الثلاثاء 19 مارس 2024 08:03 صـ 9 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
”الجنايني” .. في ذمة الله قطع المياه اليوم عن قرية ميت ابو خالد بميت غمر للقيام بتنفيذ اعمال ربط لخط محطة المياة المرشحة الجديدة الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية توجه نصائح وتعليمات هامة للمواطنين حال سقوط الأمطار والطقس السيئ محافظ المنيا يهنئ السيدة الفائزة بلقب الأم المثالية لهذا العام حجم كبير جدا للندوات التوعوية الصحية عن شهر فبراير بصحة دمياط تعرف على حالة البحر في ظل حالة الطقس اليوم الثلاثاء إستمرار متابعة محافظ الفيوم لرفع آثار الطقس السيئ تكريم وكيل وزارة التربية والتعليم لأبنائه الطلاب الفائزين فى مسابقة ابن سينا المنصورة بيطرى الغربية يستعد لتنفيد الحملة القومية لتحصين المواشى السكرتير العام يعقد اجتماعًا لدفع العمل بالمشروعات القومية الجاري تنفيذها على أرض محافظة البحيرة نائب محافظ البحيرة تتفقد مستشفي رشيد المركزى وأعمال الرصف وإصلاح الهبوط الأرضي بشوارع رشيد خصم 3 أيام من الراتب للمدير المناوب لمستشفي القنايات ..تعرف علي التفاصيل

لماذا الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان ؟

جيهان عجلان
جيهان عجلان

أعزائي القراء إن الاعتكاف في العشرة أيام الأخيرة من رمضان سنة ، وفيه ارتقاء وصفاء للنفس من شوائب الدنيا ، ولما كانت العشرة الأخيرة في رمضان هي سنة للاعتكاف ، فللإنسان الخيار أن يبقى في بيته بين الأهل والألفة ،أو الخروج للإقامة بعيدا ،ماكثا في بيت الله طالبا الآخرة والفوز، مدربا نفسه على الصفاء والرقي .
فالاعتكاف لغة: ملازمة الشيء أو الدوام عليه ، وحبس النفس عليه خيرًا كان أو شرًا.
وهو في الشرع والاصطلاح : المكث في المسجد ؛لعبادة الله من شخص مخصوص على صفة مخصوصة.
أي الإقامة في المسجد بقصد التعبّد للّه وحده سواء كانت المدة كثيرة أو قليلة

** حُكم الاعتكاف ومشروعيتة ، هو سنة مؤكدة عن النبي صل الله عليه وسلم لقول السيدة عائشة: (كان النبي صل الله عليه وسلم يعَتكفُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ) . وهو قربة وطاعة في رمضان في العشر الأواخر منه ؛لوجود ليلة القدر، و يجب الاعتكاف أيضا بالنذر، أي إذا نذر أن يعتكف يصبح واجبا عليه.
وأجمع العلماء على مشروعية الاعتكاف لقوله تعالى
"وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) الحج
"إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) البقرة
فقد كان النبي يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، ولما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما
روى ابن عمر وأنس وعائشة أن "النبي صل الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، منذ قدم المدينة إلى أن توفاه الله تعالى"، وقال الزهري: "عجبًا من الناس! كيف تركوا الاعتكاف، ورسول الله صل الله عليه وسلم كان يفعل الشيء ويتركه، وما ترك الاعتكاف حتى قُبِض".وذلك لفضل العشر الأواخر من رمضان ؛ لأن في هذه الأيام ليلة القدر

** أقسام الاعتكاف
ينقسم الاعتكاف إلى مسنون وإلى واجب ، فالمسنون ما تطوع به المسلم تقربا إلى الله ، وطلبا لثوابه ، واقتداء بالرسول صل الله عليه وسلم ،وذلك في العشر الأواخر من رمضان ، أما الاعتكاف الواجب ما أوجبه المرء على نفسه ، إما بالنذر المطلق ،كأن يقول لله علىَّ أن أعتكف يوما أو ثلاث أو أي مدة ،أو النذر المعلق على شرط كأن يقول إن شفى الله مريضي لاعتكفنَّ يوم أو يومين وهكذا .
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ "

