جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 09:40 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ايهاب القسطاوى يكتب: مائة واحد عام على ميلاد الأمير الذي أحب الجميع

«عندما سئلت طفلة لا تتعدى الخمسة أعوام إن كانت تعرف "نيلسون مانديلا" ، أجابت الطفلة ببراءة متناهية : "الأمير الذي أحب الجميع".

يحيى العالم ، اليوم الاربعاء ، ذكرى مرور مئة وواحد عام على ميلاد الأمير الذي أحب الجميع ، ذلك الحدث الذى شكل زلزالا انسانيا كبيرا فى القرن العشرين ، انة المناضل الأفريقي نيلسون مانديلا ، المناهض الشرس لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا ، و الذي شغل منصب مناضل بدرجة رئيس جنوب إفريقيا منذ عام 1994، وحتي عام 1999، وكان أول رئيس أسود لدولة الإفريقية.

ولد "نيلسون روليهلاهلا مانديلا" كما جاء فى الموسوعة الحرة - ويكيبيديا - في 18 يوليو عام 1918، في قرية صغيرة تدعى "مفيتزو" بمقاطعة أوماتاتا ، بإقليم ترانسكاي في جنوب أفريقيا ، وحمل لقب "روليهلاهلا"، بما يعنى "المشاكس" ، منحدراً من قبيلة عريقة حيث كان جدة حاكما لشعب "تيمبو" في أراضي ترانسكاي بمقاطعة كيب الشرقية الحديثة بجنوب أفريقيا ، وقد سيطرت على "روليهلاهلا" فى اعوامة الاولى "العادات والطقوس القبلية البدائية" حتى شب مع اثنان من اشقائة في منزل والدته البسيط حيث عمل فى رعى الماشية ، وكان يمضي معظم الوقت في الخارج مع اقرانة ، وعلى الرغم من كون ان والداه أميين ، لكن والدته اصرت على ارسالة إلى المدرسة الميثودية المحلية وهو لم يتعدى بعد السبعة اعوام ، وعندما بلغ التسعة من عمره، قدم أبوه للعيش معهم في "كونو" ، وبعد فترة قصيرة توفي بمرض لم يشخص ، درس "روليهلاهلا" القانون في جامعة "فورت هير" وجامعة "ويتواترسراند"، واستقر عاش في "جوهانسبورغ" لينخرط في السياسة المناهضة للاستعمار، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأصبح عضواً مؤسسا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب ، و بعد وصول الأفريكان القوميين من الحزب الوطني إلى السلطة في عام 1948 وبدأ تنفيذ سياسة الفصل العنصري، برز على الساحة في عام 1952 في حملة تحد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وانتخب رئيس لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفال وأشرف على الكونغرس الشعبي لعام 1955، عمل كمحام، وألقي القبض عليه مراراً وتكراراً لأنشطة مثيرة للفتنة ، وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر في محاكمة الخيانة 1956-1961 وبرئ فيما بعد ، كان يحث في البداية على احتجاج غير عنيف، وبالتعاون مع الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا شارك في تأسيس منظمة رمح الأمة المتشددة في عام 1961، ألقي القبض عليه واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية ، وفي عام 1962 أدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة.

مكث مانديلا 27 عاماً في السجن ، أولاً في جزيرة روبن آيلاند ، ثم في سجن "بولسمور" وسجن "فيكتور فيرستر" وبالموازاة مع فترة السجن ، انتشرت حملة دولية قامت بالضغط من أجل إطلاق سراحه ، الأمر الذي تحقق في عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة ، صار بعدها "مانديلا" رئيساً لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ونشر سيرته الذاتية وقاد المفاوضات مع الرئيس "دي كليرك" لإلغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق في عام 1994، تلك الانتخابات التي قادت حزب المؤتمر إلى الفوز ، انتخب رئيساً وشكل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية كرئيس أسس دستوراً جديداً ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي. استمر شكل السياسة الاقتصادية الليبرالية للحكومة، وعرضت إدارته تدابير لتشجيع الإصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية. دولياً، توسط بين ليبيا والمملكة المتحدة في قضية تفجير رحلة بان آم 103، وأشرف على التدخل العسكري في ليسوتو. امتنع عن الترشح لولاية ثانية، وخلفه نائبه تابو إيمبيكي، ليصبح فيما بعد رجلاً من حكماء الدولة بمبادرة من الملياردير ريتشارد برانسون والموسيقي بيتر غابرييل ، حيث نظم " مانديلا" و"ماشيل" و"توتو" في مدينة جوهانسبرغ اجتماعا لزعماء العالم المؤثرين الذين يريدون المساهمة بخبراتهم وحكمتهم في حل المشاكل الأكثر أهمية في العالم ، وأعلن "مانديلا "عن تشكيل مجلس Global Elders "حكماء العالم" وفي كلمة له خلال عيد ميلاده التاسع والثمانين ضم المجلس ديزموند توتو رئيسا وقائمة أعضاءه المؤسسين تشمل أيضا كوفي عنان وإيلا بهات، وغرو هارلم برونتلاند وجيمي كارتر و لى تشاو شينغ وماري روبنسون ومحمد يونس وأوضح "مانديلا ": "يمكن لهذه المجموعة التحدث بحرية وجرأة، والعمل علنا أو بشكل غير رسمي على جميع أنواع التدابير التي ينبغي اتخاذها ، سنعمل على دعم الشجاعة حيث يشيع الخوف، وتشجيع التفاوض حيث يدور الصراع، وإعطاء الأمل حيث ينتشر اليأس" ، وقد ركز على العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلال هذا المجلس .

وقد حولت زيارة "مانديلا" لقطاع غزة القضية للعالمية ففي عام 1999، وخلال زيارة إلى قطاع غزة ، طلب "مانديلا" من قادة الكيان الصهيونى بالانسحاب من الأراضي المحتلة ، وقال مانديلا أنه : "جاءت هذه الزيارة لشفاء الجروح القديمة الناجمة عن علاقة الكيان الصهيونى بنظام الفصل العنصري السابق في جنوب أفريقيا" ، و أثناء فترة رئاسته في عام 1997، وبمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، كان "مانديلا" قد أرسل رسالة رسمية لدعم حق الفلسطينيين فى تقرير المصير وإقامة الدولة مستقلة في إطار عملية السلام ، في عام 1990، واجه مخاوف من المجتمع اليهودي الأمريكي، وقد كان "مانديلا" قد دافع بالفعل عن منظمة التحرير الفلسطينية، الذين دعموا تاريخيا دائمًا حزب المؤتمر الأفريقي ، وقال أن منظمته في نفس صف منظمة التحرير الفلسطينية لأنهما تحاربان من أجل تقرير المصير

وفي يونيو 2004 وعن عمر يناهز 85 ، أعلن "مانديلا "انه "يتقاعد من التقاعد" وبدا فى الانسحاب من الحياة العامة ، مستدركا "لا تدعوني، فأنا من سيدعوكم"، مع استمرارة فى لقاء الأصدقاء المقربين والعائلة، وردت المؤسسة دعوات له بالظهور في المناسبات العامة ورفضت معظم طلبات المقابلات الصحفي