جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 02:22 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

شرف .. تحت «التربيذة»

الكاتب الصحفى الرفاعى عيد
الكاتب الصحفى الرفاعى عيد

نجح مارك زوكربيرج، فى إنشاء أكبر دولة إلكترونية عرفها التاريخ، بل وصفها بالدولة أحيانا يقلل من هذا الحدث الجلل، فإن شئت قل: إنشاء عالم موازٍ تماما بكل ما يمكن لخيالك أن يجنح إليه، وهو الذى وصل إلى 2.38 مليار مستخدم، ففيه تجد الحرب وتجد السلم، تجد الثورة، واللاثورة.

عالم "الفيس بوك" نصب رؤساء، وخلع جبابرة، منصةُ لتجارة كل شئ من "الإبرة" حتى الصاروخ، عالم يتنامى كل يوم لا يحده الحدود ولا تقوى عضلات فتوات العالم عن منع تدخله السافر فى انتخابات أمريكا، ولم يعجز عنه سوق، من النخاسة والسفاهة والجنس والسلاح والمخدرات.. إلى البورصات العالمية والعقارات الفارهة.

كل ماسلف بفعل "العم مارك" أصبح لاريب فيه ولا عجب، يمر على الأسماع مصطبغا بفعل العادية، ولن تسمع تعقيبا غير .. ولا أى اندهاشه، لكن الجديد، وإن كان ليس فى جوهره جديد تثبيت أركان دولة الفيس بوك باقتحام "العم مارك" عالم العملات الرقمية، وربطها بالدولار الأمريكى والين اليابانى، وكأنه يستعير قول "السقا" مخاطبا العالم: انا الحَـكومة.

وتكشف تقارير حديثة أن عملاق التواصل الاجتماعى يخطط لطرح عملته الخاصة بحلول 2020، مطلقا على مشروع عملته الرقمية اسم "جلوبال كوين" ‪ وسيتم إطلاقها فى 12 دولة مختلفة، وسيجرى الإعلان رسميا عنها خلال الصيف الحالي.

ولعل ما وصل إليه الفيس بوك، وما يتطلع إليه ليس بيت القصيد، حيث القاعدة التى تشكل وجدان هذه الشعوب كل شئ متاح، فكل ما فى المشروع مشروع إذا كان مؤسسيا نظاميا شرعيا، فلم يجد مارك زوكربيرج، مثلا فى رحلته الرائعة التى بدأها منذ 2004 وحتى الآن موظف يقول له: "انجز عشان تعدى"، أو "إذا أردت ان تنجز فعليك بالونجز"، عندما يذهب الرجل لمقابلة رئيس البنك المركزى، فلا يتصل به مدير مكتبه ويخبره: "عايزين كام مليون"، على وزن واقعة أحمد الريان الذى دفع مليون جنيه لمدير مكتب وزير الزراعة لكى يحصل على مديونية الزراعة له.

فى هذه البلاد يا ساده القانون حاكم له سلطة حقيقة، ليس مريضا أو أعرجا أو "مجاش النهاردة"، فكم من حكايات لرواد أعمال وأصحاب أفكار كان شعارهم "بلغ فرار" لأنهم صدموا فى قانون «التربيذة» التى من تحتها تمرر كل الأشياء بما فيها شرفُ.. أصبح يباع.