د . سمر العزب تكتب: في معية القمر
متعجل هو المساء
يهبط من جيب المدى
أتوارى خلف سيقان القمر
وهو يتفقد رعاياه
بين سماء مكتظة بساكنيها
وأرض يتناحر على أديمها
عشائر النور والظﻻم
يربت على التﻻل الراسيات
يقيس ملوحة البحر
النتوءات تكسو ظهر اﻷسماك
المحار تنتابه حكة تقض مضجعه
الموج المنهك يفرغ أجواﻻ
من الملح اﻷصفر
يلتصق به بيض قناديل البحر
مع نوبات من المد والجزر
بمطرقة الرمال يدق مسامير فﻻذية
في جنبات السفن حتى
ﻻ يتخمر الماء في أخشابها
هناك
من شرفتي المشرعة
يرمقني جالسة
في خلوة مع أوراقي
تشاكسني حروف هرولت من محبرتي
تتعثر في ضلوع صدري
فيلتوي عنقها الأملس
فوق بياض الورق
يدحرجها قلمي كزجاجة
تطوي في جوفها نجيمة بتول
أهدهد قلقها
تتناثر بعشوائية وتراقص سطورا هﻻمية
في مرأى من أبجديات حائرة
يرضعها القمر من حليب السماء
فتتعافى على نهر الكلم
ألف ألف قصيدة
أعود أتأبط ذراعيه
وأغض في حلم عميق
