جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 03:52 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

عبد الناصر محمد يكتب: جماعة الدم

حلقات مسلسلة حول جرائم تنظيم الإخوان

نرصد خلال هذا الملف بعض الجرائم الدموية التى إرتكبها تنظيم الإخوان المشبوة فى حق الوطنيين من أبناء مصر الشرفاء والذين أريقت دمائهم الطاهرة الذكية على أيدى جماعة الدم والخيانة.

قبل الخوض فى تفاصيل تلك الجرائم التى سوف تكون مدعمة بالمراجع والشواهد التى تعترف بضلوع الإخوان فى إرتكابها لابد من الإشارة إلى أسباب إتجاه الإحتلال الإنجليزى إلى العمل على إنشاء جماعة تبدو فى الظاهر حرصها على مصالح الوطن بل ومناهضة الأحتلال نفسه ولكنها فى الباطن تكون الأداة التى يتم من خلالها تنفيذ كل أهداف الإحتلال وتكون السيف المسلط على رقاب كل من يناهض الإحتلال وترسخ فى نفوس الشعب بإسم الدين لمحو وطنيته وهويته ويظل الإنتماء للجماعة إعتقادا أن ذلك هو الدين وتشكك فى كل وطنى حقيقى هدفه إنهاء البلاد وتحريرها من دنس الإحتلال بل وتصفيته تماما بعد الترويج بأنه خائن أو عميل للإحتلال!!

كل هذه المخططات سعى الإحتلال لتنفيذها منذ قيام ثورة الشعب بقيادة الزعيم سعد زغلول عام ١٩١٩ حيث كانت الثورة أشبه بموجات عاتية زلزلت الأرض تحت أقدام الطغاة الإنجليز بل وإستمرت مقاومة الإحتلال بعد الثورة وتكونت جماعات سرية و التى نجحت فى إغتيال عدد من أعوان الإنجليز وكذلك بعض جنرالات الإحتلال على رأسهم الحاكم الإنجليزى على السودان السير " لي ستاك " فضلا عن الهجوم المستمر على معسكرات الإنجليز ومهاجمة فرق الجيش التابعة للإحتلال.

ومن هنا جائت الفكرة الشيطانية من جانب الإحتلال بزراعة جماعة بإسم الدين الإسلامى لإجهاض كل هذه المحاولات التى تقاوم الإحتلال والإنتقام من الرموز الوطنية التى دعمت وساعدت على القيام بالمقاومة ضد الإنجليز.

البركان الخامد

قبل عرض الجرائم التى أرتكبت على أيدى جماعة الإخوان الإرهابية من خلال هذا الملف الذى تم إعداده يجب التنويه على أمر ضرورى فقد يتوهم الكثيرون من أبناء الشعب بما فى ذلك أصحاب القرار أن مصر تكاد تكون تخلصت تماما من هذا التنظيم الدموى وتطهرت من أفكاره المسمومة وأنه تم هدم المعبد الهرمى الذى نجح فى خداع عدد هائل من أبناء الوطن بل وتحول إلى أفعى تبث سمومها فى العديد من دول العالم فأصبح هناك ما يسمى بالتنظيم الدولى للإخوان الذى يغترف الأموال من أجل إستقطاب العديد من الشباب وإستخدامهم فى تنفيذ مخططات سافرة هدفها سيطرة الماسونية والصهيونية العالمية على المشهد الدولى ومن ثم التحكم فى مقدرات ومصائر الشعوب.

والواقع يؤكد أن النبت الشيطانى الإخوانى مازال متربصا بالجحور منتظرا من جديد الفرصة السانحة للظهور مرة أخرى كالبركان الخامد تحت الأرض الذى سيأتى يوما لينفجر وينشر حممه ليحرق كل من حوله.

