جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 04:16 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد خليفة يكتب: سيدنا ”آدم” في مصر.. يزرع الأرض ويشرب من النيل!

حينَ تصعد سطح مركب التاريخ القديم، وتمسك الشراع بمَجادِيفِ رحلَتَكَ الروحية والدينية عبرَ دروب الحضارة المصرية القديمة، ينتابنى شعور بالفخر لأننى مصرىٌ قديم الأصل، فتعالوا بنا نَبحرٌ في أعماق القلوب والعقول تجاه أمٌ الدنيا مصر المحروسة، نادرة الزمان وأقدم البلاد وأعظم المٌدن التي كرّمها الله في كتابه الذى أنزّلهٌ علي خير خَلقِ الله وخاتم المرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم... "يا أرض فيك الخبَاء والكٌنوزَ، ولكِ البر والثروة، سال نهرك عسلاً، كثر الله زرعك، ودر ضرعك، وزكَّى نباتك، وعظمت بركتك وخصبت"..هكذا قال عنها "آدم عليه السلام"

هكذا فضّل الله مصر علي سائر البلدان وشهد لها في كتابه العزيز ، وأخرج منها الأنبياء والعلماء والحكماء والملوك والعجائب، بما لم يخص بها الله بلداً غيره، ولا أرضاً سواها، أما ما ذكره الله عز وجل في كتابه الكريم عن مصر: قال تعالى:"وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة" وقال عزَّ وجلَّ حكاية عن قول يوسف: "ادخلوا مصر إن شاء االله آمنين" وقوله تعالى :" اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم" وها هنا نحن بين قولهِ تعالى"وجعلنا ابن مريم وأمه آيةً وأوينهما إلى ربوةٍ ذات قرار ومعين" قال بعض المفسرين هي مصر، واختلفوا في مكان نزولهما .

منح الله مصر فيضا من الرحمة والعزة والمكانة الطيبة التى شهدت فيها صفحات ودروب التاريخ جزءا كبيراً من بداية الخلق وإلي قيام الساعة، فمصرَ جنّةَ فردوس الأرض ، ونسيمها، ذكرها الله في كتابه الكريم في أكثرمن عشرين موضعاً ، مرة بصريح العبارة، وأخرى بالإشارة ، وذكر كتاب " حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة لعبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي، حديثاً نبوياً شريفاً في صحيح مسلم، عن أبي ذر رضى الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم " ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط؛ فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحما " وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما،

قال لما خلق الله آدم مثّلَ له الدنيا شرقها وغربها، وسهلها وجبلها، وأنهارها وبحارها، وبناءها وخرابها، ومن يسكنها من الأمم، ومن يملكها من الملوك. فلما رأى مصر رأى أرضاً سهلة، ذات نهر جارٍ، مادته من الجنة، تنحدر فيه البركة، وتمزجه الرحمة، ورأى جبلاً من جبالها مكسواً نوراً، لا يخلو من نظر الرب إليه بالرحمة، في سفحه أشجار مثمرة، فروعها في الجنة، تسقى بماء الرحمة" جبل موسى بجنوب سيناء" فدعا آدم في النيل بالبركة، ودعا في مصر بالرحمة والبر والتقوى، وبارك على نيلها وجبلها سبع مرات، وقال: يا أيها الجبل المرحوم، سفحك جنة، وتربتك مسك، يدفن فيها غراس الجنة، أرض حافظة مطيعة رحيمة، لا خَلتَكِ يا مصر بركة، وما زال بك حفظ، وما زال منك ملك وعر. يا أرض فيك الخباء والكنوز، ولك البر والثروة، سال نهرك عسلاً، كثر الله زرعك، ودر ضرعك، وزكَّى نباتك، وعَظٌمت برَكتِك وخصبت؛ وما زال فيك الخير ما لم تتجبري وتتكبرى، أو تخونى وتسخرى، فإذا فعلت ذلك عراك شر، ثم يعود خيرك. فكان سيدنا آدم عليه السلام أول من دعا لمصر بالرحمة والخصب والبركة والرأفة. وروي في بعض الأخبار أن الله تعالي يقول لساكني مصر يوم القيامة " ألم أسكنكم مصر ؟ أما كنتم تشبعون من خبزها وتروون من نيلها ،هذا من جملة النعم وليس من باب المناقشة"

آدم في الهند أم "دحنا " !

