جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 01:11 مـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«مناخ الأرض 2150» حقائق تبدل المناخ المسكوت عنها

كتاب مناخ الأرض
كتاب مناخ الأرض

صدر كتاب" مناخ الأرض 2150" عن ببلومانيا للنشر والتوزيع من تأليق الدكتور عبدالقادر الهواري المتخصص في علم المستقبل، ويتناول الكتاب تبدل مناخ العالم حتى عام2150، خاصة الدول والأقاليم التي ستختفي من الوجود والدول والأقاليم التي سوف تصاب بكوارث والدول والأقاليم التي سوف تعيش الرفاه والجنة الحضارية.

يقول الدكتور عبدالقادر الهواري: نتيجة لعوامل مزمنة تغير المناخ يمثل الحدث الكوني الأول، فأكبر خمس أخطار تواجه العالم هى أسلحة الدمار الشامل، أما الأخطار الأربعة المتبقية فجميعها تتصل مباشرةً بالمناخ واستمرار تغيره لعدة قرون متتالية، والجديد هو حدوث تغيرات في الإنسان وكوارث في الدول الفقيرة أكثر منها في الدول الغنية بالرغم من كونها لا تساهم بنسبة كبيرة فيها.

وأضاف "الهواري" رغم ذلك يبقى المؤهلين لدمج النماذج المناخية المستقبلية والمتخصصين دون المستوى المطلوب، بل وبعض اتفاقات الحد من الإنبعاثات تحولت إلى وسيلة بيد دول معينة لإبقاء دول أخرى خارج الجنة الحضارية، فالسعي لمستقبل أفضل ممنوع بهدف وقف عجلة النمو بدول، ومسموح تحقيق مزيد من تقدم ورفاه الحلم الأمريكي، وعلى حساب كل الكوكب الحي.

وأوضح "الهواري" من الحقائق الصادمة عن تغيرات المناخ والتي لا يقولها أحد؛ حتى لو توقفت كل انبعاثات غازات التلوث ستستمر ظاهرة الارتفاع في حرارة الأرض! كما أن ظاهرة الاحتباس الحراري المتفاقم غير قابلة للمعالجة عبر خفض التلوث، والتحليلات الإحصائية لبيانات المحطات المناخية تشير إلى أن ارتفاع درجة الحرارة في القرن العشرين هو الأعظم بين القرون خلال الألف عام الماضية، وتمثل الألفية الجديدة أشد فترات الحرارة على سطح الأرض يليها القرن ال22. وإذا وصل البشر إلى مستوى صفر تلوث بالغازات المسببة للإحتباس الحراري، فسوف تبقى الأرض تعاني من الارتفاع غير الطبيعي في حرارتها وفي ذوبان الثلوج وغرق الجزر والشواطئ وتطرف أحوال الفصول والفترات المتطاولة من الجفاف التي يرافقها التصحر، وفناء أنواع حية لمدة تربو على قرن وربما أكثر، حيث تقدر نسبة الإنقراض ب١٧٥ ألف نوع حيوي في السنة، بل وانقراض حوالي ٢٠٪ من جميع الأحياء بحلول عام ٢٠٢٢.

وأضاف "الهواري" الضرر الذي ألحقته الدول الصناعية الكبرى- خصوصًا في الغرب- بالمناخ غير قابل للشفاء في المدى المنظور. وقد أجريت في هذا الصدد مجموعة قيمة من الدراسات بدول معينة، كما قامت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بالتوفيق فيما بينها وأعدت التقارير حول آثار تغير المناخ على الصعيدين العالمي والإقليمي، غير أن عملية تقييم هذه الآثار مازالت تشوبها العديد من التحديات خاصة من الناحية العلمية، وماتزال تجري على أصعدة متفرقة ومشتتة؛ فحتى الآن لم يتوافر على الصعيد الوطني للدول سوى قدر محدود من المعلومات حول تغير المناخ في الماضي وأثاره المستقبلية، رغم تنوع المقاربات والأساليب المتبعة في هذا العلم بين الدول والأقاليم.

وكشف "الهواري" ان الهيئة الحكومية الدولية وهيئة الأرصاد البريطانية قامتا بجمع معلومات حيادية حول الآثار المادية المترتبة على تغير المناخ عما يزيد على 195 دولة و1400 منطقة مختلفة في العالم. واستخدموا في ذلك مجموعة من السيناريوهات التي يمكننا اعتبار مبادرتها نموذج إرشادي يمهد الطريق لدراسة أشمل عن تأثيرات المناخ. ومن ثم، تم إعداد تقرير حول المشاهدات والإسقاطات والآثار المرتبطة بتغير المناخ عن كل دولة. وتوفر هذه التقارير معارف ومعلومات حول الكيفية التي تغير بها المناخ بالفعل والعواقب المحتملة من التغيرات المستقبلية، كما انها تمثل امتداد للتقارير التي نشرتها الهيئة الحكومية الدولية وللدراسات الأكثر تفصيلًا حول تغير المناخ وأثاراه التي نشرت على الصعيد الوطني.

وأشار د.الهواري ان المؤتمرات والنقاشات والإعلام يتجنبون الحديث عن الحقائق السابقة، وهى مجرد نماذج من معطيات أولية مؤلمة، خصوصًا الاتفاقات المتعلقة بتغير المناخ وما يرافقها من نقاشات مكتظة بمصطلحات مثل التكيف والتخفيف والتأقلم. وغالبًا ما يردد الإعلام تلك المصطلحات بدون شرح أو توضيح ملائم. والأنكى أن معظم الباحثين و الإعلام المهتم بالمناخ يردد تلك المصطلحات مع شروحات تزوغ عن توضيح معانيها العميقة والفعلية! لماذا؟ الإجابات لا نهاية لها، وتتوزع مروحتها بين نظرية المؤامرة ودول وشركات وأموال في الزاوية المتطرفة من المشهد، لتصل إلى الحديث عن التخلف المرير الذي تعيشه دول جنوب الأرض ومعظم إعلامها، في الزاوية الأقل انفعالًا من المشهد عينه.

وأنهى "الهواري" قائلًا: إذاء ذلك يجب مراجعة نسبة إدعائنا بأننا نمتلك مكانة امتيازية على الكوكب وأن الكائنات الحية الآخرى خُلقت لأجلنا وأن الطبيعة مسخرة لخدمتنا، ألا يعد هذا من أهم عوامل الجهل التي تسرع في وتيرة تغير المناخ ومن ثم انقراض البشر الطوعي والإجباري أيضًا إذا لم يكن لدينا ثلاثة كواكب أخرى في حوذتنا، رغم أنها لن تكفي حاجتنا، والهجرة للفضاء غير متوقعه إلا مع نهايات القرن الحالي والربع الثاني من القرن ال22. وتبقى لكتاب" مناخ الأرض "2150 قيمة عالية لفهم هذه التغيرات ووضعها في سياقها الطبيعي قبل أن يكون الإنقراض الجماعي السادس للكوكب من صنع الإنسان أو انقراضه هو.