جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 03:09 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

جيهان عجلان
جيهان عجلان

عزيزي القارئ إن بيوت الله أُسست على التقوى والمحبة لله؛ لعبادة الله وذكره ؛ لأن للعبادة في بيت الله روحانية تأخذك من عالمك الخارجي إلى عالمك الخاص مع ربك ؛ وتجد ثمرة هذه الروحانيات في ذاك المشهد المصطف على قلب واحد ، الكل موجه قبلته لله رافع أكف التضرع لله راجين منه العفو والمغفرة ؛ فكيف لك أن تترك هذا الصرح الرباني وتهجره بعد رحيل رمضان ؟ كما لو كان رمضان هو الذي يمسك بيديك ليأخذك لبيت ربك ،إن أبواب مساجد ربك مفتوحة في كل وقت ،ومآذنه تنادي في كل وقت للصلاة طول العام ، وليس رمضان فقط ، لأن فضل الصلاة عظيم ؛ لأنها تنهي عن المنكرات وأجرها عظيم وثواب أجرها في مساجد الله أعظم .
وقال تعالى: " اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) العنكبوت
فالصلاة فيها ثلاث خصال ، فكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخصال فليست بصلاة : الإخلاص ، والخشية ، وذكر الله . فالإخلاص يأمره بالمعروف ، والخشية تنهاه عن المنكر ، وذكر القرآن يأمره وينهاه ، ولذكر الله لعباده أكبر ، أي إذا ذكروه من ذكرهم إياه .وذكر الله كالتسبيح والتحميد والتكبير في الصلاة ، وقراءة القرآن ، ونحو ذلك .
أعزائي القراء، فلتجعلوا كل أيام السنة طاعة لله ،لا تجعلوا طاعة ربكم وحسن عبادته محددة في شهر واحد فقط ، ألا وهو رمضان ؛لأن الله يدعوكم كل يوم خمس مرات في اليوم إلى حضرته بمساجده، أذهبوا وأدوا صلاتكم بمساجد الله خذوا ثواب الجماعة ، ففيها تُضَعفُ الدرجات لقول النبي صل الله عليه وسلم
عن ابنِ عمَر رضي اللَّه عنهما أَنَّ رسولَ اللَّه صل الله عليه وسلم قَالَ: صَلاةُ الجَمَاعَةِ أَفضَلُ مِنْ صَلاةِ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ درَجَةً متفقٌ عليه.

وعن أَبي هريرة قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم : صَلاةُ الرَّجُلِ في جَماعةٍ تُضَعَّفُ عَلى صلاتِهِ فِي بَيْتِهِ وفي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرينَ ضِعفًا، وذلكَ أَنَّهُ إِذا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلى المَسْجِدِ، لا يُخْرِجُه إِلاَّ الصَّلاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوةً إِلاَّ رُفِعَتْ لَه بهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّتْ عَنْه بهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذا صَلى لَمْ تَزَلِ المَلائِكَة تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ في مُصَلاَّه، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارحَمْهُ. وَلا يَزَالُ في صَلاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاةَ متفقٌ عَلَيهِ.

فصلاة الجماعة شأنها عظيم وفضلها عظيم و أجرها كبير ، فإن الله يضاعف بخطوات المؤمن إلى الصلاة حسنات، ويرفع بها درجات، ويحط بها خطاياه ، فينبغي للمؤمن أن يحرص على المحافظة على الصلاة في جماعة ولو بَعُدت داره لينال هذا الخير العظيم،
فهذا من فضل الله العظيم إن العبد تكتب له حسنات وتحط عنه خطاياه ، وترفع له درجات بذهابه إلى المسجد وجلوسه في المسجد وانتظاره للصلاة، ومكثه بعد الصلاة، و بعدها يأتي بالأذكار الشرعية أو يقرأ القرآن بعد ذلك فهو على صلاة ما انتظر الصلاة، و بعدها الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ومن السنة أن يتطهر في بيته أي يخرج متطهرًا من بيته- عامدًا إلى الصلاة.
إن الله يدعوكم إلى الصلاة في أجمل هيئة فيا روعة اللقاء بحضرة رب الأرباب

" يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ (31) الأعراف

" إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) التوبة

" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) النور

فهؤلاء الرجال الذين يصلون في هذه المساجد، التي أذن الله أن ترفع، لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأطاعوا ربهم؛ مخافة عذابه يوم القيامة، كي يثيبهم الله يوم القيامة بأحسن أعمالهم التي عملوها في الدنيا، ويزيدهم على ثوابه إياهم على أحسن أعمالهم التي عملوها في الدنيا من فضله بغير حساب لقوله تعالى
( وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) أي انه يتفضل على من يشاء وأراده بكرمه وعطائه مما لم يستحقه بعمله، ولم يبلغه بطاعته ( بِغَيْرِ حِسَابٍ ) ، أي بغير محاسبة على ما بذل له وأعطاه.

فلا تتركوا المساجد بعد رمضان وتهملوا الطاعات ،وتتساهلوا في الصلوات ، وتفرون فرا لطرق أبواب المعاصي كما لو كنتم في قيد أغلالٍ إن من يفعل ذلك فهو ضعيف الإيمان منافق ينطبق عليه قول الله تعالى

"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) النساء

كونوا على الطاعات لله في كل وقت وحين وليس في رمضان فقط ، ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة وتنقضوا عهدكم مع الله
أعزائي القراء إن الله علينا وعليكم رقيب فاتقوا الله

"إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) النساء ..
أي حفيظًا، مُحصيًا عليكم أعمالكم، فاتقوا الله في أنفسكم وفروا إليه فرارا جميلا .