ولنا فى التاريخ العبر ففى نهاية عهد الملك فاروق وبعد سلسلة من الجرائم المرتكبة فى حق الوطن والوطنيين و التى سوف نعرض جانب منها فى هذا الملف تم القبض على رموز الشر من رؤوس هذه الجماعة المشبوهة وحينها ظن الساذجون أن أمر هذه الجماعة قد إنتهى ولكن سرعان ما أعيد إحياؤها عقب ثورة يوليو وظهرت فى الصورة من جديد وتم العفو عن القيادات التى كانت فى سجون الملك الراحل ولكن حين تبين لعبدالناصر نواياهم الخبيثة شن ضدهم حربا ضروسا وأعتقل رموزهم وحاكمهم ونفذ حكم الإعدام الصادر ضد بعضهم وظن الساذجون للمرة الثانية أنه تم القضاء عليهم تماما وذهب عبدالناصر وفتح السادات أبواب السجون وأخرجهم منها وولدت من أرحامهم النجسة جماعات مسلحة شديدة الدموية فأغتالت السادات نفسه لتشن ضدهم حملات ضارية مرة جديدة ليظن الساذجون للمرة الثالثة أنهم أصبحوا ذكرى ورحلوا للأبد وإذا بهم يعودون بأوامر أجنبية فى عهد مبارك بل والأدهى أنهم يحصلون على مزايا وصلاحيات واسعة وتمثيل تاريخى بالبرلمان إلى أن جائت أحداث يناير ليستولون على الحكم ثم ثورة ٣٠ يونيو المجيدة التى أطاحت بهم و التى قامت بتعرية أفكارهم المتطرفة ويظن الساذجون من جديد أنه تم بالفعل تحرير شهادة وفاة لهذه الجماعة ولكن إلى متى نظن وإلى متى نظل ساذجون فها هم يطلقون الشائعات التى تسعى لتأليب الرأى العام ضد النظام ونجد من يدافع عنهم من بيننا وهؤلاء هم ساذجوا هذا العصر الذين يرددون أنه لا يجب حين يحدث أمر ما أن نقول أن من ورائه الإخوان فقد انتهوا خلاص ولكن لن نرتمى فى أحضان هذه الأفكار الساذجة ولابد أن تظل اليقظة من خطورة هذا التنظيم الذى ينتظر الفرصة ليخرج من ثباته ويطيح بأمن الإستقرار الوطن.

جماعة الدم

الحلقة الأولى

أسرار إغتيال أسمهان على أيدى الإخوان

فرمان إنجليزى للبنا بقتل الفنانة أسمهان

المطربة السورية ولدت فى البحر وقتلت بالترعة

فى مثل هذا اليوم ١٤ يوليو عام ١٩٤٤ تلقت الجماهير فى مصر والوطن العربى خبر مفجع وهو رحيل الفنانة السورية الشابة أسمهان صاحبة الصوت الرائع أميرة جبل الدروز وشقيقة الفنان فريد الأطرش بعد سقوط السيارة التى كانت تقلها مع صديقتها ومديرة أعمالها مارى قلادة فى ترعة الساحل بمدينة طلخا حيث كانا متجهتين إلى مدينة رأس البر لقضاء أجازة نهاية الأسبوع قبل أن تكمل فيلم غرام وإنتقام ليلقيا مصرعهما بعد هروب السائق .. وترك رحيل أسمهان لغزا كبيرا وخرجت شائعات متعددة حول الجهة التى وراء هذا الحادث والذى قيد فى النهاية ضد مجهول ولكن بعد مرور السنين تكشفت الحقائق وتبين أن جماعة الدم والإرهاب وراء مقتلها تنفيذا لأمر من الاحتلال الإنجليزى لحسن البنا مؤسس هذه الجماعة المشبوهة... وإلى التفاصيل المثيرة

فى ٢٥ نوفمبر عام ١٩١٢ وعلى متن باخرة فى عرض البحر ولدت آمال فهد الأطرش التى أشتهرت فيما بعد بإسم " أسمهان " وهى سليلة عائلة وطنية من جبل الدروز فى سوريا ووالدها أحد زعماء الجبل وينتمى إلى المناضل سلطان الأطرش قائد ثورة الدروز ضد الإحتلال الفرنسى وفى هذه الأثناء الساخنة والهجمات المتكررة من جانب الإحتلال الفرنسى على الدروز رأت والدة أسمهان الأميرة علياء حسين المنذر أن تنأى بأولادها من هذا الجحيم وأن تهرب بهم إلى مصر وبالفعل جائت الأم بصحبة أولادها الثلاث فؤاد وفريد وآما

فى ٢٥ نوفمبر عام ١٩١٢ وعلى متن باخرة فى عرض البحر ولدت آمال فهد الأطرش التى أشتهرت فيما بعد بإسم " أسمهان " وهى سليلة عائلة وطنية من جبل الدروز فى سوريا ووالدها أحد زعماء الجبل وينتمى إلى المناضل سلطان الأطرش قائد ثورة الدروز ضد الإحتلال الفرنسى وفى هذه الأثناء الساخنة والهجمات المتكررة من جانب الإحتلال الفرنسى على الدروز رأت والدة أسمهان الأميرة علياء حسين المنذر أن تنأى بأولادها من هذا الجحيم وأن تهرب بهم إلى مصر وبالفعل جائت الأم بصحبة أولادها الثلاث فؤاد وفريد وآمال " أسمهان " وسكنوا بحى الفجالة بالقاهرة.

