جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 08:24 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

بعد تصريحات «ساويرس»… هل يصبح «المعدن الأصفر» الملاذ الآمن للمستثمرين؟!

ساويرس والذهب
ساويرس والذهب

بالتزامن مع الظروف الاقتصادية المتدهورة والمتقلبة، التى يمر بها العالم أجمع وبالأخص فى الشرق الأوسط، والذى هوى وضعه الاقتصادى بسبب الثورات وتغير أنظمة الحكم، فقد طرأت تنبؤات بأزمات خطيرة ومحدقة بالعالم، مؤكدة بتزايد الوضع الاقتصادى سوءًا، كما أن هناك تهديد للأسواق العالمية بشكل عام بسبب أن أسواق الأسهم باتت تحظى بقيمة مبالغ فيها، جاء ذلك وفقًا للتصريحات التى أدلى بها رجل الأعمال والملياردير المصرى نجيب ساويرس.

فقد قال ساويرس إنه حول نصف ثروته إلى الذهب، والتى تبلغ نحو 5.7 مليار دولار أمريكى.

وبعد الجدل الذى أثاره رجل الأعمال، عقب تصريحاته النارية، عاد "ساويرس" بعدها بعدة أسابيع، وصرح عن طريق "تغريده"، على مواقع التواصل الاجتماعى، قال فيها إنه لم يقصد أنه اشترى بنصف ثروته الذهب، بل أن استثماراته منه وصلت لنصف استثماراته الكلية.

ولا يخفى على أحد أن "ساويرس" يعلم مدى تأثير تلك التصريحات فى أسواق المال، وبالفعل شهدت البورصة خلال ذلك الأسبوع تقلبات عديدة، وهو ما يطرح التساؤلات إذا ما كان "ساويرس" يستهدف إثارة البلبلة لتحقيق أغراض شخصية معينة.

والآن وبعد ارتفاع سعر الذهب هل يخطو رجال الأعمال بمصر خطوة كتلك بتحويل استثماراتهم إلى الذهب، وعن إذا ما كانت تلك الخطوة تكررت عبر أفراد من دول أخرى، فهل سيلجأ رجال الأعمال لتحويل استثماراتهم للذهب؟!.

وفى هذا السياق يشير خبراء أسواق المال، إلى أن تصريحات رجل الأعمال ساويرس، أثرت على البورصة تأثيرًا سلبيًا وقت إعلان ساويرس عن تلك التصريحات، وقد تراجعت أسهمه خلال التعاملات، موضحين بأن تصريحاته ربما تكون مقصودة وهذا احتمال وارد وكبير حتى يتأثر السوق وتصل الأسهم إلى مستويات متراجعة ويقوم هو بشرائها.

كما أوضحوا، أن فشل صفقة بيع "جلوبال تيليكوم" لشركة فيون الهولندية، من أهم أسباب تلك التصريحات، مضيفين إلى أن جزء من السيولة النقدية سينتقل من أسواق الأسهم العالمية إلى أسواق الذهب قريبًا، موضحين أن "ساويرس" يمتلك منجمًا للتنقيب عن الذهب فى إحدى الدول الأفريقية.

ومن جانبه قال الخبير الاقتصادى الدكتور أسامة عبدالخالق، إنه لا داعى للقلق، فالوضع الاقتصادى فى مصر يواجه استقرارًا فى الوقت الراهن، فى أسوق المال والعقارات والاستثمارات، كما أن هناك تغييرات اقتصادية كبيرة بمصر، نتج عنها عملية استقطاب المستثمرين وتنشيط سوق المال، مضيفًا أن هناك انخفاض ملحوظ فى نسبة البطالة وزيادة الأيدى العاملة، موضحًا أن مصر فى هذه الفترة أولت اهتمامًا ملحوظًا بالتصدير، مما سيزيد من أمن وضعها الاقتصادى.

ولم يستبعد الخبير الاقتصادى فكرة لجوء رجال الأعمال لتحويل استثماراتهم إلى ذهب.

من جهته، يرى الخبير الاقتصادى الدكتور هانى عادل، أن إيران قد اتخذت خطوة مماثلة عندما حولت الاحتياطى المالى لها إلى ذهب بعد تراجع أسعر النفط بنحو 60%، محذرًا، من خطورة اتباع دول أخرى الخطوة التى قامت بها إيران.

كما رجح الخبير الاقتصادى، أن "ساويرس" ورجال الأعمال إذا اتبعوا هذه الخطوة، فسيؤدى هذا الأمر إلى طريقين كلاهما سيضاعف الأزمة الاقتصادية العامة، مضيفًا أن الاستثمار فى الذهب أو شراء منجم للذهب، تحكمه تشريعات وقوانين بمصر كما أنه من المتوقع أنه استثمر خارج البلاد.

وأضاف "عادل"، إن الابتعاد عن الإنتاج والتصدير وتسريح العمالة والنفور من الاستثمار، سيؤثر بالسلب على المنطقة، فستزيد البطالة وترتفع معدلات الفقر، واذا اتبعت الدول الأخرى أو رجال الأعمال هذه الخطوة، فستزيد إنتاجية الذهب ويقل سعره بشكل كبير جدًا، مما سيؤثر على اقتصاديات الدول بشكل سلبى وتنخفض قيمة الاحتياطى المالية لها.

وبدوره الدكتور وصفى أمين، رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية فى القاهرة، فقد عقب قائلًا أن رجال الأعمال لم يخطو خطوة حقيقية للاستثمار فى الذهب، بسبب بعض العواقب التى تواجههم فى القوانين والتشريعات المصرية مضيفًا أننا لا نزال فى انتظار تعديل قانون المناجم الذى كشف عنه البرلمان المصرى، مختتمًا بأن "ساويرس" بالفعل يستثمر فى مجال الذهب بإحدى الدول الأفريقية، ولكنه يرفض الإفصاح عنها، ووسط الأزمة الاقتصادية العالمية التى نعانيها، فقد رفعت بعض الدول ذات الاقتصاديات الكبيرة احتياطها من الذهب مقابل الدولار.

ومن جانبه يرى المهندس رفيق عباسى رئيس شعبة المصوغات بالغرف التجارية، أن الذهب ادخار أكثر منه استثمار، وعن حقيقه الذهب ادخار أكثر منه استثمار، لأن الاستثمار هو وضع المال فى شئ لنحصل على دخل، لكن الذهب "عمره مايجيب دخل زى اللى قاعد على طاولة القمار مستنى حظه زى البورصة إلى دارج مستنى حظه".

وتابع "عباسى" لا يمكن دراسة علو وانخفاض الذهب لأن هذا ما يحكمه بعض القرارات السياسية والاقتصادية العالمية، مضيفًا أن أى شخص يعلن عن تصريح من مركز معين، يغير موازين البورصة الخاصة بالذهب بطريقة غير متوقعة ولكن "اللى بيشترى سبايك وبيبعهم هذا نوع من أنواع القمار وليس استثمار ولكن اللى يشتريه هذه السنة ويبيعه بعد سنوات يمكن أن يكون هذا استثمارًا".