جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 06:43 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

د . أحمد القيسي يكتب : وفاقد الشيء يعطيه ببذخ لأنه أدرى الناس بمرارة فقده ..!

د . أحمد القيسي
د . أحمد القيسي

وفاقد الشيء يعطيه ببذخ لأنه أدرى الناس بمرارة فقده ..!

حثت الشريعة الإسلامية على غوث البائس والفقير في مجتمعا الإسلامي وفي باقي الأديان والمجتمعات لكون الغوث أمر به ألله تعالى .. فقد أولت الأديان أهتماما كبيرا على العمل بأحكام الشريعة الإلهية وتطبيقها على السائل والمحروم .. وقد فرض الله تعالى هذا الأمر مقدارها عينيا او مالا يدفع من أموال الميسورين والأغنياء ..! فإذا بلغ المال نصاب الزكاة المستحق تصرف مصاريفه في مصاريفه الشرعية التي حددها ألله تعالى في شرعه ومن بين تلك المصارف هم الفقراء والمحتاجين .. حيث جعلت الشريعة الإسلامية وأنطلاقا من أهتمامها بالفقراء نصيبا لهم في الأموال التي تجمع بطرق عدة ومن بينها الغنائم الحربية والفيئ التي يستولى عليها أثناء المعارك مع الأعداء .. يقول صلى الله عليه وسلم ( أحب الناس إلى ألله أنفعهم للناس ) ومن بين هذه المقاصد في الحديث الشريف هي الأعمال التي تتمثل في مساعدة الفقير فغوث هذه الشريحة المعدومة من المجتمع لها آثار بليغة يمكن أن تعود على الشخص المفيد والمستفيد وبالتالي يترتب على هذه المساعدة أهمية كبرى في تعاضد المجتمع مع بعضه كالجسد الواحد .. ولا نبخل بشيء من مال ألله تعالى الذي وهبنا إياه .. قال تعالى ( كان ألله بعون العبد مادام العبد في عون أخيه ) لانحرمهم من خير رب العالمين ولنبذخ عليهم ونطعمهم ونكسيهم ونسد رمقهم ولهفتهم ولا نصد عنهم .. ومن فرج كربة مؤمن فرج الله كربته ..! هناك الكثير من الميسورين الذين أعطاهم الله من فضله الكبير ينظرون إلى الفقير والذي هو في أشد العوز لهذه المعونة ينظرون إليهم على أنهم أناس من كوكب آخر لايعرفون الحياة وقيمتها .. وانه يترفع عن غوثه ولا يرى في وجه ذاك الفقير حين يلجاء إليه وبطرق بابه مستنجدا به لقضاء حاجته وسد لهفته .. فإذا أتاه الفقير يطرق الباب همو إليهم بالخدم بصدهم ونهرهم عن المجيئ هنا ثانيا لأنه هذا بيت فلان او إن أكرمه تكاد لا تذكر تلك المكرمة ..! وهذا ليس بالعموم لكن بالخصوص .. لكن نرى الفقراء والمحتاج هو من ينفق ماله مما تيسر لهم إكرام لله تعالى ولعبده تعالى ذلك الفقير فيوجد عليه مما لديه .. الفقراء هم من يعلمون مدى حاجة هذا العبد وعونه ومرارته ماهو فيه لأنه أدرى الناس وقد يكون مر بهذا الظرف من قبل إلى أن يسر الله أمره ..
من قال أن فاقد الشيء لا يعطيه ؟! من ؟!
لا بل يعطي ويعطي ويكرم ويبلي بلاء حسن ويجود الكريم بما لديه ويقترب به إلى الله زلفا .. وعلى العكس فأن الحرمان يدفع بالمرء إلى الأنحراف عمن حوله مما فقد وكي لا يشعر بما شعر .. ولا يمر بما هو مر بهذه الظروف بقدر الإمكان .. التي تستدعيه إلى مد يده ولو شعر الجميع بهذا الشي لما مدت يده .. بل لو تمعنا إلى قلوبهم نجدهم هؤلاء الذين فقدوا الشيء هم من يملكون مافقده هذا وذاك ولا يملك إلا أن يجود عليه من المحتاجين والفقراء يعطيه ويكرمه ويدعم البأئس والفقير .. وذلك المجهول الأبوين عندما آلمته الحياة من الشوق إلى والديه ونام مغروق العينين .. فهذا الذي ينفق نجده أكثر حنانا والطف فنجده ابا او أما حنونين عطوفين رحيمين بالعبادة..! يخافون الله فيهم يخاف أن يتجرعوا كأس المر والهوان .. هو الذي يعرف معنى كل هذا .. وتلك التي عاشت في كنف عائلة لاتراعي حرمات الله فيها وفي إنسانيتها وأنوثتها وضعفها وذاقت ويلات التعنيف الجسدي واللفظي لن تجدها إلا أما حنونا تعامل أبنائها وغيرهم بما يرضي الله تعالى ..
أهلنا الأثرياء والميسورين أنفقوا مما رزقكم الله على العباد الذين لاحول لهم ولا قوة اكراما لله تعالى . تصدقوا زكوا أموالكم واجعلها في خدمة الله الذي رزقكم .. ونحن نعيش غرة شهر رمضان شهر الفضائل وليس فقط شهر رمضان لا ..! لنكن يدا واحدة وجسد واحد وقلبا واحدا وكلمة واحدة .. يقول سيد الخلق في حديثه الشريف ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ) صدق رسول الله ..
والله الموفق على كل خير .