وعندما بلغت أسمهان سن ٢١ عاما والتى ذاع صيتها فى الغناء وتنبأ لها الكثيرون بمسقبل واعد فى عالم الفن تزوجت من إبن عمها الأمير حسن الأطرش وعاد بها إلى مسقط رأسها لتتعايش وسط أحداث المقاومة والنضال ضد الإحتلال الفرنسى وأصبح لها نشاطا سياسيا ملحوظا ولكنها إنفصلت عن زوجها وعادت إلى مصر لتستكمل مسيرتها الفنية وفى عام ١٩٤١ لجأت إليها المخابرات الإنجليزية للإستعانة بها على دخول سوريا لطرد حكومة " فيشى " الفرنسية المحتلة و التى كانت قد أسلمت زمامها إلى للألمان وأعلنت تأييدها للنازية أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك عن طريق الجنرال " كلايتون " المسئول فى الخارجية البريطانية وأحد أعمدة جهاز المخابرات الإنجليزية والذى كانت له صلاحية إعطاء الأوامر لحسن البنا مرشد جماعة الإخوان المسلمين ووافقت أسمهان على العرض خاصة وأنه سوف يحرر وطنها من الاحتلال الفرنسى الغاشم.

ووفقًا للوثائق البريطانية فى فترة الأربعينيات كان "كلايتون" مسئولا عن شبكة جاسوسية أنشأها لمصلحة التاج البريطاني تحت اسم "سناك" وكانت "اسمهان" بمثابة العمود الرئيسي لهذه الشبكة حيث ساعدت القوات الفرنسية المتحالفة مع الإنجليز إبان الحرب العالمية الثانية في التمركز بجبل الدروز

وهنا تذكر الوثائق أن قائد سلاح الطيران البريطاني في الشرق الأوسط قد جندها للعمل معهم، وكان ذلك القائد بنفسه رئيس المخابرات للجيوش البريطانية، مهتم بمعرفة جميع الأمور في المنطقة.

في عام 1941 التقت "أسمهان" مع أحد السياسيين البريطانيين العاملين في الشرق الأوسط، وتم الاتفاق على أن تساعدهم في تحرير سوريا وفلسطين ولبنان وأن تكون بمثابة مخبر ناقل للمعلومات.

وجرى الاتفاق على أن تساعد "أسمهان" بريطانيا والحلفاء في تحرير سوريا وفلسطين ولبنان من قوات فيشي الفرنسية وقوات ألمانيا النازية، وذلك عن طريق إقناع زعماء جبل الدروز بعدم التعرض لزحف الجيوش البريطانية والفرنسية (الديجولية).

وقد قامت بمهمتها خير قيام بعد أن أعادها البريطانيون إلى زوجها الأسبق الأمير حسن، فرجعت أميرة الجبل من جديد، وهي تتمتع بمال وفير أغدقه عليها الإنجليز، وبهذا المال استطاعت أن تحيا مرة أخرى حياة الترف والبذخ وتثبت مكانتها كسيدة لها شأنها في المجتمع ولم تقصر في الوقت نفسه في مد يد المساعدة لطالبيها وحيث تدعو الحاجة.

ولكن أسمهان رأت أن تمسك العصا من المنتصف وتفتح قنوات الإتصال بالألمان خاصة فى ظل تفوقها وحلفائها على الإنجليز وحلفائها فى أوقات مختلفة من الحرب ولكى تحصل على وعد بتحرير وطنها من الإحتلال فى حالة إنتصار ألمانيا .

ويقال إن روميل "ثعلب الصحراء" أرسل إلى هتلر كاشفا عن أسباب تأخر جيشه في مواجهة الإنجليز وأن هناك "حية رقطاء" اسمها "أسمهان" تنقل تحركات الألمان عبر رجال أقامت علاقات معهم، وأنه سيقوم باستغلالها استغلالا عكسيا.

ووقعت مكاتبات روميل لهتلر في يد الإنجليز الذين ظلوا فترة يرصدون حركة "أسمهان" ولقاءاتها بشخصيات إيطالية تقوم بتوصيل ما وصلت إليه للألمان وهنا قررت بريطانيا الإنتقام منها وتصفيتها ولكنها شعرت بالخطر فى سوريا فقررت الطلاق مرة أخرى من إبن عمها وتعود لمصر.

