جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 10:41 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

جيهان عجلان تكتب : صلاة العيدين

جيهان عجلان
جيهان عجلان

أعزائي القراء صلاة العيدين شُرَّعتْ في السنة الأولى من الهجرة وقد شَرَّعَ الله للمسلمين عيدين في كل عام،
العيد الأول هو عيد الفطر في الأول من شهر شوال، والعيد الثاني هو عيد الأضحى في العاشر من ذي الحجة،
وفي أول أيام العيد يؤدي المسلمون صلاة العيد، وفق الشريعة الإسلامية ،وهي سنة مؤكدة واظب النبي صل الله
عليه وسلم عليها ، وأمر الرجال والنساء أن يخرجوا لها ، ولأنها من شعائر الإسلام الظاهرة فكانت واجبة
كالجمعة .

والعيدان مثنى عيد ، من العود وهو التكرار ، فكونه يعود ويتكرر في أوقاته السنوية المعلومة سمى عيداً لذلك .
وعيدا المسلمين : عيد الفطر وعيد الأضحى .

** حكم صلاة العيدين....

اتفق جمهور العلماء على أن صلاة العيدين مشروعة ،وسُنَّة مؤَكَّدة واجبة في حق المسلم ،وفرض كفاية على
المسلمين ، فإذا قام بها بعض المسلمين فإنه يسقط الإثم عن الباقين ؛لأن الخروج لها لإظهار شعيرة المسلمين في
هذا اليوم المبارك، وهي تعد جائزة الله لهم ، وقد أمر بها الله عز وجل في قوله تعالى " فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ "( 2)
الكوثر, فالمراد بالصلاة هنا صلاة عيد الأضحى ، وكان النبي صل الله عليه وسلم يواظب عليها وهذا يدل على
الوجوب .

عن أبي عُميرِ بنِ أنسٍ، عن عُمومةٍ له من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أنَّ ركبًا جاؤوا إلى النبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم يَشهَدون أنَّهم رأوُا الهلالَ بالأمسِ، فأمَرَهم أن يُفطِروا، وإذا أصبَحوا يُغدُوا إلى مصلَّاهم)) والشاهد
هنا لصلاة عيد الفطر

**وقت صلاة العيدين وصفتها :-

من ارتفاع الشمس قدر ثلاثة أمتار إلى الزوال لحديث الرسول صل الله عليه وسلم
عن يَزيدَ بنِ خُمَيرٍ الرحبيِّ، قال: ((خرَج عبدُ اللهِ بنُ بُسرٍ- صاحِبُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في يوم عيدِ
فطرٍ أو أضحى، فأنكر إبطاءَ الإمام، وقال: إنَّا كنَّا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد فَرَغْنا ساعتَنا هذه، وذلِك حين
التَّسبيح)) ويَستمرُّ وقتُ صَلاةِ العِيدينِ إلى الزَّوالِ.
يُستحبُّ أن تُقدَّمَ صلاةُ عيد الأضحى في أوَّل وقتِها، وأنْ تُؤخَّر صلاةُ عيد الفطرِ عن أوَّلِ وقتها، وهذا مذهبُ
الجمهورِ؛ وذلك لأنَّ تأخيرَ صلاةِ عيد الفِطرِ مناسبٌ حتى يتَّسعَ الوقتُ لأداء صدقةِ الفطرِ، وتعجيلَ صلاةِ عيدِ
الأضحى والتخفيفَ فيها مناسبٌ؛ لشُغلِ الناس في ذبائحِهم، وهي مناسبة للابتهاج الروحي والترابط بين المسلمين
، لذلك يحرص المسلمون على أدائها بشكل جماعي في المساجد والمُصليات.ولك أن تصليها فردا إذا تعذر عليك
الخروج لصلاتها في جماعة .
وتكون صفة الصلاة كما ورد عن أبي سعيد قال : كان رسول الله يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول
شيء يبدأ به الصلاة.
يحضر الإمام ويؤم الناس بركعتين، قال عمر : صلاة الفطر ركعتان وصلاة الأضحى ركعتان تمام غيرُ قصر
على لسان نبيكم وقد خاب من افترى.
يُكبر في الأولى تكبيرة الإحرام، ثم يُكبر بعدها ست تكبيرات أو سبع تكبيرات لحديث عائشة رضي الله عنها
التكبير في الفطر والأضحى في الركعة الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرتي
الركوع .

صفة التكبير أن يقول : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ؛ فقد ثبت عن ابن مسعود
رضى الله عنه (أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلله الحَمْدُ
ثم تكون خطبة العيد ،والاستماع إليها من السنن الحميدة، ويكون وقتها بعد الصلاة ؛ لأن النبي الكريم كان
يخرج في العيدين إلى المصلى فيصلي بالناس ثم يقوم أمامهم وهم جلوس فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم

** من آداب صلاة العيدين

** يستحب الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب، ويستحب في عيد الفطر الإفطار بعد صلاة الفجر مباشرة، بأكل
بعض تمرات أو نحوها قبل الخروج إلى الصلاة، أما في عيد الأضحى فيستحب الإمساك بعد صلاة الفجر إلى
وقت النحر، كما يحرم صيام يومي الفطر والأضحى ، فعن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النبي صل
الله عليه وسلم (( لا صوم في يومين : الفطر والأضحى))

** الخروج للصلاة في الخلاء (المصلى ) فأداء صلاة العيد أفضل في المصلى من تأديتها في المساجد ، وإذا
كان هناك مانع لبرودة الطقس أو لقيظ شديد كان فيه ضرر للناس تصلى في المساجد .

** المشي إلى المصلى. عن ابن عمر ، رضي الله عنهما ، قال : (( كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ
إلي الْعيدِ مَا شِياً وَيَرْجِعُ مَاشِياً )

** مخالفة الطريق في الذهاب والإياب ، فعَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ الله ، رَضِي اللهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : (( كَانَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم إذا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ)) أي ذهب من طريق للمصلى وعاد من أخر: وذلك لمشاهدة الخير
في كل الطرقات

** خروج جميع النساء في حجابهن الشرعي بغير زينة ولا طيب ، حتى الحائض والنفساء تخرج لمشاهدة
الخير وتجلس ، للسماع دون الصلاة .لحديث عن النبي صل الله عليه وسلم
عن أُمِّ عطية ، رضي الله عنها ، قالت : (( أمرنا رسول الله صل الله عليه وسلم أن نُخْرِجَهُنَّ في الفطر
والأضحى : العَوَاتِقَ والْحُيَّضَ وَذَواتِ الْخُدُورِ ، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين .
قلت : يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب ، قال : لتلبسها أختها من جلبابِها))
أعزائي القراء كم هي جائزة الله بعد الطاعة جميلة ! يَسُرُ بها خواطرنا ويبهج بها قلوبنا ،فهنيئا لمن أطاع ،وأتبع
نور الهدي .