جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 05:35 صـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

نيفين عبيد تكتب : ليس لك يا سيدتي أن تثوري

نيفين عبيد
نيفين عبيد

جذبتني بضع كلمات ، بل سيل من الكلمات المتعطشة لإذلال المرأة ، جرفتني تلك الكلمات معها في سيل من المهانة و الإذلال ،تدور في بحر ذكوري متعطش لإذلال كل ما هو أنثوي ، أخذت أنصت و استمع لأحاديث هزلية تسيء للمرأة من استخدامها لصفحات التواصل الاجتماعي ، و كأنها سلعة معروضة و مباحة للجميع ، ليس من حقها أن تدافع عن نفسها بصوت جهور بل عليها التستر على الرجال ، حتى لا تلقى عليها الملامة ، أنصت لتلك الأحاديث و لم أتفوه بكلمة ، حبست تلك الكلمات داخلي ، أردت أن أدافع ، أو أصرخ و أطالبهم بالتوقف ، أردت أن أحمل سلاحا و أخرج عليهم لأقطع عنهم سيل الكلام ، حتى يتوقفوا ، الكل يدافع أغلبهم الذكور المتعطشين لكسر المرأة و اهانتها بل و يجد الحق في ذلك يلتمسه للمتحرش ، ذلك الذئب ، ذلك السفيه ، المولود في عالم مليء بالفتنة و الغرائز البشعة ، و قد وجدوا بعضا من النساء يناصرونهم ممن تلتمسن لهم الأعذار، من أجل إعلاء كلمة الرجال ، يبررن للذئب أفعاله لأنه ذئب صغير ، يبررن للذئب أفعاله لأنه ذئب شهير ، من حقه أن يقطع الطريق ، من حقه أن يسرق ما لا يمتلكه ، و يطلبون له الصفح و المعافاة ، و يطلبون التستر عليه و يطلبون الإعفاء له مقابل إهانة الفتاة ، عليها أن تقبل الإهانة و تستجب لها، عليها أن تكون مليكة لكل متحرش ، عليه أن تفرح بذلك الألم ، عليها أن تتستر عليه و تتركه يفعل ما يشاء ، و من تأبى الانصياع فلتتصدى لسيل من الفجائع و المهانة و الإذلال ، من تأبى أن تكون جزءا من ذلك الخزي فلترفع تلك القضية أمام الاله ، من تأبى أن تستسلم لتلك الغرائز الحيوانية فلتبني لها جسرا من الزمن لتختبئ خلفه من قسوة الحياة ،و إلا لتواجه حربا شرسة لن تحتملها ، فهي تلك الراغبة في أن تشتهر خلف ثياب ذلك الذئب الوضيع ، هي تلك الفاجرة العارية التي تتمسك بذيله من أجل التقاط الحياة ، فلتستجب أو تتستر عليه حتى لا تهان ، فلتجفف عنها تلك المهانة و الخزي و تختبىء من فاجعة الحياة ، فلتتقبل الذل و العهر و الخزي و ترضى ، حتى لا تنفتح عليها صناديق الماضي و الحاضر و تغتسل بذنوب عهر الرجال ، إنه ليس للمرأة في عالم الرجال من ثورة تلتئم لها جراحها ، ليس للمرأة في عالم الرجال من دستور تنادي به ، ليس للمرأة في عالم الرجل حقا تدافع عنه ، ليس للمرأة في عالم الرجال شرفا تتمسك به ، اعذريني سيدتي فقط خلعت عنك رداء الرجال ، ذلك الرداء الذي لوثته عروبة حمقاء ، عروبة اختزلتك في صورة ملكية لهم ، اعذريني سيدتي فقد رفعت عنك الستار لتري معي ذلك الظلم و لنرفعه معا أمام قاضي الحياة ، لا تقبلي بالاستسلام فقد ثرنا و لن نعود إلى كنف الرجال ، لقد ثرنا و تحررنا فلن نستسلم لقيد الرجال ، ثوري و اغضبي و ارفضي و ابغضي ، فأنت سر الحياة ، و أنت منبعها و مصدر الأمان ،،،، و للحديث بقية لم تنتهي بعد ،،،،،،