جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 10:50 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حسناء الحسن تكتب... ديمقراطيه ام على

كانت أم علي في هذا الصباح في حالة ترقب لرد فعل أبو علي -المعروف بصرامته- بعدما استطاعت بذكائها الفطري الحاد وجمالها الثلاثيني المثير أن تمرر قرارات أسرية هامة لصالحها على حساب زوجته الأولى، وكانت تتوقع عقابا ما وتستعد لمحاولة تخفيف وطأة العقوبات المفروضة عليها.

أرسل أبو علي سؤال غريب عبر الماسنجر الذي اعتادا استخدامه لإقامته الدائمة في منزل الحاجة زوجته الأولى، يقول السؤال: هل تعرفي ما هي الديمقراطية؟ وهو سؤال لا ينتظر إجابة منها بل ينتظر برهة من الصمت ليكتب هو إجابة السؤال عبر الماسنجر، قال أبو علي: سألنا أبي رحمه الله ذات يوم أن نختار أن نذهب غدا الجمعة لزيارة عمي أو خالي، وحيث أننا وإخوتي جميعا نحب أسرة عمي فقد تقرر زيارته باستثناء صوت وحيد لزيارة منزل خالي هو صوت أمي.

استيقظنا صباح اليوم التالي وبعد تناول الإفطار أخبرتنا أمي أن نستعد لزيارة منزل "خالي"!! نظرنا لأبي للاستفسار والاستنكار فوجدناه مصطنعا الانهماك في قراءة الجرنال كأنه لا يسمع ما يقال، وهو تجاهل مفاده الموافقة على ما تقوله أمي رحمها الله.

فأدركت يومها أن الديمقراطية هي حيث يشير القلب، وحيث أن قلب أبي مع أمي إذن فالديمقراطية هو رأيها. بدأ عقل أم علي في التساؤل: ومع من قلبك يا ترى؟! لم يرد أبو علي أن يريح بالها فأتبع الرواية الأولى بحكاية ثانية قائلا: أتعلمي أن بن يوليوس قيصر العظيم بال على حجره في البلاط الملكي فلم يغضب بل قال ضاحكا: أنت تحكم أمك، وأمك تحكمني، وأنا أحكم العالم، فافعل ما شئت فأنت وأمك من تحكمان فقالت أم علي ضاحكة: كانت ذكية كليوباترا فأردف أبو علي: بل ذكية وجميلة ومصرية فعرفت أنه يشير إلى أن قلبه معها هي الذكية الجميلة القوية، واستأنفا حديثا صباحيا ودودا يشير لاستحسانه تصرفها وقدرتها على تسيير شؤون العائلة بما يراه هو صوابا.

لا يعرف الكثيرون أن التنازل وخسارة المواقف مع من نحب أهم من خسارة قلوبهم، وأن أحد مفاتيح امتلاك قلوب النساء هو التبسط معهن ومعاملتهن باللين. ولتدرك أهمية ذلك تخيل معي سيناريو مختلف لما حدث، مثلا أن أبا علي قرر معاقبة أم علي بألا يتحدث معها أو يزورها، أو أنها ممنوعة من الخروج من المنزل، أو بأن عليها مغادرة منزل الزوجية إلي منزل أسرتها، لو فعل ذلك لأصبح خاسرا لرضاء زوجته الأولى التي تشعر بأن أم علي انتصرت عليها، وأيضا خسارة رضا أم علي التي ستحزن لمعاقبتها استرضاءًا للزوجة الأولى.

أما بموقفه الحنون مع أم علي فقد أوضح لها أنه طبقا لمنطق الأمور فلن يكون هذا هو موقفه لكن لحبه لها رأي أخر. ستكون أم علي أشد حرصا على استرضائه في تصرفاتها القادمة وستتودد لضرتها التي شعرت أنها انتصرت عليها بحب أبي علي فقط. ونستخلص من كل ذلك قانون هام لحل لوغاريثم العلاقة الأزلية بين الرجل والمرأة يقول "الديمقراطية هي أم علي".