جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 12:06 مـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

رواية الخادمة

سميه زكريا
سميه زكريا

ذهبت لأعمل بدلا من مدرس اللغة الأنجليزية فى إحدى المدارس الثانوى التى تقع فى منطقة راقية نائية. وقع نظرى على رواية "The Help " أو الخادمة وهى المقررة على الصف الثانى الثانوى...فتحت الكتاب لأتصفحة،وجدتنى قد وقعت فى غرام الرواية وغير قادرة على ان اتركها دون الإنتهاء منها.

هاتفت الأستاذ وسألته ان كان يمكننى ان استعيرها، فتفضل مشكورا بأن قال لى اننى يمكننى أن احتفظ بنسخة لى. رواية الخادمة او "The Help" تقع فى 530 صفحة. هى الرواية الوحيدة للكاتبة الأمريكية كاثرين ستوكيت. بدأت فى كتباتها بعد احداث سبتمبر 2001.

إستغرقت منها خمسة اعوام حتى إنتهت منها. رفض نشرها مايزيد عن 60 دار نشر..اخيرا رأت الرواية النور فى عام 2009. حققت فيما بعد مبيعات مايزيد عن 11 مليون نسخة وأعتبرت الرواية الأكثر مبيعا . !!..Wow الرواية تحكى بأمانة وعذوبة وصدق ولغة سهلة بسيطة عن فترة الستينيات من القرن الماضى والصراع الأزلى بين البيض والسود. تقع احداث الرواية فى الولاية المجاورة لألاباما حيث اقيم ..

وهى ولاية ميسيسبى. ترصد بعفوية احداث بسيطة على لسان الخادمة سوداء اللون والعنصرية ولاإنسانية التى عاشها المجتمع الأمريكى عموما وولايات الجنوب تحديدا.

الأحداث البسيطة والمنمنات الصغيرة فى الرواية وإغراقها فى المحلية هو الذى جعل الرواية تحظى بهذا الكم من المبيعات. تحولت الرواية إلى فيلم سينمائى يحمل نفس الإسم. لم يحظ الفيلم بالقدر الكافى من الإعجاب مثل الرواية..

اقوى الشعوب هى التى تتصدى لعيوبها..تكشف عوراتها... تفضح المستور لتصحح من مسارها وتعيد بناء نفسها. هذه الرواية بقلم كاتبة امريكية بيضاء تكشف فيه سوء مجتمعها وازدواج معاييره وغياب العدالة ، فى احداث إجتماعية متلاحقة ، بلغة سهلة رشيقة ضد الأمريكى الأسود لتكشف التمييز وظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، الله الخالق العظيم خلقنا جميعا أسوياء لافرق لعربى على أعجمى إلا بالتقوى. والتقوى تعنى العمل الصالح.

لاعجب ان المجتمع تخلص من كثير من التمييز وخطى خطوات نحو المساواة والعدالة. لازالت هناك بعض وجووه للتمييز..لكن اقلام مثل هذه الكاتبة وغيرها كثيرين استطاعوا ان يغيروا من الوجه القبيح للتاريخ الأمريكى. إمتلكوا شجاعة الإعتراف بالخطا وتنفسوا عبق الحرية ليحولوا مجتمعهم إلى مجتمع يطمع الكثيرون أن يسيرواعلى خطاه. أشكر أستاذ اللغة الإنجليزية الذى أتاح لى أن استمتع بعمل ادبى راقى فيه الكثير من العبر والكثير من الفن.