جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 02:59 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

إيناس الشناوي تكتب .. العيب والحرام

إيناس الشناوي
إيناس الشناوي

ما بين العيب والحرام والخوف من كلام الناس اتوه هنا وهناك وكيف لا.? وأنا امرأة شرقية ولدت في مجتمع شرقي يخاف من كلام الناس تحت مسمي العيب أكثر من خوفه من كلمه الحرام والخوف من الله .

وأصبحت كلمه هذا عيب هي الفزاعة اليوميه التي نتربي عليها منذ نعومة أظافرنا. فمنذ الطفوله مرورا بفترة المراهقة تسمع المراهقه الصغيره أن تحدثكي مع شاب غريب يعتبر عيب دون النظر إلي أنه حرام مصداقا لقول الله تعالي في كتابه الكريم ( ِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَان ) وعيب أيضا أن تكشف الفتاه البالغة عن رأسها وأنه من الضروري لها ارتداء الحجاب لأنه عيب وخوفا من كلام الناس.

وأن احدي بنات العائلة أو بنات الجيران قد قمنا بارتداءه . وليس لأنه فرض وأمر من الله سبحانه وتعالي كما جاء في سورة النساء ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.) وفي الجامعه عيب أن تتحدثي بصوت عالي لأنكي فتاه وليس لأنه حرام ومنهي عنه في القرآن الكريم و حث علي عدم رفع الصوت عند الحديث دون أن يحدد ذلك للمرأة أو الرجل تطبيقا للآية الكريمه ومصداقا لقول الله سبحانه وتعالي ( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [ والعيب كذلك من زواج الرجل الذي لم يسبق له الزواج من امرأه مطلقة أو تكبره سنا لأن الناس تري في ذلك عيب كبير دون النظر إلي محاسن المرأة أو الظروف التي دفعتها إلي مثل هذه الحالة وطلب الطلاق .وتناسوا أن رسولنا الكريم قد تزوج من السيدة خديجة وهي في سن الأربعين وكانت تكبره في العمر وقد سبق لها أيضا الزواج . والعيب كذلك بل يصل الأمر في كثير من العائلات عندما يريد الرجل التزوج بامرأة أخري ويكون لدية من الأسباب التي تحتم عليه الزواج باخري والجمع بين زوجتين فنري في مجتمعنا هذا النوع من الزواج عيب . بل علي العكس قد تغفر المرأه لزوجها خيانته لها ولا تغفر زواجه باخري.

وعندما تحدث تلك الزيجه تطلب الزوجة الأولي الانفصال وتفضل فعل ذلك بدافع العيب والكرامة أو كلام الناس وأنهم سوف يعيبونها هي ويلقون اللوم عليها دون النظر لحق الرجل في زواجه باخري عند توافر الأسباب التي تحدث عنها الشرع وذكرت في القرآن الكريم .مصداقا لقول الله سبحانه وتعالي (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا). .وكذلك عيب أن يشتغل الشاب الصغير صاحب الأصل والنسب في ورشة أو حرفه صغيرة يتعلم منها مواجهة الحياة وتحمل الصعاب قبل أن يحصل علي فرصة للالتحاق بوظيفة مناسبة بل نجد كثير من الشباب عاطلين بدون وظيفه أو عمل وعند سؤال ذلك الشاب لماذا لم تعمل لحين الحصول علي الوظيفة المناسبه.

تكون الإجابة بأنه لا يري وظيفه مناسبة لمؤهله العلمي وأنه منتظر بدون عمل لحين الحصول علي وظيفة مناسبة بمبلغ معين ومكانه اجتماعية معينه. وتناسوا حديث نبينا الكريم محمد (لأن يأكل أحدكم من يده خير له من ان يأكل من يد أخيه).

وتكون النهايه للأسف في بعض الأحيان من اتجاه الشاب العاطل بدون عمل إلي تعاطي المخدرات والانهيار النفسي والأخلاقي وكذلك ارتفاع سن الزواج. والعيب كذلك من زواج الفتاه الصغيرة قبل أختها التي تكبرها أو بمن هو أقل منها في المستوي التعليمي أو المستوي العائلي.

وقد يحدث أن تتأخر الفتاه في الزواج أو لا تتزوج أبدا انتظارا لزوج مناسب لها من الحالة الاجتماعية والحالة المادية كذلك وتناسوا قول الله تعالي ( : ﺇِﻥ ﻳَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻓُﻘَﺮَﺍﺀ ﻳُﻐْﻨِﻬِﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣِﻦ ﻓَﻀْﻠِﻪِ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺍﺳِﻊٌ ﻋَﻠِﻴﻢٌ) {ﺍﻟﻨﻮﺭ:32}، وعند النظر للافراح وقاعات المناسبات والتكاليف الباهظة اللتي تتفق علي إتمام الزواج وان فلانه سليله العائلات ابنه فلان لابد لها من أقامه فرح في اغلي القاعات مثيل ابنه عمها في العائلة وأن عيب أن تتزوج بأقل إمكانيات وأنها

ليست أقل من تلك أو ذات. وتناسوا قول الله سبحانه وتعالي( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) العيب والعيب والعيب لقد تربينا منذ النشأة حتي الكبر علي مقولة هذا عيب وماذا يقول الناس ولم نتربي علي مقولة هذا حرام وهذا منهي عنه وهذا مكروه وهذا مخالف للشريعة الإسلامية. وأنا ما بين العيب والحرام اتوه هنا وهناك ما بين الخوف من العيب وكلام الناس والخوف من الله. . فياليت تستبدل كلمة هذا عيب بهذا حرام ونربي أبناءنا وبناتنا علي الخوف من الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء وليس الخوف من العيب وكلام الناس لنربي وننشيء جيل قوي صالح لا يخاف من كلام الناس ولا يخشي في الحق لومه لائم ولا يري غير الله والخوف منه سبحانه وتعالى ومن ارتكاب الحرام فتربيه"

هذا_حلال_وهذا_حرام " تنشئ جيلا يراقب الله ... ولكن تربية ( هذا عيب ) تنشئ جيلا يراقب الناس ... وشتان ...