الثلاثاء 19 مارس 2024 11:52 صـ 9 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
الرد علي شائعة إجراء تعديلات على مواعيد جدول امتحانات شهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2023/2024 وزير التعليم العالي المصري يُلقي كلمة مصر في الدورة 219 للمجلس التنفيذي لليونسكو اجتماع اللجنة الإشرافية العليا لفرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بالدقهلية بمحافظة الدقهلية محافظ الدقهلية يتابع أعمال الحملة المكبرة لإزالة التعديات علي الأراضي الزراعية التي تم تبويرها بطريق رافد جمصه إزالة التعديات عن 53 فدانا بقنا الجديدة .. واسترداد 41 فدانا بالفشن الجديدة بقرار وزير الإسكان وزيرة الهجرة خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ: طلابنا في الخارج ثروة ضخمة من العقول النابغة الواعدة التي تتطلع للمساهمة في بناء الجمهورية... ”الجنايني” .. في ذمة الله قطع المياه اليوم عن قرية ميت ابو خالد بميت غمر للقيام بتنفيذ اعمال ربط لخط محطة المياة المرشحة الجديدة الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية توجه نصائح وتعليمات هامة للمواطنين حال سقوط الأمطار والطقس السيئ محافظ المنيا يهنئ السيدة الفائزة بلقب الأم المثالية لهذا العام حجم كبير جدا للندوات التوعوية الصحية عن شهر فبراير بصحة دمياط تعرف على حالة البحر في ظل حالة الطقس اليوم الثلاثاء

جيهان عجلان تكتب : إلا ظلم الناسِ

جيهان عجلان
جيهان عجلان

أعزائي القراء إن الله عادل يحب العدل ويكره الظلم والظالمين ، والله مع المظلوم حتى ينصره على الظالم، فلا يؤجل مظلمته ليوم الحساب، فالله يقتص له من ظالمه في الدنيا ؛ليكون الظالم عبرة للعالمين .

فحساب ا لعاصين والجاحدين في الدنيا مؤجل إلى يوم القيامة إلا ظالم الناس فحسابه بالدنيا ؛ لأن الله يقتص من الظالمين في الدنيا فلا يتركهم يتوغلون بظلمهم ؛ حتى لا ينتشر الظلم بالأرض ويعم بها فساد الظالمين، ويصبح الظالم بذلك طاغيةً يُرهب الناس ويروع أمنهم ،فمن أين يأتي الفساد الأكبر ؟ من الطبيعي أن كل شئ ليصبح كبير لابد أن تسبقه مراحل أصغر حتى يصل إلى هذا الحد الأكبر ، ولهذا كان الفساد الأكبر من تكرار الظلم ، ظلم الناس وقهرهم ، فالظلمُ يكون بأكل أموال الناس وأخذها ظلمـًا، وظلمهم بأخذ أملاكهم بدون حق والتعدي على الضعفاء، ومن صور الظلم أيضا التي تجَبَّرَ بها الناس بعضهم على البعض حتى عم الفساد وطغى، أخذ مال اليتيم و المماطلة برد الحقوق إلى أصحابها رغم القدرة على الوفاء وانتقاص المرأة حقها من صداق ونفقة وكسوة ومودة ورحمة .

و ظلم الأجير بعدم إعطائه الأجر على الوجه الأكمل ، ومن الظلم البيِّن الجور في القسمة بالميراث الذي شرعه الله وحدده فتجد الذكور يجورون على حقوق الإناث بالميراث بما لا يرضي الله ، وقد حذر الله تعالى من أكل أموال الناس بالباطل ، وأكل مال اليتم لقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ"(29)النساء أي لا يأكل بعضكم أموالَ بعض بما حرّمَ عليه، من الربا والسرقة والاختلاس وغير ذلك من الأمور التي نهاكم الله عنها إلا أن تكون تجارةً بينكم فيها تراضي .

" الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10) النساء أي إذا أكلوا أموال اليتامى بلا سبب ، فإنما يأكلون نارا تأجج في بطونهم يوم القيامة عزيزي القارئ قد جعل الله -سبحانه وتعالى- الدّعاء سلاحاً للمظلوم؛ ليرفع به الظلم عن نفسه، فينصره الله تعالى، وينتقم له مِمّن ظلمه، وقد جُعِل لدعاء المظلوم شأن عظيم في السماء فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ ، فَإِنَّهَا تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ" والسّبب في ذلك أنّ المظلوم يكون منكسراً، ومحتاجاً، وملحّاً، ولا حول له ولا قوة إلا بالله فيتذلل في دعائه لله ، ودعوته لا ترد من الله تعالى ؛ لأن المظلوم لا يملك نصرة نفسه، ولا الاستنصار بغيره من النّاس لدفع الظلم عن نفسه فيستجير بالله لينصره والله لا يخذل عبده المظلوم ؛ لأنه عادل لا يظلم ولا يعذب أحدًا إلا بظلم اقترفه؛ لقوله تعالى " قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47) " الأنعام فلا هلاك إلا بظلم، ولا ظلم إلا وعاقبته هلاك.

وعقوبة الظالم لا تتخلف أبدًا؛ فهي عقوبة تصيبه في الدنيا . فعزيزي القارئ إياكَ ودعوة المظلوم فعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (اتّقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافراً، فإنّه ليس دونها حِجاب) فلابد من الإسراع للتوبة والإقلاع عن ظلم الناس ؛ابتغاءً لمرضاة الله ، بكف النفس عن الظلم ورد الحقوق لأصحابها فالتوبة النصوح أن يندم الإنسان بالقلب ويقلع بالجوارح، وأن يستغفر باللسان، ويسعى في إعطاء كل ذي حق حقه، فمن كانت لأخيه عنده مظلمة، من مال أو عرض، فليتحلل منه اليوم، قبل أن لا ينفع مال ولا بنون فلا يظن الظالم أن الله لا يرى ظلمه ولكنه يمهله ولكن لا يهمله ؛ ليعطيه فرصة لمحاسبة نفسه حتى يتوب " وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) إبراهيم فاتق الله في الناس وفي نفسك، فالله لا يحب الظالم ،وسارع برد المظالم لأصحابها، من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله.

" وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) آل عمران أعزائي القراء إياكم وأيان من ظلم الناس فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم «لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا ـ ويشير إلى صدره ثلاث مرات ـ، بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه» (رواه مسلم). " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29) الفرقان اللهم لا تجعلنا ممن يعُضُون على أيديهم حسرة وندامة واجعلنا ممن عرفوا الحق فاتبعوه .