جريدة الديار
الثلاثاء 23 أبريل 2024 08:18 صـ 14 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
نائب محافظ البحيرة تشارك عبر تقنية الفيديو كونفرانس بورشة عمل تحضيرية للمراجعات الوطنية والمحلية الطوعية الأفريقية إحالة أوراق شقيقين وخالهما إلى المفتي أنهوا حياة والدهما بأسيوط الاتحاد الأوروبي يوسع العقوبات على إيران.. وإسرائيل: ”هذه مجرد البداية” انطلاق ملتقى التوظيف بكلية التربية بجامعة دمنهور فحص وترقيم 29 رأس ماشية في محطه الصفا بالخزان في البحيرة وزيرة التضامن بمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة: قدمت استقالتي عشان أشتغل مع يوسف شاهين ضبط 4 أشخاص أثناء التنقيب عن الاثارداخل منزل بسوهاج محافظ جنوب سيناء يفتتح معرض هوتكس الدولي لتجهيزات الفنادق بشرم الشيخ الداخلية تكشف تفاصيل إطلاق مهندس بترول النار أمام مدرسة البساتين ” صور ” سياحة النواب” تناقش طلب احاطة لتدشين حملة لوضع ” رأس البر” على خريطة السياحة العالمية اقتصادي يتوقع تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه لـ 40 جنيه الفترة المقبلة بعد دخول سيولة دولارية كبيرة لمصر انتحل صفة ضابط. ... اقتحام مهندس بترول مدرسة بالقاهرة وإطلاقه أعيرة نارية

هادي ربيع يكتب : لماذا تأخر الجيش الليبي في تحرير طرابلس؟

هادي ربيع
هادي ربيع

لماذا تأخر الجيش الليبي في تحرير طرابلس؟ هذا السؤال الذي يطرح نفسه على موائد النقاش السياسي الخاصة بالمتابعين الافتراضيين للملف الليبي، يحتوي على مغالطة منطقية توحي بأنّ ثلاثة أشهر قد اقتربت من الإنتهاء كانت كافية للقضاء على كافة الجماعات الإرهابية في طرابلس عاصمة الليبيين التي احتلت المدينة منذ انطلاق ثورة الـ 17 من فبراير 2011.

سنتجاوز عن هذه المغالطة المنطقية ونجيب على التساؤل على كل حال ولكن قبل ذلك لا يفوتنا ان نؤكد في ثقتنا التامة بأن الجيش الليبي قادر على تحرير كل ذرة من تراب وطنه من الجماعات الإرهابية والمليشيات الإجرامية.

بدء الجيش الليبي عمليته الموسعة بل ثورته المباركة ثورة الكرامة مايو 2014 لتحرير كامل التراب الليبي من الإرهابن ولم يكن قوامه يومها إلا نحو 128 عسكريا من جنود وضباط صف وضباط، ورغم ذلك تفوق على الجماعات الإرهابية في مدينة بنغازي والتي تنوعت بين انصار الشريعة والقاعدة وداعش ودرع ليبيا وشورى بنغازي وسرايا الدفاع وغيرها من التنظيمات التي لم يسلم منها احد حتى البعثات الدبلوماسية بل إن قنصلية أكبر دولة في العالم الولايات المتحدة الامريكية كان لها نصيبا كبيرا واغتيل القنصل الأمريكي وعدد من موظفي السفارة عام 2012.

نعود إلى السؤال والإجابة، الجيش الليبي من خلال معاركه الطويلة بداية من بنغازي إلى اجدابيا ثم الموانئ النفطية ثم إلى الكفرة ثم إلى درنة ثم إلى الجنوب الغربي فالعاصمة في أقصى الشمال الغربي عمل وفق استراتيجية عسكرية قوامها حروب العصابات واستنزاف المليشيات.

لا نكتب اليوم عن الجيش الليبي المنتصر وقد تمرس الليبي من خلال هذه الحروب التي واجه فيها مختلف التوجهات القبلية والعقدية والارتزاق والدعم الأجنبي على هذا النوع من الحروب، دفاعا ولكن نكتب عنه إعلاما وإخبارا وقد مرت سياسته الحربية بعدة مراحل نكشفها في إطار الإجابة على التساؤل.

