حوار| سياسي: قطر ستساند إيران ضد الخليج العربي
محمود أبوحوش: دول الخليج لا تمتلك قوة عسكرية تواجة بها ايران.. وقطر غير متوافقة مع دول الخليج نتيجة لعلاقاتها الإستراتجية مع طهران.. والتقارب الخليجي مع إسرائيل هو نتيجة للشعور بالتهديدات الإيرانية
في ظل تصاعد الحرب الكلامية والتصريحات المتبادلة بين واشنطن وطهران، هل ستشهد الأيام المقبلة حربا فعلية على أرض الواقع ، أم أنه شوط جديد من فصول الحرب الكلامية يختلف فقط في زيادة حدته عن الفصول السابقة، وإن وقعت الحرب على الأرض من سيكون وقودها والممول لها، ترى فئة أن الحرب واقعة لا محالة ومعظم الأراء ترى أن الظرف المكاني لوقوع الحرب وهو مضيق هرمز لا يجعلنا نرى عدم وقوعها بل يجعلنا متأكدين من استحالة وقوع حرب في ممر دولي مائي كهذا لأن ذلك قد يؤدي لأزمة دولية يصعب الخروج منها بالطرق السلمية وربما تكون هذه الأزمة ذات بعد دولي أكبر من كل الحروب الثلاث التي شهدها خليج العرب في العقود الأخيرة، نستقي الرؤى ونحلل الأراء المختلفة في هذا الحوار مع الباحث والمحلل السياسي محمود أبوحوش.
في ظل التصعيد الأخير في التصريحات المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران هل ستكرر الولايات المتحدة تجربة العراق 2003 م مع إيران في الوقت الراهن ؟
فيما يخص التصريحات الأخيرة بين طهران و واشنطن وإمكانية نشوب حرب قريبة و تكرار سيناريو العراق في نظري إن أمر الحرب مع طهران غير وارد بالمرة لأسباب عدة لكلا البلدين منها مثلا بالنسبة لواشطن فهي لا ترغب في حرب مع طهران باستثناء أنها تضغط من اجل التوصل لاتفاق جديد يضمن مصالحها ومصالح اسرائيل في الشرق الاوسط وبالنسبة لإيران فوضعها الاقتصادي أبعد من أن تطلق قذيفة واحدة على القوات الأمريكية وذلك بسبب العقوبات الامريكية المفروضة عليها.
الكثير من الأراء ترى إن إغلاق مضيق هرمز سيتسبب بمشاكل اقتصادية للعالم كله بما فيه أمريكا ودول الإتحاد الأوروبي.. هل تستطيع إيران بالفعل إغلاق المضيق ؟
بالنسبة لإغلاق مضيق هرمز والتهديدات الإيرانية الأخيرة بإغلاقه فهي مجرد تهديدات ليس إلا ولا يمكن أن تقوم طهران بإغلاقه لأنها في حالة الإغلاق سوف تضر نفسها قبل غيرها من الدول بعتبار أن مضيق هرمز هو مضيق دولي ويصدر منه ما يقرب من 40% من الإنتاج العالمي من النفط وبالتالي في حالة الإغلاق سوف تقع إيران مرة أخرى في شبكة الضغوطات الدولية مما يضاعف أثرالعقوبات الأمريكية التي تسعى هي جاهداً في تخلص منها بطرق عدة.
من المعروف أن مضيق هرمز يقع في نطاق المياه الإقليمية لكل من إيران وسلطنة عمان.. ما هو الدور الذي من الممكن أن تلعبه عمان في تصعيد هذه الأزمة أو تهدئتها خاصة بعد الإتصال الهاتفي الأخير بين وزير الخارجية الأمريكي والسلطان قابوس؟
دور عمان في هذا التصعيد باعتبار أنها تتشاطئ المضيق مع إيران ، فعمان لديها سياسة خارجية موازية مع طهران وواشنطن فلديها مصالح استراتجية مع طهران وفي نفس الوقت لديها علاقة متطورة مع واشطن وتل أبيب خاصاة بعد الزيارة الأخيرة لنتنياهو للسلطان قابوس ، وان كنت أرى أن عمان قد تلعب دورا كبيرا إذا ما جاءت مرحلة التفاوض بين إيران والولايات المتحدة.