ومنذ عودتها للقاهرة وهى تحت الميكروسكوب الإخوانى حيث أصدر الجنرال كلايتون أوامره للبنا بسرعة تصفية أسمهان لأن لديها معلومات خطيرة تهدد الحليفة بريطانيا وهى على علاقة بالألمان وقام البنا بدوره بإصدار أوامره لمسئول التنظيم السرى عبدالرحمن السندى بالتخلص منها لأنها درزية كافرة وخمورجية وظل السندى يتتبع تحركات الفنانة وإستعان بأحد أفراد التنظيم السرى ويدعى الأسطى فضل السائق والذى تمكن من العمل بأستوديو مصر إلى أن سنحت الفرصة حين إستأذنت أسمهان من الفنان يوسف وهبى منتج الفيلم الذى كانت تقوم بتصويره وهو فيلم " غرام وإنتقام " والذى رفض تماما ولكنها أصرت بعد إلحاح من أثنين من صديقاتها ووافق يوسف وهبى على مضض وأثناء السفر قدم السائق زجاجة ويسكى تحتوى على مخدر بحجة أنها هدية من الأستوديو وذلك كما هو متفق عليه مع السندى والذى ذكر ذلك فى مذكراته السرية وبعد تأكد السائق أن أسمهان شعرت بصداع من الويسكى هى وصديقتها مارى قلادة إنخرف بالسيارة ناحية الترعة وفتح الباب وقفز منه تاركا السيارة تهوى فى طريق الترعة لتغرق بمن فيها ليكتب قصة النهاية لأسمهان.

وقد بارك البنا هذه الجريمة ولكنه كان غاضبا حين أخبره السندى بأنها تكلفت ٢٠٠ جنيها وهو مبلغ باهظ فى هذه الفترة ولكن السندى برر النفقات العالية بأن الرأس التى كانت مطلوبة غالية أيضا.

وقد إعترف كذلك بهذه الجريمة محمود عبدالحليم رئيس التنظيم السرى قبل السندى.

المراجع

كتاب " أسمهان تروى قصتها " الكاتب محمد التابعى

كتاب " سر المعبد" الجزء الثانى للكاتب ثروت الخرباوى

جماعة الدم

الحلقة الثانية

الإخوان يثأرون للإنجليز ويقتلون أحمد باشا ماهر

العملاء إنتقموا من رئيس الوزراء لمقتل جنرال الإحتلال

إحسان عبدالقدوس يزيف التاريخ فى رواية " فى بيتنا رجل"

أحد الأسباب الرئيسية التى دعت جنرالات الإحتلال لزراعة جماعة تابعة لها داخل المجتمع المصري هو سلاح المقاومة الذى إستخدمه عدد من رجال الوطن الشرفاء ضد الأساليب الغاشمة والتدخل السافر فى شئون المملكة المصرية من جانب الإحتلال تلك المقاومة التى زادت حدتها عقب ثورة ١٩ ومن أبرز أعمال المقاومة تلك العمليات الفدائية التى قامت جماعة سرية أنشأها أحد رموز ثورة ١٩ وهو عبدالرحمن فهمى وكان من أبرز أعضائها أحمد ماهر وصديقه الحميم محمود فهمى النقراشى.

وقد تمكنت المقاومة من إغتيال أثنين من عملاء الإنجليز وهما حسن عبدالرازق وإسماعيل زهدى وذلك عام ١٩٢٢ ولكن الإنجليز غضبوا بشدة حين تم إغتيال أحد الجنرالات الإنجليزية الكبرى وهو السردار " لى ستاك" وبعدها شن المحتلون حملات إعتقال واسعة لرموز المقاومة وتم إعتقال أحمد ماهر والنقراشى ووجهت لهما تهمة تشكيل جماعة سرية للإغتيالات السياسية وتهمة قتل السير " لى ستاك" وأوصت بإعدامهما ولولا تدخل الزعيم سعد زغلول ومطالبته بمحاكمتهما علنيا لتم تنفيذ حكم الإعدام فيهما.

وكلف سعد زغلول المحامى البارع فى ذلك الوقت مصطفى النحاس بتولى مهمة الدفاع عنهما وبعد مرافعات جليلة نجح النحاس فى إنتزاع حكم البراءة لعدم ثبوت الأدلة.

وبعد ذلك إستطاع أحمد ماهر إبن منطقة العباسية بالقاهرة من تمثيل الشعب فى مجلس النواب وحرص على تذليل العقبات أمام الجماهير وتوفير الخدمات لهم وأصبحت له شعبية جارفة لدرجة أنه حين كلفه الملك فاروق الأول بتشكيل الحكومة عام ١٩٤٤ خرج الآلاف فى مظاهرة حب وتأييد وإتجهوا إلى قصر عابدين لتوجيه الشكر والتحية للملك على الإختيار الموفق.

