حلم الرئيس يتحقق .. قريبا مصر خالية من «فيروس سي»
كان فيروس "سى"، شبحًا يطارد المصريين خلال حقبة زمنية ليست بالقصيرة، عجزت خلالها الحكومات المتعاقبة على مواجهته، وباء نهش فى أكباد المرضى، أعوامًا وأعوام، وجعل أقصى أمانيهم، ألا تتكرر نفس المأساة مرة أخرى لأحد من ذويهم، خصوصًا أنه لم يكن هناك بيتًا فى مصر، إلا وقد فقد أحد أفراده نتيجة الفيروس، الشفاء من المرض، ظل حلمًا يراود الملايين، حتى أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أنه سيتم القضاء على فيروس "سى" فى مصر، بحلول عام 2020، معتبرًا مواجهة المرض، وتوفير العلاج، قضية أمن قومى.
وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس، نظمت وزارة الصحة، حملة للاكتشاف المبكر لفيروس سى، والأمراض غير السارية، وعلاجها بالمجان، قسمت فيها المسح الطبى الشامل على المواطنين من خلال 3 مراحل، تستهدف إجراء الكشف على أكثر من 50 مليون مواطن، بدأت المرحلة الأولى منها فى الأول من أكتوبر الماضى، وحتى أواخر الشهر الجارى، بـ 9 محافظات، هى «جنوب سيناء، ومطروح، وبورسعيد، والإسكندرية، والبحيرة، ودمياط، والقليوبية، والفيوم، وأسيوط»، على أن تبدأ المرحلة الثانية فى الأول من ديسمبر المقبل وحتى الثامن والعشرين من فبراير بـ11 محافظة، هم "شمال سيناء، والبحر الأحمر، والقاهرة، والإسماعيلية، والسويس، وكفر الشيخ، والمنوفية، وبنى سويف، وسوهاج، والأقصر، وأسوان".
وحققت المرحلة الأولى من الحملة، نجاحات كبيرة، حيث قال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة، أن إجمالى من تم إجراء المسح الطبى عليهم للكشف عن فيروس سى، والأمراض غير السارية، وصل إلى 10 ملايين مواطن، خلال 50 يومًا من بدء المرحلة الأولى، ما يؤكد على مدى وعى المواطنين فى المشاركة بالمبادرة، متوقعًا زيادة هذا الرقم خلال الأيام القليلة المتبقية من المرحلة.
وأشار مجاهد، إلى أن معدل صرف العلاج أسبوعيًا وصل لـ 6 آلاف حالة، مؤكدًا على أن الوزارة تستهدف رفع الرقم إلى 25 ألف حالة أسبوعيًا.
وأضاف مجاهد أن وزيرة الصحة أكدت أن نسب الإصابة بفيروس "سى" لا تتعدى الـ5% من ضمن المفحوصين، ثم تأتى نسب الإصابة بالسكر والضغط من 5 إلى 6%، لافتة إلى أن النتائج أظهرت أن حوالى 60% من المواطنين المفحوصين يعانوا من السمنة.
وشدد مجاهد على أن وزيرة الصحة، ناشدت جموع المواطنين للاطمئنان على أنفسهم وأسرهم من خلال المشاركة فى المبادرة الرئاسية، مؤكدة أن العلاج الذى يصرف لمن يثبت إصابتهم بفيروس "سى" فى وحدات الفيروسات الكبدية معتمد دوليًا وأفضل من العلاج الذى يصرف خارج الوحدات، داعية المواطنين الذين ثبت إصابتهم بالتوجه لمراكز صرف العلاج لتلقى العلاج بالمجان.
وفى تصريح خاص لـ"الديار" قالت الدكتورة ريهام غلاب، مدير الحملة القومية لمكافحة الأمراض غير السارية "100 مليون صحة" أن مصر تغير العالم، وما تم إنجازه فى المرحلة الأولى للحملة، فاق كل التوقعات، مؤكدة على أن وكالات الأنباء العالمية، اعتبرت ما حدث إنجازًا غير مسبوق، فلا يوجد بلد فى العالم، استطاعت إجراء مسح طبى لـ 10 مليون مواطن فى أقل من شهرين.
وأضافت غلاب، أن أكثر من 111 ألف مريض، تمكنوا من استلام علاجهم خلال المرحلة الأولى، مشيرة إلى أن علاج الضغط والسكر، سيظل مجانًا مدى الحياة، ويسلم بصفة شهرية، وليست أسبوعية كما هو معتاد، مشيرة إلى عدم انتظار المرضى لقرارات العلاج على نفقة الدولة، وأن استلام الأدوية الخاصة بهم يتم عن طريق بطاقة الرقم القومى فقط.
وأوضحت غلاب أن المرحلة الأولى للحملة، ضمت أكثر 1484فرقة عمل، و 112 مركز علاج، قام خلالها أكثر من 2 ونصف مليون شاب، بإجراء المسح الطبى، فى المرحلة العمرية ما بين 25 عام إلى 36 عام.
وأكدت غلاب، على أنه سيتم مد العمل لـ 25 % من قوة المرحلة الأولى بعد انتهاء المدة المقررة أواخر الشهر الجارى، حتى يتمكن المتخلفين عن المشاركة من إجراء المسح الطبى.
وعن استعدادات الحملة للمرحلة الثانية، مطلع الشهر القادم، قالت غلاب، أنها أكثر صعوبة، نظرًا لوجود محافظة القاهرة، ذات الكثافة السكانية العالية، حيث أوضحت أن المرحلة الثانية ستضم 135 مركز علاج، إلى جانب تخصيص 1200 فرقة عمل لمحافظة القاهرة فقط.
وأكدت غلاب، على أنه قد تم التنسيق مع وزير التعليم العالى، على أن يكون كارت إجراء المسح الطبى، ضمن شروط دخول الطلبة لأداء الامتحانات، لضمان مشاركة الجميع فى الحملة والاطمئنان عليهم.
وشددت غلاب، على أنه سيتم تتبع المتخلفين عن المشاركة فالحملة، والتنسيق مع الوزارات المعنية، لإيقاف كافة التعاملات الحكومية معهم، لحين إجراء المسح الشامل.
(العدد الورقى 457)
