جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 07:15 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
أسعار بيع وشراء الذهب اليوم الخميس أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم الخميس حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس المدير التنفيذي لجهاز حماية البحيرات والثروة السمكية يتقدم بالتهنئة للرئيس والقوات المسلحة بمناسبة ذكري تحرير سيناء حفل ختام الأنشطة بمدرسة الأيوبية الإعدادية بنات ومعرض اللغة العربية بمدرسة الهدى والنور بالدقهلية محافظ الدقهلية يهنئ فريق المنصورة الاول لكرة القدم ومجلس الادارة اعتبارا من مساء اليوم يبدأ العمل بالتوقيت الصيفى بهيئة السكة الحديدية النيابة العامة بشمال الجيزة تباشير تحقيقاتها في حادث اصابة عدد من الأطفال باختناق داخل حمام سباحة الترسانة رئيـس مجلـس إدارة جهـاز حمايـة وتنميـة البحيـرات والثـروة السمكيـة يهنئ الرئيس والقوات المسلحة ذكـرى تحريـر سينـاء شباب قادرون تستعد لتنظيم ملتقي توظيفى بالبحيرة وكيل أوقاف الإسكندرية يتابع فعاليات امتحانات طلاب المركز الثقافي افتتاح مؤتمر «صناعة السياحة في ظل التغييرات العالمية »بجامعة الإسكندرية

الدكتورة ايمان حلمى تكتب: المفتريين الظلمة إللِّي واكلين البلد

الدكتورة ايمان حلمى
الدكتورة ايمان حلمى

" اقفلي المكالمة دلوقتي عشان سامعين ضرب نار " على مدار ثلاثة سنوات هى مدة خدمته في شمال سيناء كضابط مفرقعات، كانت هذه الجملة هي ختام أغلب مكالمتنا الهاتفية ليمكث بعدها عدد من الأيام لا أستطيع الوصول إليه، لعدم وجود شبكة اتصالات تصل للمكان الموجود به، فأمسٌكَ بهاتفي في محاولة لتشتيت ذهني وقتل الوقت بمطالعة مواقع التواصل الاجتماعي , لأجد ما يحزننى علي حوائط المواقع من كتابات، فمنهم من يسب ضباط الشرطة ويبارون في السباب في كل مكان ويدعوهم بأوصاف مؤلمة منها " المفتريين إللى وكلين البلد " و " الظلمة بتوع الواسطة " .

عجزت عن الرد، ودمعت عينى على ما رأتّهٌ، وكأنّهٌ لا يوجد في البلاد غير مهنة " ضابط الشرطة " ..أليس أصحاب هذه المهنة الطاهرة هم من يحمونكم من خطر الإهاربيين؟ أوَّ ليس هم من يٌضحّونَ بإرواحِهم من أجلك لكى تعيش أنت، وهم يٌستشهدون؟ ألاَ يٌخْبرِكَ قلبك وعقلك بخطورة مهمتهم؟ إنهم مشاريع شهداء حملوا أكفانهم على أكتافهم من أجل حماية الوطن وحمايتك! فَلِما هذه الصورة السيئة االتى يحملها البعض من أفراد المجتمع ضد أولادنا وأزواجنا وأخواتنا علي جبهة القتال؟ هؤلاء الضباط والجنود هم الذين يسهرون لحمايتكم ويضحّون بأغلى ما عندهم وهى أرواحهم من أجل استقرار الوطن! تركوا فلذات أكبادهم صغاراً ورٌضّعاً بين أحضان زوجاتهم، لمواجهة خطر الإرهاب، فهل يمكن أنْ نجد منكم من يقول شهادة حق لهؤلاء الأبطال؟ نعم يوجد بكل مهنة الصالح والطالح , فلِما يَنظٌر البعض لمهنة " الضابط والجندى" على أنهم مجموعة من الطالحين الذين يعيثون في الأرض فساداً ؟! وأعود مرةً أٌخرى بالذاكرة، فمنذ فترة حدثت عاصفة شديدة البرودة بالبلاد ولا يوجد بالشارع مخلوق سوى أفراد الأمن من الجيش والشرطة تحسٌّباً لأي ظروف طارئة تحدث لأى مواطن أو عابر سبيل، فها هو هذا البطل ضابط المرور الذى استشهد اثناء تأدية عمله في مدينته الآمنة لمجرد قيامه بـأداء مهام وظيفته ،،, فكلهم معرضون للموت في أى لحظة عبرإطلاق النار عليهم أثناء تأدية وظيفتهم، هؤلاء يستحقون منّا التحيّة والتقدير ، واحكى لكم حكاية احزنتنى فهذه صديقة زوجها ضابطا تنتظرهٌ منذ عدة أشهر إنقلبت به مدرعتهِ الموجود بها في محاولة لتفجيرها بعد أطلاق النار عليه ومعه مجموعته القتالية من مجموعة إرهابية نسوا الله فأنساهم أنفسهم ..كانت العربة تحرس الوطن والمواطنين فى شمال سيناء , ولله الحمد خرج زوجها برعاية الله وعاد الى زوجته لمدة 24 ساعة فقط، وفي اليوم التالي عاد ليؤدي مهام وظيفته دون أن يتردد لحظة للقيام بواجبه للتصدي لأعداء الوطن... فلِما هذه الصورة الذهنية الخاطئة عند بعض أفراد المجتمع ؟! أرى من وجهة نظرى أنّ للدراما "السينمائية والتليفزيونية" دورا كبيرا في تكوين هذه الصورة لدي أفراد المجتمع عن الضباط بوجه خاص، كما أثبتتها العديد من الدراسات في مجال النقد الفنى , وإنْ كانت قطاعات الإنتاج تحاول في هذه الفترة تحسين هذه الصورة وعرض نماذج إيجابية من الواقع , تلك النماذج التي لديها كل الاستعداد للدفاع عن وطنها والتضحية بحياتها في سبيل استقراره, كما يوجد دور كبير لجهاز الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة وقطاع العلاقات العامة بوزارة الداخلية لمحاولة تحسين هذه الصورة. ومن هنا يجب علينا جميعاً أن نتصدى لمن يريد زعزعة أمن الوطن أيّا ماً كان، وعلي المجتمع أدراك أنَّ أفراد الأمن من الجيش والشرطة ماهم إلا جزء من نسيج المجتمع فكلنا واحد ويجب علينا فض الخلافات فيما بيننا لنصبح جميعاً بنياناً واحداً صامداً أمام عاصفة الإرهاب التي تحاول تدميرنا بشتى السٌبل، وحال قيامنا بهذا الدور الإيجابى سنجد الحقيقة تطل بأعينها دون وسيط ، إذا قمنا على قلب رجل واحد ، وسنرى أنّ العصابات الإرهابية هم " المفترون الحقيقيين" والظلَمة الذين يحاولون أنْ يأكلون الوطن!