جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 05:40 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

بعد حوار السيسى مع محافظ القاهرة| «آليات اخـتيـــار المناصب» .. تحــتاج إعــادة نـظـــــر

السيسى ومحافظ القاهرة
السيسى ومحافظ القاهرة

► عبدالجواد: نفاجأ بمسئول يتعلم من ممارسة مهام عمله الجديد .. والقيادى غير المؤهل تنعكس أفعاله على المواطن بالإحباط وفقدان الثقة بالدولة وأجهزتها

 

► الشهابى: غيبة اختيار السياسيين للمناصب أدى إلى اختيار كبار موظفى الدولة

 

► فتح الله: العمل المكتبى لا يكفى لوحده ولابد من التنسيق بين العمل الميدانى والمكتبى لتسيير دولاب العمل

 

مما لا شك فيه أن اختيار المناصب التنفيذية بالدولة أمر ضرورى يحتاج لآليات دقيقة فى الاختيار لأنه من القضايا الهامة التى تمس هيبة الدولة، فلابد أن يكون القيادى على دراية كاملة بمجريات الأمور فى موقعه وهذا ما كشفه حوار الرئيس السيسى مع محافظ القاهرة حيث لاحظ وجود تقصير فى المعلومات لدى المحافظ مما أثار قضية من أهم وأخطر القضايا على مستوى الأداء فى الإدارة المصرية وهى حُسن اختيار المناصب التى تتمثل فى آليات ومعايير اختيار أصحاب المناصب العليا بالدولة لضمان أداء المسئول على الوجه الأكمل والقدرة على اتخاذ القرار والرد على استفسارات المواطنين لجميع الحقائق والمعلومات بالشفافية والمصداقية التامة.

 

 

الرؤية المستقبلية

 

 

يقول د.جمال عبدالجواد ـ أستاذ العلوم السياسية ومستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ـ إنه لم يُطلب حاليًا من المرشح للمنصب أن يقدم الرؤية المستقبلية بخطة استراتيجية أو سؤاله عن مدى فهمه للمشكلات فى الموقع المرشح إليه أو تصوراته الإيجابية للتعامل مع المشاكل، وبالتالى نفاجأ بمسئول يتعلم من ممارسته مهام عمله الجديد وبالتالى نجد مشاكل كثيرة أمامنا من سوء الأداء الوظيفى، ورغم أن الاختيار الصحيح يكون لصاحب الخطة الأفضل إلا أنه يتم بصورة شكلية وليس بالمضمون، منوهًا على أنه ليس شرطًا أن يكون المرشح للمنصب من حقق إنجاز سابق سيحقق نفس الإنجاز بمجال آخر أو منطقة أخرى ولكن الأهم آليات الاختيار بالرؤية المستقبلية غير التقليدية بخطة استراتيجية قابلة للتنفيذ تتضمن كيفية توظيف الميزانية للصالح العام، مضيفًا أن المنصب غير المؤهل تنعكس أفعاله على المواطن بالإحباط واليأس وفقدان الثقة بالدولة وأجهزتها.

 

 

تراجع الثقة

 

 

تؤكد د.حنان كمال أبوسكين ـ خبيرة العلوم السياسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ـ أن هناك معايير من المفترض أن تكون فى صاحب المنصب صانع القرار خاصة على المستوى المحلى بأن يكون على دراية واسعة بالمشكلات وله خبرة سابقة فى العمل بنفس المحافظة وأن يتحلى بالنزاهة والشفافية ونظافة اليد وحسن السُمعة، ولديه القدرة بالمبادرة لحل المشكلات بطرق ابتكارية وأن يسعى لإيجاد فرص ومشروعات جديدة فى المحافظة، مشيرة إلى أن تأهيله لدورة تدريبية مكثفة على مهام عمله الجديد أمر ضرورى قبل تعينه للعمل، أما بعد تولى منصبه يجب أن يكون ملمًا بكل ملفاته ومُطلع على كل المعلومات والبيانات الخاصة بعمله أولًا بأول، فمن الضرورى الجمع ما بين الخبرة العملية والعلمية والإلمام بكل الملفات بالمفهوم الأساسى بالعمل فى التنمية المحلية، مضيفة أن عدم توفر الآليات الصحيحة فى اختيار المسئول يؤدى إلى تراجع ثقة المواطن وعدم الرضا من أداء المؤسسات.

