جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 11:44 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أنقذوا سيدات مصر من بيزنس «شق البطون» .. وأصابع الإتهام تشير إلى أصحاب «البالطو الأبيض»

بيزنس شق البطون
بيزنس شق البطون

► 15 مليار جنيه فاتورة الولادات القيصرية سنويًا .. والوباء القيصرى يهدد حياة الأمهات وأطفالهن!!

 

 

► أبو السرور: ارتفاع نسبتها فى القطاع الحكومى يبرئ الأطباء من تهمة التربح .. وصلاح: تحرم الطفل من البكتيريا النافعة

 


 

 

تضاعفت نسبة الولادات القيصرية فى مصر بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث وصلت نسبتها مقارنة بالولادات الطبيعية إلى ما يقرب من 52% من إجمالى الولادات سنويًا، تلك النسبة جعلت مصر تحتل المرتبة الثالثة عالميًا فى معدل الولادات القيصرية بعد  جمهورية الدومينيكان، والبرازيل، أصحاب النسب الأعلى.

 

 

 

وفى دراسة حديثة أجريت على عدد من البلدان، نشرتها صحيفة الجارديان، إحتلت مصر المرتبة الأولى عالميًا من حيث الولادات القيصرية، بنسبة وصلت إلى 60% من إجمالى الولادات سنويًا.

 

 

 

ومن المعروف أن منظمة الصحة العالمية، قد حددت 15 % كحد أقصى للولادات القيصرية، من إجمالى الولادات داخل أى مجتمع، وحذرت من أن تجاوز تلك النسبة يشكل خطرًا كبيرًا ويؤدى لمضاعفات غير محسوبة على الأمهات وأطفالهم.

 

 

 

وبحسب المسح الصحى السكانى الأخير الذى يصدر عن وزارة الصحة والسكان، فإن فاتورة "بيزنس الولادات القيصرية" فى مصر ارتفعت لـ 14 مليارًا و 525 مليون جنيه سنويًا فى مقابل الولادات الطبيعية التى بلغت فاتورتها 3 مليارات و675 مليون جنيه، على اعتبار أن تسعيرة الولادات الطبيعية تتراوح بين أطباء النساء والتوليد من 1000 إلى 3000 جنيه بينما الولادة القيصرية من 8 آلاف إلى 14 ألف جنيه.

 

 

 

كما بلغ عدد الولادات الطبيعية مليون و225 ألف ولادة بينما عدد الولادات القيصرية بلغ مليون و375 ألف حالة سنويًا وبلغت نسبة الولادات القيصرية بالقطاع الخاص 65% مقابل 35% للقطاع الحكومى وأن 60% من الولادات الأولى للسيدات تتم قيصريًا  والولادة الثانية والثالثة تتم قيصريًا  بنسبة 52 % والرابعة والخامسة بنسبة 38.8% والسادسة فأكثر بنسبة 33% بمعنى أن أكثر تعرض للولادة بالقيصرية يحدث فى الولادة الأولى للسيدة ما يجعلها تلد قيصريا طوال فترات عمرها الإنجابى.

 

 

 

وكشف المسح الصحى أن أعلى معدل للولادات القيصرية موجود فى محافظات الوجه البحرى بنسبة 70% يليها المحافظات الحضرية بنسبة 62 % وأقل معدل فى ريف الوجه القبلى 35.9% بينما فى المحافظات الحدودية 41 %  وتابع أن أعلى معدلات للولادات القيصرية بين المتعلمات وكلما زادت درجة التعليم زادت نسبة الولادة بالقيصرية فتصل فى التعليم الثانوى فأكثر 58.5 % والأميين 37 % والمتعلمين حتى الابتدائية 43.5% ومتوسطى التعليم 46.4%.

 

 

وتشير تقارير المسح الصحى أن حوالى مليون و375 ألف ولادة قيصرية تتم سنويًا  فى القطاعين الحكومى والخاص بنسبة 77.6% من إجمالى العدد بواسطة القطاع الخاص، مشيرًا  إلى أن الولادة فى القطاع الخاص تزيد احتمال التعرض للقيصرية بمرة ونصف عن الولادة فى القطاع الحكومى، وأماكن الولادة فى عمر الإنجاب تتمثل فى أن القطاع الحكومى يستحوذ على 25.6% منها 45.3% قيصرية، وفى القطاع الخاص 61.1 % منها 65.7 % ولادة قيصرية، بينما نسبة الولادات فى البيت بلغت  13.2%.

 

 

 

اتهامات وجهها البعض إلى الأطباء، بإجراء تلك العمليات دون أسباب طبية تدعو لذلك، والتعامل مع الولادات القيصرية كنوع من التجارة والربح، وهو ما أطلق عليه "بيزنس شق البطون"، بينما يرى آخرون أن هناك أمهات يرغبن فى الولادة القيصرية ويطلبن ذلك من الطبيب لأسبابهن الشخصية، ولعل فى مقدمتها خوفهن من الألم فيفضلن الخضوع للبنج، ومن ثم الولادة بدون ألم، كما أن الأم نفسها قد تكون لديها أمراض تمنعها من الولادة الطبيعية.

