جريدة الديار
السبت 11 مايو 2024 06:27 صـ 3 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

المتحدث الرسمي ل”الحركة الوطنية”: استدعيناه من ثكنته العسكرية ليكون رئيساً

خالد العوامي
خالد العوامي

كتب خالد العوامي المتحدث الرسمي لحزب "الحركة الوطنية المصرية"، مقالا بعنوان "حتي لا ننسي .. نحن استدعيناه من ثكنته العسكرية ليكون رئيساً"، في أجواء ذكرى تنصيب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وأكد العوامي في مقاله أن تفويض الرئيس، لم يكن تفويضا من أجل شخص؛ بل كان تفويضاً من أجل بلد؛ مذكرا بيوم خروج جماهير الشعب إلي الميادين بالملايين، لتغير ما كان يظن البعض أنه من المستحيل أن يتغير، تحت وطأة حكم جماعة اﻹخوان المسلمين.

وكان نص المقال هو:

حتي لا ننسي .. نحن استدعيناه من ثكنته العسكرية ليكون رئيساً " نحن نصنع مصائرنا بأيدينا " ، ومن يظن عكس ذلك نحسبه خاطئ في التقدير والحساب ، وصعاب الدنيا بأثرها يمكنها ان تنحني إذلالاً أمام شخص ، يملك إرادة ويعرف أين يضع موطأ قدمة ، وربما ونحن نعيش الان أجواء وذكريات ، " ثورة 30 يونيو ، وخارطة طريق 3 يوليو ، وتفويض 24 يوليو .. ونتذكر كيف كنا ؟ ، وكيف أصبحنا ؟ " ، تجدنا نزداد ثقة في إرادة الإنسان المصري ، الذي إعتقد بذاته ان بمقدوره الإنتصار ، فحقق ما اعتقد ، ونال ما أراد .

وبما ان ذكري تفويض الشعب ، "يوم الأربعاء 24 يوليو 2013 " ، لوزير دفاعه آنذاك الفريق أول عبد الفتاح السيسي ، تحل بعد ايام ، علينا ان ننظر بعمق وبحيادية لتداعيات وأثار ذاك التفويض ، ونرقب أوضاعنا التي كانت ، حتي لا نجني علي أحداً ، او نظلم رجلاً نحن من إستدعاه من ثكنته العسكرية ليكون رئيساً ، وأرجو ألا ننسي كيف بحت حناجرنا تنادي في الرجل ، وتحرض بداخلة مشاعر وطنية ، كم كنا أحوج لها آنذاك ، لا نريد ان ننسي ، او نتناسي كيف إستدعيناه ؟ ، وكيف كنا كالغريق ، يتعلق في كومة من القش ؟ .

وبنظرة أحسب ان فيها الحياد ، ورؤية أظن ان بها الإنصاف ، أستطيع الجزم بإننا لم نكن مطلقاً أمام تفويض من أجل شخص ، بل كان تفويضاً من أجل بلد ، يكاد يفقد هويته ويضيع مستقبله .. تفويضاً أدرك الشعب من خلاله ان سفينة الوطن ، إذا ما بقيت فوق الموانئ راسية ، فلن تصنع فرقاً ، وان إنطلاقها في عرض اليم ، هو ما يجعلها تغير أوضاع تكاد تقهر إرادته ، وتغير مصيره الي البقعة السوداء .

لذا إنطلقت جماهير الشعب الي الميادين هادرة ، لتصنع الفرق ، وتغير ما كان يظن البعض انه لن يتغير .. وكان رهان أهل الشر حينئذٍ ، مُصراً علي إجهاض تحركات الشعب الثائر ، ظناً منهم بانهم قادرون علي إستعادة شرعية مزعومة ، لرئيس فقد الشرعية .. و تأهبت الجماعة وأعوانها في تجهيز المشانق ، إنتقاماً من كل مواطن قال : " لا " .. بإختصار كنا جميعاً وبلا إستثناء مهددون باللا عودة ، وأحسب ان من ينكر ذلك ظالم أهله .. ولسنا هنا الان في معرض سرد وتحليل ، كيف تدخل الجيش ؟ ، وكيف إستجاب قائدة آنذاك للإرادة الشعبية ؟ ، فالتاريخ يذكر ذلك ، ويدونه دون جرح .. أو .. أو تزييف . .. ولكن عظة الذكري ، تؤكد لكل قائد يريد ان ينجح ، بإنه من الضروري أن يتقبل العالم كما هو .. ثم .. ثم يرتفع فوقه رويداً رويداً .. وكلما زاد إرتفاعه محلقاً زاد منظره جمالاً " ، وبدا ان هكذا فعل القائد .. القائد الذي أراد ان يصنع فرقاً في الأداء ، فتعرض للنقد والذم وإساءة الفهم ، وأحسب ان ذاك جزء من ثمن الوصول الي العظمة . .. ولعل هذا ما يحدث مع الرئيس القائد ، إذ يري البعض ، ان ظنهم قد خاب في بعض من سياساته ، بل واتخذ هؤلاء البعض ، حالة الغلاء وإرتفاع الأسعار ، منفذاً للطعن في الدولة والنظام ، والتقليل من شأن جهد يبذل ، وتغيرات عميقة تتم علي الأرض ، لكن إحقاقاً للحق فلم يكن أمام الرئيس القائد سوي طريق واحد ، وإلا كنا سندفع جميعاً ثمناً باهظاً ، ليس من جيوبنا فقط ، بل من أعمارنا ، ومصائرنا ، ومستقبل وطننا بأثره .

فربما نتفق بان بعض من السياسات الحكومية يجانبها كثير من الصواب ، خاصة فيما يتعلق بـ " جيب " المواطن ، الذي بات فارغاً ، رغم برامج الحماية الإجتماعية ، التي لم تصل علي الأرض للفئات المستهدفة ، فالدعم مازال محتجزاً ، لم يصل الي مستحقيه ، بل أحوج الي إجراءات أكثر عدلاً وإنصافاً .

لكن .. في المقابل لا ننكر أبداً ، مواضع الثقة التي إستردها الوطن ، بعد ان كان يهيم في سكة الضلال المبين ، وبنظرة عابرة الي الحسابات الدولية ، ومعايير القوة والعلاقات الخارجية ، ومكانة مصر التي باتت الأن تزهو فوق السطح العالمي ، ندرك ان الوضع يتغير ، وان جميعها شواهد تؤكد كيف كنا ؟ ، وكيف أصبحنا ؟ ، حتي قوتنا الناعمة باتت الان أكثر بزوغاً .

بالله عليكم ، لا تجلدوا ذاتنا ، ولا تطمسوا حقائق تقلل من جهد يبذل ، لتغيير ظروف كانت حالكة السواد ، كانت أقصي أمانينا ، التخلص من حكم الطغمة الإخوانية الظالم أهلها .. و .. وقد كان . يا سادة ، إننا الان في دولة أخري .. انظروا الي الغد بأمل مفعم بالطموح .. ثم .. ثم تيقنوا ان العالم بأسره يتنحي جانباً ، كي يفسح الطريق لأم الدنيا ، " مصر الثانية " . .. والسلام كل السلام .. علي من يريد طريق السلام

بقلم / خالد العوامي

المتحدث الرسمي لحزب الحركة الوطنية المصرية