يقول المفسرون : عندما أنزل الله عزّ وجلّ سيدنا آدم من الجنة إلى الأرض هبط بالقرب من جزيرة "سرنديب أو سرنديل " في الهند وحيدا فلم تكن معهُ زوجته أٌمنا حواء، فقد نزلت في جدة بأرض الحجاز، وأصبح أبونا آدم عليه السلام، يمشى في الأرض وحده وعلي رأسهِ تاج لسنوات طويلة لم يذكرها التاريخ القديم، أو القرآن الكريم، فالتفريق بينهما، في بقعتين مختلفتين من الأرض لسنوات طويلة كان لحكمة حتى عثر آدم علي حواء في جبل عرفات في مكة المكرمة، وسمي جبل عرفات بهذا الاسم لتعارفهما على بعضهما هناك..وهناك روايات هي الأقرب للصحة ذكرها ابن كثير فى كتابه البداية والنهاية "الجزء الأول" قال ابن أبي حاتم الرازى عن أبو زرعة قال: عثمان بن أبي شيبة، قال جرير، عن سعيد، عن ابن عباس، قال : نزل آدم عليه السلام إلى أرض يقال لها "دحنا"، تقع بين مكة والطائف..

وعن الحسن البصرى قال: نزل آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس" بدستميسان" فى أرض البصرة بالعراق، ونزلت معه "الحيّة" بأصبهان إحدى مدن إيران، رواه ابن أبي حاتم الرازى ..

وقال إسماعيل بن عبد الرحمن السدى " أحد علماء التفسير: نزل آدم بالهند، ونزل معه الحجر الأسود، وبقبضة من ورق الجنة، فبثه في الهند، فنبتت شجرة الطيب هناك.وأري أنّ هذه الرواية غير موثقة ، لأنّ الحجر الأسود" الأسعد" موجود في مكة وله قصة معروفة شهدها نبى الله سيد الخلق وخاتم النيين عليه الصلاة والسلام.

وعن عبدالله ابن عمر بن الخطاب قال: نزل آدم من الجنة إلى الصفا، وحواء نزلت بالمروة رواه ابن أبي حاتم الرازى...

ويمضى سيدنا آدم عليه السلام من مكة بأمر الله عز وجل إلي المحطة الرابعة لأرض مصر بجانب شاطئ النيل ، ويشتغل بالزراعة لوفرة الماء فزرع الحبوب فنالت أرض مصر شرف دعاء "آدم" وكل أبنائه بلسان عبرى، بعد أنْ نسيَ لٌغة الجنة.. اللغة العربية التي كان يتحدث بها ولكن بعد طرده من الجنّة وهبوطه للأرض أصبح عاجزاً عن الكلام باللغة العربية بسبب عصيانه لله فعلّمهٌ الأمين جبريل كلمات عبرية، منها ما قاله في حق مصر " اللهم أحفظ إيماني من الشيطان ونجنى ولتكن كل الملائكة في خدمتي وأعطني القمح لأصنع الخبز اللهم أجعل هذا البلد عامراً لأبنائي من بعد مماتي... وإلي لقاء آخر في الحلقة القادمة نعيش فى ربوع أرض مصر مع أبناء آدم عليه السلام، وهل جاء في تاريخ الصابئة " الديانة الإبراهيمية" إن سيدنا إدريس كان عِلِم الكتاب واليد الطولى والقدم الراسخة لمعرفته بكل ما في الوجود وكان يحرر جميع الوقائع في يومياته ويحفظها في جبل الأهرام ، وهل نبي الله إدريس دفن والده سيدنا" شيث" ابن آدم في جبل الأهرام ؟!

[email protected]