جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 09:05 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

نيفين عبيد تكتب : لست وحدك حتى تبكي

نيفين عبيد
نيفين عبيد

تابعت بشغف و ولع تلك الحكاية كمثلها من حكايات النساء ، فقد انجذبت بقوة لكل دمعة تسيل من امرأة ، لكل دمعة تسيل من كيان ضعيف ، انجذب لتلك الدموع التي أرغب ان امسحها عنها و ازيل عنها ذلك القلق و اشاركها قلقها ، فتلك المرأة التي بذلت من عمرها الكثير ، و تخطت الكثير ، و تحملت الكثير و الكثير من الألم و الوجع ليال طوال ،دون أن تشتكي و تمل ، حملت عبء بيتها و كانت المرأة و الرجل فيها دون أن تذرف دمعة واحدة ، دون أن تطالب يد المساعدة ، دون أن يأتي إليها أحد و يحمل معها بعض ذلك الألم ، خرجت إلى الحياة و ارتدت زي الرجال لتحمل أعباء البيت و تلبي مطالب الأبناء ، كانت لهم الأم و الأب ، فقد كان الأب يعمل القليل و لا يجلب المال الكثير ، و كان دائم الشكوى من تعب الحياة ، و شكوى الأبناء التي ثقلت كاهله ، فتحملتها عنه زوجته ، و جعلته يخرج و يسعد و يجمع من الحياة ملذاتها دون شكوى منها ، فقد عمل في وظيفة واحدة لشعوره بالملل من أعمال إضافية قد تعيق متعته بالحياة ، و ارتدت هي زي الرجال لتقوم بأعمالهم ، بجانب وظيفتها الثابتة ، فلم يخجل و لم تجرحه غيرة الرجال على زوجاتهم ، لقد استغنت عن انوثتها .

و نسيت أنها كانت في يوم امرأة شديدة الجمال ، للرجال فيها رغبة ، عملت و تحملت أعباء الحياة ، و لبت مطالب الأبناء ، من مأكل و مشرب ، و مصاريف الدراسة ، كما كانت تمنحه المال ليستمتع بملذات الحياة ، و نسى أنها الزوجة .و هو الزوج ، نسى أنها من كان يفترض بها ان نستمع بانوثتها في بيت الزوجية ، تركها تعمل وسط الرجال و نسى أكرامها ، و جحد عليها الحياة ، عندما طالبته راغبة في قطع ذلك العمل و أخذ استراحة لبعض من الوقت حتى تستمع مثله بالحياة و تعيد لجسدها بعض تلك الطاقة المسلوبة منها في عجلة الحياة الدائرة دون انقطاع ، ليظهر عليها ذلك الحاقد الذي لا يرى لها حق في الحياة و أنها خلقت من أجل العمل و من أجل أن تجلب له المال ليسعد به ، ليرد لها ذلك الجميل بنكران جاحد خسيس ، و يطلق تلك الوردة الذابلة التي نسيت الحياة و قتلت لأجله أنوثتها ، و تجمدت عنده و عند أبناءه ، يطلقها و يبخس حقها ، و ينكر عليها جميلها ، و يوصفها بالمرأة الرجل ، التي بأس الحياة معها ، ليستبدلها بامرأة أخرى ، يجد فيها تلك الأنوثة و الحياة و الجمال الذي مات لأجله ، فقد نفر معاشراتها لأنها في عينه رجل ، لقد قتل فيها كل معاني الجمال بكلمات كسيف عليل يقطع و تئن له الاعضاء ، لا تبكي سيدتي فلست وحدك ، بكائك و حزنك نحتضنه جميعا ، لك يا سيدتي ان تثوري و تثأري ، لك يا سيدتي ان تسلبي منه الحياة و تجعليه يحزن لأنه اغضبك و نسى و انساك انوثتك ، ليبحث هو لنفسه عن حياة أخرى غيرك ،،،، للحديث بقية لم تنتهي بعد