جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 11:38 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

بالفيديو والصور… ”الديار“ تلقى الضوء على مستعمرة الجذام بالخانكة ..المرضى ”معزولين” ونقص اﻷطباء والتمريض خوفا من العدوى

الخانكة
الخانكة

المرضى : إحنا بناخذ عزاء بعض

المسنون فى مستعمرة الجذام موتى على قيد الحياة

معاناة حقيقية يعيشها مرضى الجذام بالخانكة بين اليأس والأمل وعدم الاقتراب منهم لان مرضهم معدى من الدرجة الأولي يعيش بها عدد كبير من مرضى الجذام معزولين بعيدا عن الناس.

على الرغم من التطور العلمى وتنمية مكان المستعمرة يوجد نقص فى الاطباء والتمريض خوفا على أنفسهم من العدوى.

مستعمرة الجذام أكبر مستعمرة بالشرق الاوسط وربما لايعرف ملايين المصريين عنها فهذه المستعمرة التى بناها الملك فواد الاول بالطوب الابيض على يد الأستعمار الآنجليزى عام 1932 بمنطقة نائية معزولة بناحية أبو زعبل مركز الخانكة محافظة القليوبية لعزل مرضى الجذام حيث توجد حياة متكاملة فى المستعمرة التى تبلغ مساحة 12 الأف فدان التى تبعد عن محافظة القاهرة مسافة 5 كيلو متر .

فى البداية ذهبت عدسة " الديار " لكي ترصد مشاكل ومعاناة مرضى الجذام داخل المستعمرة بالخانكة واجمع العديد من المرضى من كبار السن منهم تحدث بحظر ومنهم امتانع عن الكلام ان المستعمرة بيتهم وحياتهم رغم معاناتهم وعزلتهم بعيد عن اهلهم انهم يعيشون أسرة واحدة مع الالم والمرض والفرح والحزن والذى ينقص فى المستعمرة نقص الاطباء والتمريض .

والشئ الذى اثار الدهشة انهم اجمعوا على شئ واحد هو طلب سخن للشاى فقط ؟! تقول صابحة" 70 عام من مركز فاقوس بمحافظة الشرقية انا اسكن فى المستعمرة وانا طفلة عمرها 7سنوات كل ما اتذكره عن طفولتي ان زوجة ابى عزلتني بعيدا عن وطنى الصغير الذى ولدت به.

اليتم مش موت الأب والام اليتم مرض وعزلة وفراق الاهل والاحباب أمى ماتت ماشوفتهاش وأبويه اتجوز ومع معاملة مرات ابويه القاسية مرضت بالجذام فخافت على اولادها من العدوى فعزلتنى فى مستعمرة الجذام وبعدها ما بقاش حد يزورنى خوفا من العدوى من وقتها لم ارى الشارع وتستكمل حديثها بأسى وابتسامة جميلة وانا اتحدث إليها اقتربت منها وبكيت وأردت ان احضانها ولكنها ابتعدت عنى خوفا علية من العدوى وتابعت قائلة (العمر عدى وفات وعشت وحدي لازوج ولا عيل ولا أهل بحس باليتم العزلة بقت وطنى وكفايه علي المعارف اللى حاملين نفس همى ونفس المعاناة والمرضي سند لبعض وحب ورضا لبعض (الرضا مع المرض ) واستكملت"صابحة" التى تحظى بالرضا الكامل "الحمد لله مش محتاجين غيرالستر بناخد علاجنا وأكلنا وشربنا بإستمرار وتابعت صابحة: أنا عندى صديقتى وحبها لى بالدنيا" ويسكت الجميع فى حالة من الصمت لتأخذنا صابحة إلى صديقتها الحجة رقية البالغ من العمر 80 عاماً والتى فقدت بصرها تماما لتدخل فى نوبة بكاء شديدة وتروى قصة لقائها بـ "صابحة احتضنت صابحة وربيتها.. دى بنتى ملناش غير بعض احنا لم نتزوج وظروفنا شبه بعض بنام فى سرير واحد وبين أحضان بعض.

