جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 01:20 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حسناء الحسن تكتب : أبو مكة لا أبو علي أه

حسناء الحسن
حسناء الحسن

أبو مكة لا، أبو علي أه

قبل زواجهما وعلى مدار سنوات، انتظمت محادثات أبو علي مع أم علي تارة بحجة العمل وتارة في إطار الصداقة وكثيرا تحت زعم لا أحبك، ولا استطيع الاستغناء عنك، فيما يعرف في أوساط الشباب مؤخرا بالاستعباط.

إلا أن كل هذه الحيل كانت دائما ما تذوب وتتبخر بفعل درجات الحرارة العالية الناتجة عن الغيرة التي كانت تسعد أم علي فور ملاحظة بوادرها على أبي علي، وتنطلق بمرح محاولة استفزازه أكثر لضبطه متلبسا بهو بغباوته الحب ومع تألق النجم محمد صلاح ولمعانه في الدوري الإنجليزي وصعود مصر لكأس العالم للمرة الأولى منذ عقود بفضله، اعتادت أم علي -التي لم تكن أم علي في ذلك الوقت بطبيعة الحال- معبرة عن شديد حبها وإعجابها بالنجم الشاب كعادة بنات جيلها إما بنشر صوره وأخباره أو بعبارات الثناء والاستحسان والتدليل، إلى أن أرسل أبو علي ذات صباح كلمة واحدة عبر الماسنجر هي: صلاح فردت أم علي بكلمة واحدة أيضا متبوعة بعدد من القلوب مختلفة الاشكال والأحجام والألوان: الكراش فقال أبو علي غاضبا: بتحبيه؟! فأطلقت أم علي عدد كبير من حروف الهاء المتصلة لتعلن ضحكها من ظهور غيرته حتى من نجم كروي لم تلتقيه في حياتها قط، ثم قالت: بحب نجاحه كمصري فأرسل أبو علي جملة تدل على الراحة متبوعة بإيموشن ابتسامة قائلا: كلنا بنحبه وجدت أم علي نفسها لم تظفر بنصيب كبير من غيرته المعهودة هذه المرة فقررت استئناف استفزازه قائلة: أبو مكة خليه لأم مكة، أنا هتجوز حد تاني انفرجت أسارير أبي علي ظنا منه أنها تقصده قائلا: وهو يطول ضفرك فقالت: هتجوز تميم جاء رد أبي علي معبرا عن صدمته ومتبوعا بإيموشن ياللهول بصوت المرحوم يوسف بك وهبي: تميم بتاع *** فأرسلت أم علي سيل من الضحكات لوصولها لهدفها في إثارة غيرته بسهولة تلك المرة فأكمل أبو علي تساؤلاته عن الشخص المذكور للتحقق أنه عدوه المقصود قائلا: بن *** ؟! ده متجوز ثلاثة!! فقالت أم علي منتشية متبعة كلامها بإيموشن ضاحك حتى البكاء قائلة: وعنده ٨ أطفال، وماله الشرع حلل أربعة أدرك أبو علي من ضحكاتها المتصلة أنه وقع في الفخ فضحك متنفسا الصعداء قائلا: والله كنت قتلته.

كعادة مناقشتي في هذه السلسلة لملامح العلاقة الأزلية بين الرجل والمرأة، والمتخمة بالشد والجذب على الدوام، أدلو بدلوي في مسألة الغيرة لأقول أن ما قرأتموه في السطور الماضية هو سيناريو مثالي لغيرة صحية ومحمودة سواء من المرسل أو المتلقي، حيث لم يعبر الطرف الأول عن غيرته بغضب شديد أو بتعليمات بعدم نشر أي أخبار عن النجم محمد صلاح مثلا ولا بأوامر عن عدم ذكر سيرة غريمه أمامه والتوعد بالويل والثبور، كذلك الطرف الثاني استقبلت الغيرة بتفهم وخفة ظل وحولت الأمر لمزحة تظل ذكرى لوقت طويل وربما ترويها للأبناء والأحفاد للتدليل على حب زوجها وذكائها العاطفي في احتواء غيرته.

أما المشكلات المعتادة في العلاقات في وقتنا الحالي فتكون عادة من تحول الغيرة لشك، ومهما كان رد الطرف الثاني مطمئن فيقابل بتكذيب يستفز الطرف الأول، أو أن يكون رد الطرف الثاني به تحدي ورفض للغيرة من أساسه كأنها عدم ثقة أو تسلط من الطرف الأول لا حب واهتمام.

وتبقى الجملة الأروع في هذا المشهد هي جملة الطمأنينة التي صيغت على مذهب المدام أم علي حين أنهت كلامها قائلة: أبو مكة لا، أبو علي اه