 

 

 

من جانبه قال الدكتور جمال أبوالسرور، رئيس الاتحاد العالمى للنساء والتوليد السابق، ارتفاع نسب الولادات القيصرية خلال الـ10 سنوات الأخيرة، لسلسلة من الأسباب الخطيرة التى يجب التعامل معاها ومواجهتها، مؤكدًا على أنها ليست فقط لكونها أصبحت بيزنس للأطباء لقصر وقت إجرائها، والدليل على ذلك ارتفاع نسب الولادات القيصرية داخل المستشفيات الحكومية والقطاع العام، بالرغم من تسرع بعض الأطباء فى اتخاذ قرار الولادة القيصرية.

 

 

 

وقال أبوالسرور، أن تأخر سن الزواج، والحمل الأول وراء رفع نسب الولادات القيصرية، لتعرض السيدة الحامل لبعض المخاطر التى قد تستدعى إجراء عملية قيصرية، كما أن الطرق الحديثة للتكنولوجيا لعلاج العقم، مثل الإخصاب الطبى الصناعى، وأطفال الأنابيب، سببا مهما فى ارتفاع الولادات بالطرق القيصرية ، نظرًا لحدوث الحمل لسيدات بعد فترة طويلة من القدرة على عدم الإنجاب، فأصبح هذا الحمل "مرتفع الخطر" ويستلزم جراحة قيصرية للاطمئنان على صحة الأم والجنين.

 

 

 

وتابع أبوالسرور، نقص تدريب الأطباء حديثى التخرج على طرق الولادة عن طريق المهبل، يحد من القدرة على تحديد ما إذا كانت الحالة تحتاج إلى ولادة طبيعية أو قيصرية، مشددًا على أن نقص الإمكانيات اللازمة لمتابعة الولادة الطبيعية، والتى تستمر لساعات طويلة، مثل جهاز رصد نبض الجنين أثناء عملية الولادة، أدى إلى ارتفاع نسب الولادة القيصرية.

 

 

 

وأوضح "أبوالسرور"، أن مخاطر الولادة القيصرية، مثلها مثل مخاطر أى عملية جراحية، كحدوث مضاعفات نتيجة البنج، أو مخاطر المضادات الحيوية، والنزيف والالتهابات، موضحًا أن ولادة الجنين قبل موعده قد يؤدى لمشاكل نتيجة عدم نمو الجهاز التنفسى بشكل كامل.

 

 

 

وتابع: إجراء أكثر من عملية قيصرية قد يؤدى إلى ضعف عضلة الرحم، وحدوث مضاعفات فى الحمل الذى يليه، مثل انفجار الرحم وإنغماز المشيمة، مما يعرض حياة السيدة للخطر.

 

 

 

وفى السياق ذاته قال الدكتور محمد صلاح، استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة، أن معدلات الولادة القيصرية خارج مصر لا تتعدى من 10 إلى 15 %، مشيرًا إلى أن النسبة داخل مصر وفقًا للدراسات الرسمية تتجاوز الـ50%.

 

 

 

وأضاف "صلاح"، أن هناك أسباب طبية مقبولة، تؤدى إلى ضرورة فتح بطن الأم قيصريًا، ومنها على سبيل المثال مشاكل الحوض، وضغط الحمل، زيادة سرعة ضربات القلب عند الجنين، قلة الماء حول الجنين داخل الرحم، وأسباب أخرى سواء كانت من الطفل أو الأم.

 

 

 

وأكد "صلاح"، أن هناك بعض الأطباء، يتخذون قرار الولادة القيصرية بشكل متسرع، توفيرًا للوقت، حيث أن الولادة الطبيعية تحتاج أن يظل الطبيب بجوار المريضة لوقت طويل، مشيرًا فى الوقت نفسه، إلى أن هناك العديد من الأمهات يبادرن بطلب الولادة القيصرية من تلقاء أنفسهم، لتجنب آلام الولادة الطبيعية.

 

 

 

وأوضح "صلاح"، أن نسبة الولادة القيصرية فى مصر تتجاوز الـ60%، وذلك من خلال خبرته العملية، والمترديين عليه لإجراء الكشوفات الطبية، مشددًا على أن الولادة القيصرية تؤثرعلى الطفل بشكل مباشر، وتحرمه من الاستفادة من البكتريا النافعة الموجودة فى مجرى الولادة الطبيعية، والتى تتكاثر داخل الجهاز الهضمى للطفل أثناء الولادة، ومن ثم تزيد من مناعة الجاهزين الهضمى والتنفسى.