جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 10:44 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
شاهد..قناة إيرانية تنشر أول فيديو للهجوم الإسرائيلي بالمسيرات قرب أصفهان تراجع أسعار الخبز السياحي 30% من الأحد المقبل.. وهذه عقوبات المخالفين أسعار العملات العربية اليوم الجمعة حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الجمعة سر ظاهرة غريبة تظهر في دبي عقب السيول الشديدة الخشت: موافقة مجلس الوزراء على قيام جامعة القاهرة بتنفيذ مشروع تطوير قصر العيني الفرنساوي محافظ دمياط تتلقى تقريرًا حول نتائج القافلة الطبية التى أطلقتها الصحة بقرية أبو سعادة الكبرى ضمن خطة شهر إبريل الجارى «المدینة العربیة والتحول نحو المجتمع الذكي: الآفاق والتحدیات».. ندوة بمكتبة الإسكندرية الثلاثاء عناوين إخبارية سريعة وخفيفة ومتنوعة صباح اليوم الجمعة الحرب تشتعل: تحليل معمق لهجمات إسرائيل على إيران وتداعياتها كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات

البحث فى الجذور (8) .. ماذا لو حكم شباب ثورة يناير وشاركوا فى لعبة تداول السلطة بعد 2011؟

شباب 25 يناير
شباب 25 يناير

الباعث على البحث والتفكير، أن ثمة ضرورات تاريخية وحتميات أوصلت مصر إلى تلك الحالة التى تولدت من صيرورات ساهمت فى تحديد مسارها قرارات وخيارات مختلفة فثورة يناير قرعت جدران نظام مبارك لحثه على إصلاح ذاتة لأنها لم يكن لديها البديل لانتزاع السلطة كما فى كل الثورات حول العالم.

النجاح الذى أحرزته الثورة فى الشارع الوطنى لم يصل ولم يسوق بعد لجميع المصريين، ولم يأتى ضمن قراءة دقيقة تطرح الرؤية الاستراتيجية، وربما يتجاوز الزخم العاطفى إلى نظرة العقل المؤمن بمبدئه ومشروع حرية وطنه، وهو ما يحتاج مصارحة ومداولة.

ويتردد كثيرًا.. ماذا لو أن يناير حكمت لما وصلنا إلى ما نحن فيه الآن طبعًا بعيدًا عن من يكفرون بيناير أصلًا؟!

ذلك الغضب والسخط قد يكون نابع من مشاعر المرارة والإقصاء التى يتشاركها "الينايرجية".

ثورة قوّضت نظامًا عمره ثلاثين عامًا ونقلت أسماء من كبيرة من القصور إلى الزنازين بينما انتقل كجزء من تداعياتها آخرون من الزنازين إلى قصر الاتحادية قبل أن يقفلوا عائدين إلى الزنازين مرة أخرى.

ذلك يدعونا فى (8) محطات «الديار» البحث فى الجذور إلى التساؤل .. ماذا لو حكم شباب الثورة وشاركوا فى لعبة تداول السلطة بعد 2011؟!.

السؤال جدير بالطرح والمناقشة ربما يضئ عن زوايا أخرى فى مشهد الثورة التى بات البعض قادرًا الآن على رفع الصوت وهو يصفها بالنكسة والمؤامرة رغم الإشادة بها فى الدستور الموضوع عقب ثورة الثلاثين من يونيو فيما لا يزال البعض يضفى عليها "يناير" سمات القداسة والطهارة ويصر على وصفها بالمجيدة.

عبر السنوات الماضية فشلت "يناير" فى أن تتجسد يناير شخصًا أو حزبًا أو تيارًا ليحكم أو يشارك فى لعبة تداول السلطة.

وتأتى حركة شباب "6 إبريل" أكبر الحركات الشبابية التى ساهمت بشكل كبير فى الثورة وهى تجمع مائع غير منضبط تنظيميًا وأكثر الذين ساهموا فى الحشد ثم انشقوا لاحقًا إلى كتلتين كبيرتين وعدد غير معروف من "السابقين" وفى كل الحالات كان "التمويل" جزءً اساسيًا فى الخلاف.

نشأت 6 إبريل كحركة احتجاجية جديدة تعتمد على الشباب، لم تهتم بتحديد ماهيتها أو وظيفتها الأساسية بشكل واضح مفهوم للجميع.

