جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 09:16 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

“هيرميس”: ارتفاع الجنيه لا يمكن أن يستمر أكثر من المستويات الحالية بسبب العجز المتزايد

ارشيفية
ارشيفية

أشار تقرير صادر عن المجموعة المالية “هيرميس” إن الأرقام أظهرت اتساع عجز الميزان التجاري غير النفطي وتدهوره بشكل ملحوظ فى الربع الثالث من السنة المالية الماضية، للربع السادس على التوالي، مما يتطلب أن يولي صناع السياسات اهتماما خاصا بأهمية الإصلاحات الهيكلية لتتكامل مع استقرار الاقتصاد الكلي الذي تم تحقيقه في الثلاث سنوات الماضية.

وبتشريح أسباب زيادة العجز التجاري، يتضح أن ضعف الصادرات هو الذي دفع بهذه المفاجأة السلبية بصورة أكبر من ارتفاع حجم الواردات، حيث نمت الواردات بنسبة 12% على أساس سنوي وهو ما يعد المعدل الطبيعي منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، بعد انخفاض قيمة العملة وغالبا ما يكون مدفوعًا بقطاع الاستثمار والسلع الوسيطة (على الأقل، فإن الأرقام حتى الربع الرابع من 2018 تظهر ذلك)، مما يشير إلى أن نمو الواردات جاء مدفوعا بمسببات جيدة.

وخلص التقرير إلى أن العجز المتزايد في الميزان التجاري غير النفطي هو مؤشر على أن ارتفاع الجنيه لا يمكن أن يستمر أكثر من المستويات الحالية “تظهر حساباتنا لسعر الصرف الفعلي الحقيقي أنها عادت إلى المتوسط على المدى الطويل؛ نعتقد أيضًا أن البنك المركزي المصري سيراقب عن قرب المستجدات عندما يقرر الوتيرة التي ستتحرك بها دورة التيسير المرتقبة، والتي نتوقع استئنافها في وقت لاحق من هذا العام. فقد يؤدي التيسير النقدي أكثر مما يجب، خاصة في ظل ارتفاع الجنيه، إلى زيادة عجز الميزان التجاري”.

كان البنك المركزى قد أعلن الأسبوع الماضى ميزان المدفوعات عن الربع الثالث من السنة المالية 20119/2018 والذى أظهر اتساع عجز الحساب الجاري في مصر خلال الربع الأول من العام.

وارتفع العجز بنسبة 94% على أساس سنوي و79% على أساس ربع سنوي إلى 3.7 مليار دولار، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى زيادة عجز الميزان التجاري بنسبة 13% مقارنة بالربع الأول من العام السابق، إلى جانب نمو الواردات في الوقت الذي انخفضت فيه الصادرات.

وقالت هيرميس إن الميزان التجاري تأثر سلبًا بتدهور ميزان المواد الهيدروكربونية، حيث عاد إلى تحقيق عجز بعد أن وصل إلى تسجيل أول فائض له منذ خمس سنوات في الربع الرابع من عام 2018، متأثرا في الغالب بأسعار النفط. كما واصل عجز ميزان السلع غير النفطية أيضًا اتساعه، مدفوعًا في المقام الأول بالأداء المخيب للآمال للصادرات (تراجعت بنسبة 9% بقياس سنوي في الربع الأول من عام 2019)، بينما استمرت زيادة الواردات.

وقال التقرير إن مدخلات الحساب الجاري الرئيسية الأخرى لم تتمكن من دعم عجز الميزان التجاري الآخذ في الارتفاع، حيث انخفضت إيرادات قناة السويس بنسبة 3% والتحويلات من الخارج بنسبة 5% (مع عودة هذا الأخير إلى مستوياته الطبيعية بعد أن حقق معدلات قياسية في العام الماضي).

وكانت السياحة واحدة من النقاط المضيئة القليلة التي شهدت أداء قويا خلال الربع الأول من العام، حيث سجلت نموًا بنسبة 15% على أساس سنوي.

وقالت هيرميس إنه على الرغم من اتساع عجز الحساب الجاري، الذي بلغ ذروته منذ أن تم تحرير سعر الصرف ليسجل 3.8 مليار دولار أمريكي، ومع استمرار ضعف تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر (-22% مقارنة بالربع الأول من العام الماضي)، إلا أن ميزان المدفوعات (BOP) لا يزال قادرًا على تحقيق فائض قدره 1.4 مليار دولار أمريكي، ويرجع الفضل في ذلك بشكل كبير الى تدفقات المحافظ الاستثمارية الكبرى.

وقد استفادت مصر من النظرة المستقبلية الإيجابية تجاه الأسواق الناشئة، حيث بلغ صافي التدفقات أكثر من 3 مليارات دولار في سوق أدوات الدين بالعملة المحلية، إلى جانب إصدار ما يصل قيمته الى 4 مليارات دولار من سندات اليورو.

وبالإضافة إلى ذلك، أدت القروض متوسطة الأجل، وأبرزها شريحة بقيمة 2 مليار دولار من قرض صندوق النقد الدولي و1.7 مليار دولار من ائتمان الموردين، إلى دفع فائض ميزان المدفوعات.

ولم يدعم هذا الأخير سوى تراكم صافي الأصول الأجنبية لدى القطاع المصرفي المحلي، ليصل إلى مستوى إيجابي بحلول شهر أبريل، حيث هدأت وتيرة زيادة الاحتياطيات لدى البنك المركزي إلى حد كبير.

وعلى هذا النحو، فإن بيع سندات دولارية بقيمة تبلغ 4 مليارات دولار أمريكي خلال الربع لم ينتج عنه أي زيادة في الاحتياطيات، وكذلك الأمر بالنسبة لمبلغ 2 مليار يورو الذي تم اصداره في الربع التالي.