 

 

المنصب السياسى

 

 

يرى د.ناجى الشهابى ـ رئيس حزب الجيل الديمقراطى وعضو مجلس الشورى سابقًا ـ أن اختيار المناصب يجب أن يكون من سياسى سواء كان وزيرًا أو محافظًا فكلاهما منصب سياسى ولابد من يشغله سياسى خاصة عندما يكون النظام السياسى من حزب يشكل الحكومة وفاز بأغلبية الشعب فى انتخابات برلمانية وله أغلبية فى مجلس النواب ويمتلك خبرات فى المجالات المختلفة، موضحًا أن اختيار المنصب التنفيذى يجب أن يكون من القيادات السياسية التى تمتلك المؤهلات والخبرات والإنجازات السابقة كما يحدث فى جميع بلاد العالم، مشيرًا إلى أن غيبة اختيار السياسيين للمناصب وحركة حزبية سياسية نشطة أصبح الاختيار من كبار موظفى الدولة، مضيفًا أن عدم إتباع الآليات ومعايير الاختيار يؤدى إلى عدم حل المشاكل وتراكمها بدون حلول.

 

 

الإلمام بالمعـلومات

 

 

يشير د.أحمد عبدالهادى ـ رئيس حزب شباب مصر ـ إلى أن معايير الخبرة العملية والعلمية والحياتية والمجتمعية مهمة جدًا فى تقليد المناصب التنفيذية بالدولة لأنه منصب سياسى ومجتمعى يحتاج خبرات مناسبة ومتلائمة مع المكان الذى سيرشح له، بالإضافة إلى سابقة أعماله من خلال سيرته الذاتية فى نفس المجال الجديد وأن يكون لديه كم معلوماتى غير عادى خاصة مع منصب المحافظ الذى سيدير عمل محلى يمس الجماهير بالقاعدة التحتية، علاوة على الإلمام التام بالاقتصاديات المصرية والدولية والإطلاع على أحدث الخبرات حتى يكون لديه القدرة على الرد على أى سؤال يوجه إليه.

 

 

 

مضيفًا أن عدم توافر هذه العوامل فى المناصب سينعكس على كافة مقومات العمل والمؤسسات التحتية التابعة لعمله وستقطع كل العلاقات ويفشل الرقابة وخطة الدولة، كما سينعكس بالسلب على المواطن بكارثة ليفقد الثقة فى الدولة ومؤسساتها، وكذلك المستثمرين بالتراجع والانسحاب عن الاستثمار فى مصر.

 

 

الميدانى والمكتبى

 

 

يوضح اللواء فتح الله الجندى ـ وكيل وزارة التنمية المحلية سابقًا ـ أن الآليات الواجبة فى اختيار المناصب فى التنمية المحلية تتمثل فى الخبرة وسابقة الأعمال والأمن العام واتصاله وحسن تعامله مع الجماهير وتعاونه مع زملائه السابقين وتميزه بأفكار جديدة مما يعطى انطباع بقوة قراره وسيطرته فى العمل فهذه مقومات شخصية تُبلور شخصية صاحب المنصب، لافتًا إلى أن العمل المكتبى الأكاديمى لا يكفى لوحده فلابد من التنسيق بين العمل الميدانى والمكتبى لتسيير دولاب العمل والإلمام بجميع الملفات والمعلومات بمجرد توليه المنصب بأسبوعين، وأن يكون لديه اتصال مباشر بالتنسيق مع الجهات المعنية والقدرة على تعظيم الفائدة من الميزانية والتدفقات المالية، فإذا لم تتحقق هذه المعايير فى المنصب سيكون تأثيره سلبى على المواطن بالاستياء من الأداء.

 

 

الاختيار الأفضل

 

 

يضيف اللواء محمود أبوبيه ـ رئيس حى بولاق الدكرور سابقًا ـ أن معايير الاختيار بالنسبة لرؤساء الأحياء كانت بشروط معينة يقدمها من خلال سيرة ذاتية تحمل سنوات خبرته وسابقة أعماله وبعد اختباره وإجراء المقابلة الشخصية معه يتم سؤاله عن مقترحاته لتطوير المنظومة التى سيتم العمل بها ثم يتم مناقشته بطلب الرؤية المستقبلية وسبب التقدم للوظيفة وبعدها تأتى مرحلة التحريات الأمنية والرقابة الإدارية، وفى حالة اختيار الأفضل يتم التقييم شهريًا خلال الست شهور الأولى من العمل بمعايير وزارة التنمية المحلية لمدى تنفيذ الخطة، منوهًا على ضرورة إلمام المسئول بكل بيانات ومعلومات عمله من الشهر الثانى لتوليه منصبه، فيجب اختيار الرجل المناسب فى المكان المناسب حتى لا ينعكس على المواطن بالسلب.