جريدة الديار
الثلاثاء 23 أبريل 2024 08:00 مـ 14 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
ضبط عاطل حاول إدخال كمية من المواد المخدرة لأحد أقاربه أثناء محاكمته في الفيوم أوركسترا النور والأمل على مسرح أوبرا دمنهور حماية المستهلك يضبط مركزين طبيين أحدهما لحاصل علي الثانوية بالبخيرة ” صور ” ختام عروض مهرجان بؤرة المسرحي وغدا حفل الختام وإعلان الفائزين وكيل الوزارة يستقبل مشرف الوزارة للمراجعة الداخلية لأعمال الحمى والطفح الجلدي برلماني: خطوة جبارة ستدعم قطاع النفط بمصر .. ”أول منطقة حرة لتخزين النفط ومشتقاته” حلم القطار السريع يصل الشرق بالغرب.. الخط الثالث خطوة هائلة نحو ربط صعيد مصر بالبحر الأحمر توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية ”صور ” الأهلي كابيتال القابضة تستحوذ على 51% من أسهم رأس المال في شركة إيزيليس محافظ الشرقية يترأس اجتماع المجلس الاقتصادي جامعة طنطا تطلق الملتقى الافتراضي الخامس للتواصل مع أصحاب الأعمال تفاصيل زيارة السيسي للنصب التذكارى للجندى المجهول” صور ”

زياد الشريف يكتب : المجتمع المصرى بين التحديات والفلسفات الخيالية

زياد الشريف
زياد الشريف

لاشك من تعجّب بعضهم، في هذه الأيام، من تغيّرات خطيرة ظهرت على الشخصية المصرية في الاونه الاخيره كانت تركيبة المجتمع المصري حتى اواخر الخمسينيات من القرن الماضي شديدة الوضوح، ويمكن بسهولة تقسيمه إلى طبقات اجتماعية بشكل دقيق ودون لبس، كانت كل طبقة ذات ملامح واضحة، ويمكن رصد سلوكها الاجتماعى والثقافى وموقفها السياسى، كان المستويان الإجتماعي والاقتصادي وأثرهما على النواحي التعليمية هى العامل الأساسي للتصنيفات التي تنعكس على المناطق الجغرافية التي تجمعهم، وكانت المناطق الأرستقراطية تحدد وبشكل مباشر طبيعة سكانها ومنها يمكن تحديد أين تفضل هذه الطبقات السفر وأين تقضى مصايفها ومشتاها، وأين أماكن تنزهها.

وأضيف ايضا حين نذكر المناطق الشعبية حيث يغلب على قاطنيها نوعية معينة من التعليم والأعمال مثل طبقة العمال والحرفيين، وهنا نوضح أن المناطق الشعبية ليست منطقة عشوائية بمفهومنا الحالى، فهذه الطبقة أيضا كانت واضحة المعالم ويمكن بسهولة دراسة سلوكها الثقافى والاجتماعى والتعرف على ميولها السياسية يمكنك توقع شكل زي سكان هذه القرية وشكل منازلهم وكيف يدبرون يومهم إلى أن بدأ تبدل حال المجتمع المصري أواخر الخمسينيات من القرن الماضي وصولا إلى منتصف السبيعنيات من القرن ذاته وما شهده من سياسات الانفتاح التي أحدثت تغييرا في التركيبة المجتمعية في مصر وما تبعها من سفر المصريين لمنطقة الخليج ومع دخول حقبة التسعينيات اكتشف المصريون أن بين سكان المناطق الراقية مواطنين فقراء، وأن هناك بين سكان المقابر ومقالب القمامة من يمتلكون ثروات طائلة، وهناك أميين يمتلكون ثروات مكنتهم من السكن فى أماكن سكان الطبقات العليا.

ومع هذا التداخل الشديد بين الطبقات لم يعد هناك معيارا واحدا يمكن أن تصف به طبقة محددة فى مصر، فهناك فقراء يسكنون فى مناطق الأغنياء والعكس، فلم يعد التصنيف الجغرافى آلية يمكن من خلالها تصنيف المجتمع وتوقع تصرفاته، وعلى الجانب الاقتصادي فإن جامعى قمامة لديهم ثروات غير مسجلة وليسوا فقراء رغم سكنهم فى مناطق عشوائية تماما نتيجة طبيعة عملهم، فيما بعض أستاذة الجامعة يعيشون على حد الكفاف لم يصبح فى مصر طبقة مفهومة كما لم يعد هناك منظومة مسيطرة كاملة الأركان لمعرفة مقوماتها الاقتصادية ومستويات دخولها وبالتالي نمط سلوكها الاجتماعي وميولها السياسي .

تحطيم الطبقات فى العقود الماضية لم يزامنه تشكيل وعى أو ثقافة بديلة للقيمة التى انهارت مع المدافعين عنها من سكان المدن، فالعشوائية أصبحت هى السائدة على سلوكيات كافة شرائح المجتمع فإن غداً لناظره قريب .