**مدة الاعتكاف
ذهب جمهور العلماء إلى أن أقله لحظة ، وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد .
واستدلوا على أن الاعتكاف في اللغة هو الإقامة ، وهذا يصدق على المدة الطويلة والقصيرة
حيث أن الاعتكاف هو المكث في المسجد ؛ لطاعة الله تعالى سواء كانت المدة كثيرة أو قليلة ويثاب ما بقى في المسجد ،وهو عبادة مشروعة إلا إذا نذره صار واجبا بالنذر وهو في المرأة والرجل سواء.
عن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أراد أن يَعتَكِفَ، صلَّى الفَجرَ، ثم دخل مُعتَكَفَه)) .وينتهي وقتُ الاعتكافِ في أيَّامِ العَشرِ الأواخِرِ، من بعد غروبِ شَمسِ آخرِ يومٍ من رمضان وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربعة .
**ما يستحب للمعتكف وما يُكره له
*الإكثار من الطاعات كالصلاة وقراءة القرآن، والذِّكر، والاستغفار والدعاء بالخير وطلبا لبلوغ ليلة القدر.
* اجتناب ما لا يعنيه من الأقوال فيجتنب الجدال والمراء والسباب ونحو ذلك والغيبة والنميمة والكذب . وأن يلزم مكانا من المسجد.
** ما يكره للمعتكف
أن يشغل نفسه بما لا يعنيه من قول أو عمل .، الكلام بما فيه إثم، الإمساك عن الكلام مطلقا ظنا أن ذلك يقرب إلى الله
**ما يباح للمعتكف :

* الخروج لحاجته التي لا بد منها كقضاء حاجته الشخصية ، وللتداوي إن كان مريضا، وللضرورة التي تستدعي خروجه، ولتوديع أهله عند زيارته بمعتكفه
* له أن يأكل ويشرب في المسجد وينام فيه بشرط المحافظة على نظافته وصيانته.
* ترجيل شعره وتقليم أظفاره وتنظيف بدنه ولبس أحسن الثياب والتطيب بالطيب.

**ما يبطل الاعتكاف
*الخروج من المسجد عمدا لغير حاجة .
*الجماع يبطل الاعتكاف لقوله تعالى " وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) البقرة ،ومن فسد اعتكافه لا يلزمه قضاؤه إلا إذا كان نذر اعتكاف مدة معينة وأفسده، فيجب عليه استئنافه.
* ذهاب العقل بجنون أو سكر.، الحيض والنفاس للمرأة لفوات شرط الطهارة.
* الردة لمنافاتها للعبادة ولقوله تعالى " لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) الزمر

**حكمة الاعتكاف :
في الاعتكاف إحياء السنة، وفيه إحياء القلب بدوام الطاعة، فبالاعتكاف ضياء النفس وإشراقها، ومن اعتكف العشر الأواخر كان في معتكفه راجيا الله أن توافقه ليلة القدر، ومن أدرك ليلة القدر فهي خير له من ألف شهر
وهو صلاح للقلب واستقامته على طريق سيره إلى الله والانشغال بالطاعة وزهد الدنيا وما فيها

ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى "وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى، وجمعيته عليه، والخلوة به، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق، والاشتغال به وحده سبحانه، بحيث يصير ذكره وحبه، والاقبال عليه، في محل هموم القلب وخطراته، فيستولي عليه بدلها، ويصير الهمّ كلّه به، والخطرات كلّها بذكره، والتفكير في تحصيل مراضيه، وما يقرب منه، فيصير أنسه بالله، بدلاً عن أنسه بالخلق، فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور، حين لا أنيس له، ولا ما يفرح به سواه، فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم؛ ولما كان هذا المقصود إنما يتمّ مع الصوم، شرع الاعتكاف في أفضل أيام الصوم، وهو العشر الأخير من رمضان"

ولهذا أعزائي القراء كان الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان لفضلها ؛ لأن بها ليلة القدر اللهم بلغنا ليلة القدر .