إذا كان خيار الحرب الذي يستبعده الكثيرون سيقع بالفعل على أرض الواقع .. ماهي تأثيرات هذه الحرب على دول الخليج العربي وهل لدى دول الخليج قوة عسكرية تستطيع مجابهة إيران ؟
في الحقيقة اذا ما افتراضنا ان خيار الحرب أصبح حتمي بالنسبة لطهران وواشنطن في هذا التوقيت من سيتحمل التكاليف دون شك دول الخليج هي التي ستدفع الفاتورة وهذا الدفع سيكون له أثر مضاعف وكارثي على الإقتصاد الخليجي ، وليس أدل علي ذلك من الحرب التي تخوضها الرياض في اليمن ضد حلافاء إيران منذ أكثر من ثلاث سنوات دون التوصل لحسم عسكري ناهيك عن فشل الإتفاق السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة ودول الخليج لا تمتلك قوة عسكرية تواجة بها ايران وإن كانت تعول على القاهرة في المساندة العسكرية فهي تتوهم ، لكن القاهرة تتدخل إذا قامت إيران وحلافائها بالتحرش بالسعودية في جنوب البحر الاحمر ، عندها يحتم على القاهرة التدخل لحماية أمنها القومي.
إذا حدثت حرب فعلية على أرض الواقع ما مدى تأثر قطاع النفط عربيا وعالميا بذالك ؟
إذا أصبح افتراض الحرب حتمي سوف يكون لذلك تاثيرات سلبية على اسعار النفط العالمية مما قد يدفع المجتمع الدولي على خلاف توجهاته إلى أزمة غير مسبقة .
هل من الممكن أن تؤدي هذه الأزمة لرأب الصدع الداخلي في مجلس التعاون الخليجي ؟
فيما يخص الخلاف في مجلس التعاون الخليجي وما اذا كان هذه الازمة قد تساهم في راب الصدع ام لا في نظري هذه الأزمة تعمق من الخلاف القائم وذلك أنن قطر غير متوافقة من باقي دول الخليج تجاة الحرب مع إيران وهذا نتيجة لعلاقاتها الإستراتجية مع طهران، ناهيك أن قطر قد زادت موثقيتها بطهران أكثر من الخليج بعد الأزمة الأخيرة وبالتالي استمرار الخلاف على حاله واستمرار حالة التصعيد مع طهران سوف يعمق من الخلاف في المجلس
هل من الممكن أن نرى العرب مع إسرائيل في مواجهة العدو الإيراني ؟
في الحقيقة كل ما نراه الأن من تصعيد مع إيران هناك طرف واحد الأكثر استفادة منه وهي إسرائيل، فهي التي تزج العرب بحرب غير محدودة مع طهران لحف ضغط التهديدات الإيرانية في سوريا ولبنان، ولا شك أن التقارب الخليجي مع إسرائيل هو نتيجة للشعور بالتهديدات الإيرانية وبالتالي هذا يعمق من دور إسرائيل الاستراتيجي في المنطقة وهذا في الاخير لا ينعكس الا سلبا على القضية الفلسطينية.
هل ما يحدث بين الجانب الأمريكي والإيراني مناورة لإعادة إيران لطاولة المفاوضات؟
في الأول والأخير واشنطن لا نيه لها بحرب مع إيران واذا كان ترمب يريد ذلك، فلن يسمح له الكونجرس بهذا فترامب واجه القوات الأمريكية لمضيق هَرمز لأهداف داخلية تتعلق بالانتخابات القادمة وخارجية وهي محالة تعزيز الموقف التفاوضي للولايات المتحدة إذا ما قعد الطرفان على طاولة المفاوضات، وفي رأيي إيران لن ترى منجي لها من هذا العقوبات سوى التفاوض مع واشنطن وبالتالي فهي ايضا تسعى جاهده لتعزيز موقفها التفاوضي ومن ثمة نحن امام مرحلة ما قبل التفاوض التي يحاول كلا الطرفان تعزيز موقفه فيها.