المشهد الأول

صاحب المقام الرفيع أحمد باشا ماهر رئيس الوزراء يتحمس لفكرة إعلان الحرب على أيا من دول المحور مثل اليابان نظرا لعدم وجود مصريين بها أى مجرد إعلان لن يدخل حيز التنفيذ حتى يتوافر لمصر شرط الإنضمام لعصبة الأمم التى سوف يتم تشكيلها عن طريق بريطانيا وأمريكا وروسيا مما يساعد على مطالبة الإنجليز بالجلاء.

المشهد الثانى

المخابرات الإنجليزية تأمر حسن البنا مرشد عام الإخوان بضرورة الإنتقام من أحمد ماهر ومحمود فهمى النقراشى لأنهما وراء إصرار مصر على جلاء الإنجليز وأيضا للأخذ بالثأر لمقتل السير " لى ستاك" والبنا بدوره يكلف رئيس التنظيم السرى عبدالرحمن السندى بوضع خطة لاغتيال ماهر بحجة تزوير الإنتخابات ضد البنا لصالح منافسه بدائرة الإسماعيلية وعلى الفور يضع السندى خطة لقتل ماهر ويكلف محام إخوانى شاب إنتمى إسما للحزب الوطنى للتمويه للتنفيذ بحجة أن ماهر كافر وعميل للإنجليز وسوف يورط البلاد فى الحرب مع اليابان !!

المشهد الحزين

عقارب الساعة تشير إلى تمام الثامنة فى ليلة شتوية يوم السبت ٢٤ فبراير عام ١٩٤٥ حيث يترقب الجميع موافقة مجلس النواب على قرار إعلان الحرب على اليابان وفى البهو الفرعونى يندس العيسوى بين الصحفيين المنتظرين للقرار يخرج أحمد ماهر من قاعة الجلسة مع النواب يقترب العيسوى منه شاهرا سلاحه ويطلق ٣ رصاصات قاتلة تستقر فى قلبه وصدره ليسقط رئيس الوزراء صريعا على أرض البرلمان الذى طالما شهد مطالباته وخطبه من أجل رقى الوطن.

المشهد المهيب

برصاصات العمالة والخسة والخيانة رحل صاحب المقام الرفيع أحمد باشا ماهر وخرج مئات الآلاف من أبناء الوطن فى وداع البطل الجسور الذى أستشهد غدرا كجندى باسل فى ميدان معركة الدفاع عن الوطن ولبست القاهرة ثوب الحزن على فقيدها العظيم وطافت الجنازة الرسمية شوارع القاهرة وكان يحيط بعربة المدفع التى أقلت جثمان الشهيد حرس البرلمان خاصة وأن الشهيد قضى مدة طويلة فى الحياة البرلمانية المصرية متجهة إلى الضريح القائم الآن أمام مستشفى دار الشفاء بشارع رمسيس وهو نفس الضريح الذى إستقبل فيما بعد جثمان رفيق دربه النقراشى باشا ووريت جثة الشهيد الثرى بعد أن لقيت روحه الطاهرة بارئها آمنة مطمئنة مستبشرة بالجنة وحسن الجزاء.

وفاضت المشاعر فى كثير من محافظات البلاد وأقيمت جنازات صامتة وخرجت الإسكندرية عن بكرة أبيها فى جنازة تعبيرية توديعا للشهيد أحمد باشا ماهر وهذا أكبر دليل على حب الشعب له بما يدحض إفتراءات الإخوان بأنه كان عميلا للسراى وللإنجليز وليس كما صوره الكاتب المزيف للتاريخ إحسان عبدالقدوس الذى حول الإرهابى القاتل إلى بطل قومى فى روايته الشهيرة " فى بيتنا رجل " و التى تحولت إلى فيلم سينمائى شهير أعطى إنطباعا للجماهير بأن رئيس الوزراء كان عميلا وخائنا.

المراجع

كتاب " بقايا ذكريات" للقطب الإخوانى الشيخ أحمد حسن الباقورى

كتاب " فقه السنة" الشيخ سيد سابق قطب إخوانى

كتاب " معالم الحق" للإمام الغزالى

أخطر مرجع كتاب " حقيقة التنظيم الخاص" مذكرات محمود الصباغ الرجل الثانى فى التنظيم الخاص.