كان الاهتمام الأكبر دائمًا بالوجود والظهور كحركة احتجاجية، لا كايديولوجيا، وهو المصطح الذى لم تقدم له الحركة شرحًا وافيًا، وإن كان الغرض هو تجميع أكبر عدد ممكن من التيارات الفكرية والسياسية تحت مظلة سياسية واحدة وتجاوز صراعات الماضى الفكرية التقليدية التى لا تحرز أى تقدم واضح، بل لا تزيد عن كونها وسيلة للتفريق والتشرذم.

ثانى الحركات الشبابية هم "شباب الإخوان" ويمكن إخراجهم من معادلة البحث عن إجابة للسؤال لأن مساهمتهم ومكافأتهم ارتبطت بمسار الجماعة حتى من ادعوا الانشقاق عنها أو من لم يفصحوا عن ذلك الانتماء من البداية.

سنتجاهل هنا أيضًا ذلك الكم المُرعب من الاتهامات المتبادلة بين "شباب الثورة" بالعمالة للأمن أو التربح أو التخلى عن "رفاق الميدان" فلسنا بصدد الحكم على شخص أو أشخاص.. نعود إذن إلى السؤال.

وثالثهم "وائل غنيم" الذى الذى تم تقديمة باعتباره من قاد "من خلف الكيبورد" حراك يناير انطلاقًا من صفحة "كلنا خالد سعيد" على "فيس بوك" ذاب بسرعة ربما لم تملأ هيئة الأعين المنتظرة بطلًا "سرياً" قادهم ببراعة ودهاء أسطوريين فى مواجهة نظام غاشم ولم تكن علامات الاستفهام حول خروجه من "الاحتجاز" برفقة أحد رموز نظام مبارك "دكتور حسام بدراوى" ثم ما تواتر لاحقًا عن زوجته الأمريكية ذات العلاقة الملتبسة بالإخوان والإدارة الأمريكية لم تكن هذه الشبهات إلا تحصيل حاصل.

كل ذلك يدعون لنقول إن الفعل الاحتجاجى، بكل ما يحمله من قيم شجاعة ونبل وتجرد، يكون فى أغلب الديموقراطيات المستقرة على هامش العملية السياسية نفسها، ولكن فى ظل سياق اجتماعى وسياسى كالذى عشناه فى يناير، حيث لا سبيل للتعبير عن الرأى بأى وسيلة تقريبًا، فقد تحول الفعل الاحتجاجى إلى متن أو صلب العملية السياسية، إلا أنه يحمل بذور أزمة حقيقية وهى قصور الفعل الاحتجاجى وعدم قدرته على تحقيق أى منتج حقيقى فى الظروف الطبيعية.

لم تكن الحركات الشبابية تمتلك أى أدوات لتقديم مشروع سياسى، ولم تكن لديها كفاءات قادرة على تصميم مشروع كهذا، فضلًا عن تنفيذه.

كان كل اهتمامنا منصبًا على التكتيكات اللازمة للحركة على الأرض، ولم يكن من بينها درس السياسة، للمناصب السياسية بوصفها خيانة للمبادئ، بنوع من التطهر الثورى الذى يقترب من درجة الحماقة، وربما كان ذلك إرهاصًا بتناقض هام عند جموع «شباب الثورة» هو تناقض الثورى مع السياسى.

ولم تمتلك الغالبية العظمى من «شباب الثورة» أدوات حقيقية للتغيير والبناء، أو مشروعات سياسية يمكن تقديمها للشعب.

ومن الإنصاف أيضًا الحديث عن نقطة مهمة فى هذا الجانب، وهى أنه لم تكن الايديولوجيا هى أزمة شباب الثورة كذلك فإن غياب المشروع أو البديل، وهى كلمة اختزالية أخرى تكرس لفكرة محدودية الاختيار، ليس هو أزمة الثورة المصرية.

فالثورة كانت عملية جديدة نسبيًا على المجتمع المصرى، حيث إزداد الحديث حول مفاهيم كانت جديدة نسبيًا، مثل الدولة والثورة والديموقراطية والليبرالية والعلمانية والاشتراكية وغيرها، وحدث كل هذا فى خلفية من مشهد التظاهر والاحتجاج المستمر، ما رسخ فى الوعى الجمعى للأسف ارتباطًا ما بين التظاهر وبين «شباب الثورة»، فتحول شباب الثورة إلى "العيال بتاعة المظاهرات"، والحقيقة كما قلنا أن معظم الشباب، والذين لم ينتموا إلى تنظيمات حتى بعد التنحى، ومعظم التنظيمات أيضًا، لم يبذلوا مجهودًا فى الاشتباك مع الجانب النظرى وتطرح مشروعات سياسية يمكن تقديمها للشعب بقدر ما بذلوا مجهودًا فى الاحتجاج.