطرتها العسكريه علي هذه المنطقه والاخذ بمبدء المعيارين والذي تنتهجه الامم المتحده تؤل في النهايه احقيه هذه الحقول الي اسرائيل.

ليس من المستبعد ان يصل الامر الي نزاع عسكري في المنطقه وهذا ما تلوح به تركيا هذه الايام حول نيتها التنقيب في غرب قبرص في حمايه ما تسميه تركيا "بحقوقها النابعه من القانون الدولي في شرق المتوسط وبحر ايجه" وزاد علي ذلك الاستفزاز التركي محزره اليونان بالقول ان علي اثينا التحلي بالحكمه والتعاون مع جارتها تركيا.

كل هذه الاحداث جعلت مصر تنظر الي مصالحها والتمسك بأمن وسلامه المنطقه وخاصه انه يوجد علاقات اقتصاديه واتفاقيات دوليه مع كلا من قبرص واليونان والمتمثله في انشاء خط الغاز الواصل من قبرص لمصر لتسيل غاز حقل افروديت بمصانع تسيل الغاز في ادكو ودمياط حيث يمثل هذا الخط الشريان الاقتصادي بين مصر وقبرص والاتفاق علي تأسيس منطقة اقتصادية ثلاثية للتعاون في استخراج الغاز الطبيعي واسالته وبذلك يصبح اي اضطراب في هذه المنطقه قد يؤثر علي أقتصاد الدول الثلاث وهذا ما لن تسمح به مصر.

وبذلك تحولت المنطقه لتقف علي شفاه حفره من النار منتظره اطلاق الرصاصه الاولي خصوصاً بعد التحركات التركية في منطقة متاخمة لحدود القبارصة الأتراك تنقيباً عن الغاز ولكن هناك من يتخذ اجراءاته لحمايه مصالحه وثرواته الطبيعيه في البحر المتوسط ومنها مصر التي حصلت علي فرقاطتان بحريتان وغواصات من اجل هذا الهدف وهو حمايه منشأتها النفطيه ومنصاتها البحريه, فضلا عن قيام اسرائيل هي الاخري بشراء غواصات ووضع صواريخ دفاع جوي لحمايه منصات الغاز الطبيعي التابعه لها في البحر المتوسط.

ان احلام تركيا بأن تكون ضمن الكبار في اكتشافات وتصدير الغاز بدء يتلاشي بعد اكتشاف حقل ظهر والذي يعد كأكبر اكتشاف في البحر المتوسط حيث يبلغ احتياطي الغاز به الي 30 تريليون قدم مكعب وكان يراودها حلم اخر بتصدير الغاز الي اوروبا فجاء حقل ظهر ليقضي علي هذه الاحلام وهذا ما جعلها تتخبط كالفرخ المزبوح وتهدد يمينا ويسارا من اجل البقاء.

ان مصر عملاقا بين جيرانها كما عهدناها واي مساس بأمنها اواراضيها ومياهها الاقليميه والاقتصاديه سوف يجعلها نارا تأكل كل من يجول بخاطره المساس بها وسوف تتحول مياهنا الي مقبره لكل فاقد وعي يبغي ان يلعب مع الكبار.