المرحلة الأولى الدخول او الوصول إلى المدينة المراد تحريرها وإقامة تمركزات جديدة، تامين توافد الدعم القادم من تمركزاته قبل العملية إلى المناطق الجديدة، الحصول على تأييدات وانضمامات من كتائب الإسناد من أبناء المنطقة لتأييد معركة التحرير، استنزاف قوات العدو وتدمير خطوط الإمداد، اقتحام المدينة بأقل خسائر ممكنة، السيطرة على مفاصل المدينة والمؤسسات الحيوية بها، ثم اعلان تحريرها المبدئي، ثم العمل على تطهيرها من بقايا الخلايا النائمة التي قد تكون شوكة في ظهر الجيش بعد إعلان التحرير. هذا هو الإطار النظري للعمل العسكري في طرابلس، وقد مرت به كل المدن الليبية المحررة مع اعتبارات خاصة لكل منطقة ومدينة من جغرافية المنطقة وأهميتها وكذلك طبيعة العامل الديموغرافي للسكان وغيرها من الأولويات، فنجد أن مدينة مثل بنغازي تحررت في 4 أعوام والموانء النفطية كمثال آخر تم تحريرها في عملية البرق الخاطف عام 2016 في ست ساعات ثم إعادة تحريرها مجددا عام 2018 في 6 ساعات أخرى لاعتبارات خاصة بهذه المناطق.

لا نهرب من السؤال كل ما ذكرته يأتي في إطار الإجابة عليه، لن يهزم الجيش اليوم من قلة وقد تجاوزت اعداد جنوده أكثر من 100 ألف عسكري بالدرجات لمختلفة وجميع جنوده يحملون أرقاما عسكرية وعقيدة موحدة وقيادة موحدة تحترم التراتبية وتعمل على إنجاح مشروع واحد هو دولة المؤسسات في مقابل هيمنة المليشيات المتناحرة التي هي على النقيض تجمع تجار البشر ومهربي الوقود والإرهابيين المصنفين دوليا وبقيادات وولاءات مختلفة بين القبلية والعقدية والارتزاق وغير ذلك ليس كأفراد فقط بل كتجمعات أيضا.

الجيش الليبي لم يتأخر في تحرير العاصمة.. لا يمكن التعامل مع معركة العاصمة كنزهة او باب يمكن كسره بقدم قوية، الجيش الليبي يسعى في إطار خطة قوية وبشكل منظم وهو يعتمد على الدعم القبلي لتقليل الخسائر والحصول على أكبر دعم ممكن قبل الدخول الفعلي إلى وسط العاصمة.

نعم لاقى الجيش الليبي في طريقه بعض الخيانات في الصفوف الخلفية مثل منطقة غريان التي دخلها سلما دون طلقة رصاص واحدة، بناء على عهد واتفاق مع قيادات المدينة الاجتماعية، لكن الخلايا النائمة في المدينة بذلك قد كشفت عن نفسها واعتبرت أهدافا مشروعة سيتم القضاء عليها، كما استفاد الجيش من هذه الخيانة بأن تكشف الوجه الحقيقي للمليشيات التي ارتكبت جرائم حرب لا يمكن السكوت عليها حتى ان اشراف غريان انفسهم ضاقوا بها ذرعا وسيكونوا اول من ينقلب على المليشيات.

ولكن مجمل الوضع العسكري في طرابلس فإن الأوضاع العسكرية في كافة المحاور ممتازة وبإذن الله سيلملم الجيش الليبي جراحه في وقت قصير جدا، وللعلم فإن الجيش الليبي يبعد عن قلب العاصمة 11 كيلو متر فقط في العديد من المحاور في الشرق والغرب والجنوب، وقد لاقت المليشيات خسائر فادحة في عدة محاور في إطار عمليات الاستنزاف في محور المطار فقد تصدى الجيش الليبي لاكثر من 36 محاولة فاشلة لمحاولت المليشيات الوصول إلى المطار لمجرد التصووير ورفع روع المعنوية لعناصرها، إلا انها لاقت خسائر فادحة في الافراد والعتاد.

كما لا يمكن إغفال أن الجيش الليبي يبعد نحو 3000 كيلومتر عن تمركزاته الرئيسية ما يصعب من عمليات الإمداد التي تأتي جميعها من الشرق إلى الجنوب ثم إلى الشمال الغربي، ولا يمكن إغفال الجسر الجوي البحري التركي إلى مصراتة وطرابلس التي تنقل دعما إلى المليشيات بشكل شبه يومي.

وفي النهاية يمكنني أن أقول إن الجيش الليبي لم يتأخر في تحرير طرابلس، ولكنه تأخر فعلا في توجهه إلى العاصمة، ولكن الجيش الليبي كان له في ذلك حساباته العسكرية والاجتماعية وغير ذلك.