جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 10:10 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

نيفين عبيد تكتب : امرأة الخريف

نيفين عبيد
نيفين عبيد

نعم أنا امرأة الخريف ، رغم صغر سني في العقد الثالث ، و لكنني أصف نفسي بامرأة الخريف ، فأنا ذلك اللحن العاصف الرمادي ، أنا تلك الأشجار التي تتساقط عنها أوراقها الصفراء لتكسو كل ما حولها باللون الذهبي ، لتبقى شاحبة اللون ، أنا الزهور البرية انا شقائق النعمان ازهر لاموت في الخريف ، ، أنا زهور الاراولا أعيش و أحيا وقت ضئيل ، كل ما حولي يابس داكن مشاعر باردة تتملكني ، و لكني اغوص و اغوص في الحياة ، لأكسو نفسي لباس الربيع ، تسكنني تلك الرياح الخفيفة الرقيقة المسالمة ، اسرق بها بعض الرحيق من زهور يافعة ، لاسافر بفكري و اخلد مستكينة هادئة ، أميل للخماسين رغم انزعاجها الدائم ، ارافق بها حلو الطبيعة و اختلط تارة بمرارتها الدائمة ، أعيش عمرا يكبرني و اظل في جسد تلك الفتاة الطفلة المدللة العاشقة لجمال و سحر الحياة ، أنا الرياح الخفيفة الهادئة تملؤها الأمطار الرقيقة الساكنة آتي لاغطي الكون من حولي و أبقى وحيدة ساكنة ، امرأة الخريف معاني كثيرة لوصف حالة تملئ كيان كل فتاة تعيش الوحدة و العزلة الدائمة داخل نفسها و تحاول في نفس الوقت ان تسرق لحظات من السعادة ، رغم إحساسها أنها تفتقر إلى قوة التمسك بها ، فهي تعيش داخل ذاكرتها ، و تكون لنفسها عالم من خيالها تعيشه بكل معانيه الجميلة حتى لو كان في حلمها ، واهمة نفسها بحقيقة هذا العالم ، و كأنها تعيش حالة توحد ، و لكنها تظل تعيشها رغم ما يكترس حالتها من قلق ، و لكن تظل السبيل الوحيد للخروج من كآبة الخريف التي تمتلكها ، حتى لا تفقد أملها في الحياة و لا تفقد ما تبقى منها من حياة ، فتعود ذابلة كأوراق الخريف ، تستولى على لحظات السعادة لتنثرها على حياتها بطريقة جنونية متحدية كل العواقب ، فتاة الخريف تختبئ دائما خلف أوراقها و قلمها لتبني منهم حصنا يحميها متاعب و آلام الحياة ، تعشق الحياة و الضحك و السعادة رغم صعوبة امتلاكها لهم ، و لكنها تحاول مثابرة ، فتاة الخريف تعيش لتمنح و تعطي لتبقى ذابلة يابسة ،،،، للحديث بقية،،،،