الثلاثاء 19 مارس 2024 10:12 صـ 9 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
”الجنايني” .. في ذمة الله قطع المياه اليوم عن قرية ميت ابو خالد بميت غمر للقيام بتنفيذ اعمال ربط لخط محطة المياة المرشحة الجديدة الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية توجه نصائح وتعليمات هامة للمواطنين حال سقوط الأمطار والطقس السيئ محافظ المنيا يهنئ السيدة الفائزة بلقب الأم المثالية لهذا العام حجم كبير جدا للندوات التوعوية الصحية عن شهر فبراير بصحة دمياط تعرف على حالة البحر في ظل حالة الطقس اليوم الثلاثاء إستمرار متابعة محافظ الفيوم لرفع آثار الطقس السيئ تكريم وكيل وزارة التربية والتعليم لأبنائه الطلاب الفائزين فى مسابقة ابن سينا المنصورة بيطرى الغربية يستعد لتنفيد الحملة القومية لتحصين المواشى السكرتير العام يعقد اجتماعًا لدفع العمل بالمشروعات القومية الجاري تنفيذها على أرض محافظة البحيرة نائب محافظ البحيرة تتفقد مستشفي رشيد المركزى وأعمال الرصف وإصلاح الهبوط الأرضي بشوارع رشيد خصم 3 أيام من الراتب للمدير المناوب لمستشفي القنايات ..تعرف علي التفاصيل

عمر الزيات يكتب : بين الديوان وأبي ديوان ( 3 )

عمرو الزيات
عمرو الزيات

كتبنا من قبل عن الديوان وأبي ديوان، وأشرنا إلى الدراسة التي نحن بصددها للوقوف على نقاط الاتفاق والاختلاف بين العملاقين: رائد الديوان أستاذنا العقاد ورائد مدرسة الجن أبي ديوان؛ بيانا وترسيخا لمذهبين كانا لهما أعظم الأثر في تاريخ أدبنا العربي قاطبة، يمثل كل منهما ( فاصلا بين عهدين) كما يقول أستاذنا العقاد في مقدمة كتاب الديوان في الأدب والنقد، ذلك الكتاب صغير الحجم عظيم الأثر.

كان مما أخذه أستاذنا العقاد على الاتجاه المحافظ وعلى رأسه شوقي ذوبان شخصية شعراء هذا الاتجاه واهتمامهم بشعر المناسبات، وفي رأينا أن أستاذنا العقاد كان محقا في ذلك الحق كله؛ إذ غابت شخصية شوقي أو اختفت وهو يحاول مجاراة القدماء ومعارضتهم، ولم يترك شوقي شاعرا قديما إلا وأخذ منه معارضة أو تأثرا، صحيح أن شوقيا فعل ذلك، وصحيح أيضا أن مؤاخذة أستاذنا العقاد لشوقي كانت صارمة صادمة في الوقت نفسه.

حاول أستاذنا العقاد أن يتجنب ذلك، ويحقق المعادلة الصعبة، فيوازن بين العاطفة والتفكير؛ بيد أن شعر أستاذنا العقاد جاء – في معظمه – فلسفيا كأسلوبه في الكتابة، وطغى الفكر على عاطفة الرجل طغيانا ملحوظا، ولعل ذلك يعود لإجلال أستاذنا العقاد لقيمة العقل التي ميز الله بها الإنسان عن سائر مخلوقاته، وهذا معلوم عنه .

أما الأمر عند صاحبنا أبي ديوان فعلى خلاف ذلك تماما؛ فشعر أبي ديوان من ذلك الطراز الذي يجمع بين العاطفة الطاغية والفكر المميز في صورة عجيبة، وكأن عاطفته قُدت للفكر؛ فليس هذا الشعر المتأوه كما عند شعراء أبوللو، وليس بهذا الشعر الذي يطغى فيه الفكر على العاطفة كما هو الحال عند أستاذنا العقاد، وإلى حضرات السادة القراء هذا النموذج من شعر أبي ديوان يؤكد ما ذهبنا إليه: من قصيدة (أنا وهي ورمسيسُ) كيفَ يُعَمَّدُ بِلَّوْرُ النَّدى عَسَلا.. إذا الفَرَاشَةُ خانتْ (مِصْرَ).. والنَّحْلا؟! أَخْرِجْ مَغاراتِ سرْدابِ الشَّقا: رَشَأً.. ثُعْبانَ.. مقْبرَتي نيلي إذا احْتُلَّ جِنِّيَّتي اتَّكَأَتْ.. في نارِ مُدْيَتِها.. كيْ تعْزفَ الشَّمْسَ ثَلْجَ عيْنِها كُحْلَا لا تَضْربِ السدَّ.. وابْنِ فوْقهَ مُدُنًا.. فسدرةُ الرِيِّ.. مسَّتْ أرضنا الحُبْلَى