وتتمنى كل من رقية وصابحة أن يزوروا بيت الله الحرام قريباً وتؤكد «سعد الهنا» ٥٦ سنة، من قرية «طماى الزهايرة» بمدينة السنبلاوين، بفخر: «أنا من بلد كوكب الشرق أم كلثوم، ودا أول نصيب ليا من اسمى «سعد الهنا»»، «أهل البلد كانوا تملى يقولوا إنى حلوة وعودى جميل وأبويا راجل محترم، عاوزين يجوزونى لأولادهم، وقتها كان عمرى ١٧ سنة، تعبت، جسمى كله كان بينشر عليا وقالولى محسودة، خدنى أبويا للحكيم عرفنا إنى عندى «جذام»، واتحجزت فى «مستعمرة الجذام» مع ناس من كل حتة فى مصر، وتستكمل "سعد الهنا" اتغربت عن أهلى كنت بشوفهم فى الزيارات لكنه قدر الله».

وتبتسم قائلة بعد ما تعبت كان فى ناس من بلدنا بتطلبنى للجواز من أبويا، لكن قلت لا أنا مش هتجوز حد سليم وأنا عيانة، ويريد ربنا يرزقنى بشاب صعيدى أصيل فى المستعمرة، يحبنى ويهون عليا المرض والغربة، أبويا رفض إنى أتغرب للصعيد، لكن الحب كان أقوى من أبويا وعيلتي، واتجوزته واستأجرنا غرفة فى أبو زعبل، وربنا كرمنا واشترينا بيت، وخلفنا ٦ عيال زى الورد كلهم اتعلموا أحسن علام، واتجوزوا والحمد لله كلهم ربنا معافيهم». وترى ليلى من الاسكندرية 58 سنه انا من زمان فى المستعمرة الحمد لله كل المرضى هنا عائلة "ربنا بيقطع من هنا ويصل من هنا " وأهالى بيزورن باستمرار وانا اتجوزت من شاب حمل المرض من المستعمرة من الصعيد وانفصلت عنى بعد ثلاث اشهور وعندى بنت منه ذى الفل واتجوزت ..بطالب بشئ واحدة (اريد سخن شاى ) .

صبحى من محافظة المنيا "كفيف "فى المستعمرة منذ 15 عام ترافقة زوجتة مريم قائلة انا اسعد زوج فى كل شى وهذا المرض غير معدى لكن الناس يخافون الاقتراب منه ومع ذلك انجبت اولاد سلام ذى القمر والكنسية بالمنيا كل عام تكرمنى , وزوجى يطالب بعملية ب17 ألف جنية فى قرنية العين حتى يعيش حياة طبيعة .

وأضاف محمد من أمن المستعمرة من اسيوط ان والده كان يحمل مرض الجذام وهذا مرض غير معدى كما شاع الناس ان وباء وانتشر بالعكس انا كنت اساعد أبويه وانا فى صحة جيدة والحمد لله واستكمل أن المشكلة التى توجة المرضى نقص الاطباء والتمريض وبطالب من الصحة توفير اطباء وتمريض (الوقاية خير من العلاج ) مع تطور الطب اصبح العلاج متوفر بشكل اكبر غير زمان .

والجدير بالذكر أن الجذام هو مرض معروف منذ العصور القديمة يسبب تقرحات الجلد، تلف الأعصاب وضعف العضلات.

كما يعد الجذام مرض معدي مزمن؛ يتسبب عن عدوى بجرثومة (المتفطرة الجذامية أو البكتيريا M. lepromatosis.) عصيات الجذام.

للجذام فترة حضانة طويلة جدًا (من 6 شهور إلى 40 سنة) يتسبب عن عدوى بجرثومة عصيات الجذام.

كلما أزمن المرض بالجذام الدرني، انتشرت الدرنات وتجعد الجلد وتضخم.

إذا كان المرض من النوع العصبي، فإن الأجزاء التي تغذيها الأعصاب المصابة بالمرض يصيبها ضمور، ينتج عنه تشويه صورته ودرجته حسب مدة المرض وموضع الإصابة توجد عصيات جرثومية بإفرازاتها، أو بالرذاذ المتناثر منها، طريقة العدوى غير معروفة، ولكن من المتفق عليه أنه لابد لحصول العدوى من الاختلاط الوثيق بالمرضى ودخول الجراثيم إلى الجسم بواسطة خدش، أو جرح الجلد.

فى النهاية ناشد المرضى وزارة الصحة والمسؤلين النظر اليهم بعين الرحمة والإنسانية وتوفير العلاج لهم