جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 06:51 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

هنا سوريا

محمد هاني عبد الوهاب
محمد هاني عبد الوهاب

هنا سوريا، هذه الجملة التي تحمل بين طياتها الكثير من معاني العروبة في الوطن العربي، والتي كانت بمثابة التأكيد على الترابط القوي بين الشعب السوري وكافة البلدان العربية.

أزمة السوريين في مصر، ما هي إلا فتنة تهدف للنيل من وحدة الشعبين، التي سطرت على مدار التاريخ العربي بالعديد من المواقف المتنوعة، لعل أبرزها موقف الإعلامي السوري، الهادي البكار الذي كان يعمل في إذاعة دمشق، تجاه العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، والذي جسد ملحمة وطنية عربية بين الشعبين بهذا الموقف، عندما قال مقولته الشهيرة «هنا القاهرة من دمشق، هنا مصر من سورية، لبيك لبيك يا مصر» ردا على غارات العدوان الثلاثي التي قطعت خطوط الإذاعة المصرية.

«هنا القاهرة من دمشق»، الجملة التي كشفت عن المعدن الحقيقي للشعوب العربية ومدى قوة تلاحمهم ووحدتهم ضد أي معتدي، وهذه المقولة، كانت ومازالت سببا كبيرا في توحيد الشعبين المصري والسوري، لاسيما عقب الحملة المشبوهة التي تقف خلفها جهات تريد أن تنال من عزيمة المصريين والسوريين على حدٍ سواء، بعدما دعت هذه الحملة لمراقبة أموال السوريين في مصر.

هذه الحملة أرادت أن تفرق بن الشعبين العربيين، تحت شعارات ومزاعم لا أساس لها من الصحة، حتى أن رد المصريين على هذه الحملة تجاه أشقائهم السوريين، كان بمثابة النور الذي عاد من جديد ليؤكد أن الشعوب العربية لن تتفرق أبدًا مهما حدث.

وتحت شعار «السوريين منورين مصر»، افسد المصريون مخططات التقسيم العربي، خاصة تجاه أشقائهم السوريين، فكانت هذه الحملة الشعبية والتي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي طيلة الأيام الماضية لإعلان دعم الشعب المصري لشقيقه السوري، للرد على مزاعم ورغبات الحاقدين والشامتين ولإفساد مخططات الشر التي تحاك بالوطن العربي الكبير.
وسطرت حملة المصريين تاريخًا جديدًا بين الشعبين المصري والسوري، رغم الأمور الصعبة التي تعيشها الدولة الشقيقة والتي تسببت في نزوح ما يقرب من 60% من الشعب السوري عن ديارهم، نصفهم في الداخل والنصف الآخر متفرق بين دول العالم، والذين يحملون وطنهم في صدورهم رغم البعد عنه.
وإن كانت كل هذه الأحداث تؤكد معني واحد وهو أن هناك مؤامرات خطيرة تحاك من قبل الغرب بالتنسيق مع الخونة لتقسيم الوطن العربي، والنيل من عزيمة رجاله، إلا أن هذه الأحداث تؤكد أيضا أن هناك وطن واحد يحمل بين طياته كافة الشعوب العربية
وعلى هذا الأساس، فرسالتي لا تمثل جزءً قليلًا، بقدر ما نجحت فيه رسالة الشعب المصري في أن تصل كل أرجاء العالم، لتعلن للجميع أن مصر وسوريا وطن واحد وشعب واحد تحت شعار «هنا سوريا من مصر».