جريدة الديار
الثلاثاء 16 أبريل 2024 11:20 مـ 7 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

خالد الشناوي يكتب: وهم وسراب.. هكذا حياتنا.....!

خالد الشناوي يكتب:
وهم وسراب هكذا حياتنا.....!
كثيرا ماتفنى الأعمار وتهدر الطاقات في الركض خلف السراب
أحلام نرسمها وننسج حكايتها ونصدقها ونلهث خلفها ولا نستفيق إلا بعد فوات الأوان
الوهم.
هو ان نعيش احلام في خيالنا ونتوهم باننا نعيشها
ونتخيلها كما نشاء!
وقد نرتقي بحلمنا الي مافوق الوصف والخيال
وفجأة نصحوا من احلامنا ونستيقظ وندرك اننا كنا نعيش ونتخيل وهم ليس له وجود في حياتنا
انه واقع مرير بالفعل عندما نحلم ونتخيل وفجأة ندرك انه وهم وهمنا انفسنا به!

اما السراب,,,,,
فهذا اشد من الوهم والخيال اشد في المه واشد في مرارته ,,,,
السراب هو اننا نجري وراء شي ونجري وفي اخر المشوار ندرك اننا كنا نجري وراء خيط دخان لااثر له
بعدما ارهقنا في البحث عنه والجري وراءه دون جدوي وأهمية
هكذا يكون السراب لااساس له من الصحه والحقيقه في حياتنا,,,,,

ونتساءل لماذا؟

لماذا نعلم انه سراب ونجري وراءه ؟

هل هذا عيب فينا ام عيبا في الذي نبحث عنه ونجري وراه
مما لاشك فيه انه يكون العيب في من يجري وراء سراب ووراء خيط دخان
لو فكرنا قليلا سنجد اننا نحن المخطئون وليس السراب الذي كنا نقدس حياتنا من اجله
هكذا لابد ان نتعلم ونتعلم ولانقف مكتفين الايدي تاركين حياتنا لهذا السراب الذي لاوجود له في حياتنا.........

اما الحقيقه,,,,,,,,,,,

عندما تدق الساعة، سنرى حقاً أن الحياة حلم بعيد عن الخيال
حلم حقيقي وبالحقيقة التي لن يستطيع أحد الهروب منها

مااجمل ان نعيش الحقيقه بحلوها ومرها,,,,,,,,,,

لابد ان نعيشها لابد ان نعيش واقعنا هذه هي الحقيقه التي لابد ان ندركها ولانغيب عنها

لابد ان ناخذ في عين الاعتبار عن الواقع الذي نعيشه,,,,,,,

فهذه هي حياتنا وهذا هو الواقع وهذه هي الحياه..

فلماذا نعمل علي الهرب منهما؟
وهم وسراب هكذا حياتنا....!
من منا في أسفاره وتحركاته لم يلمح سراب ماء ما يلوح في الأفق بعيدًا ينادي: هنا الماء، اروِ عطشك، ارتح قليلا من شقاء السفر والانتقال، ومهما أسرعنا تجاهه فلا نجد سوى وهم يتطاير لا أثر له كونه ألاعيب الهواء!
ليس السراب فقط في تنقلاتنا وأسفارنا، فالسراب لا يغادرنا في الحياة والواقع، فبعضنا حياته كلها سراب ووهم بأن السعادة على وشك الحدوث، فيعيش في غيبوبة تستمر وتدوم حتى تحين لحظة اصطدامه بالواقع فيفيق وقد تطايرت كامل أحلامه كسراب الواحة في الصحراء!
السراب يتخلل واقعنا بإفراط، وألفناه وأدَمناه، تصورنا أن الخيال طريقة لبلوغ السعادة فاختلط لدينا ما هو قابل للتحقيق وبين ما هو كامن فقط في عوالم الخيال فاضطربت حياتنا وظللنا في سراب الوهم وفقدنا الهوية والذات!
وصدق ربنا إذ يقول:
﴿ .........كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