جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 01:27 مـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

رويدا سليمان تكتب : كيف نزرع السلام

رويدا سليمان
رويدا سليمان

( السلام)..كلمة ناضلت لأجلها البشرية، و ماتزال تسعى إلى قطف ثمارها و التنعم بها، و إلى رمي الحروب و شرورها بعيداً، تفرض علينا تساؤلاتٍ عديدة، منها: هل الإنسانية بمفهومها االمطلق الراقي و الواسع المدى تحتم على الإنسان: _ أن يرضى بالذلِّ و المهانة كي يُنعَتِ بأنه (إنساني)؟ _ أن يرضى بالعَوَز المادي من مبدأ (الحمدلله على كل شيئ). _ أن يتقبل اضطهاد الأخرين له و سرقةَ حقوقه من قبل أرباب المال و مو ظفيهم الجشعين حتى لا يقال عنهم إنهم متمردون و يقوضون استقرار المجتمع؟ _ أن يحافظوا على إرث الأقدمين و يتبنوا معتقداتهم حتى ولو كانت جاهلةً و تعيق تقدمهم؟ و الأهم الأهم.. _ هل يُحَتَم علينا نحن الذين نعيش في بقعةٍ جغرافيةٍ معظم أجزائها مغتصبة منذ عقود من قبل القوى الإستعمارية العالمية و ماتبقى منها مغتصبٌ من قبل أنظمةٍ إما دكتاتورية أو سلفيةٍ عمياء، هم بالنهاية صنيعة الأولى و ذراعها الأمين؛ أن لا نحمل السلاح و نقاتل لأجل استرجاع أوطاننا المغتصبة، طبعاً،حتى لا نكون بذلك قتلة و مجرمين! ثقافة (السلام) حسب ما تمليه علينا مسيرة الحضارة و دروس التاريخ، تحتاج جهوداً كبيرةً و من جهات متعددة، أولها الأسرة، ثم يأتي دور الدين لما له من عميق أثرٍ في نفوس أبناء مجتمعاتنا، بعد ذلك يأتي دور مؤسسات الدولة و المجتمع المدني على حدٍ سواء.. ابتداءً من المدرسة ثم الجامعة فالنوادي و الجمعيات و المنتديات الفنية و الرياضية و الثقافية... طبعاً..مهمة هذه المؤسسات بكل أطيافها زرع بذرة الخير و المحبة والعطاء في نفوس الصغار بالدرجة الأولى لأنهم بنيان المستقبل، ثم غرس بذور أفكار التعاون و التعاضد المجتمعي و الإنساني في كل الأوقات و والحالات، و أيضاً رسم ملامح فكرة (الحرية) و تبيانُ حدودها مع فكرة (النظام و الإنضباط)، حيث أن معظم مشاكل البشرية كانت نتيجة عملية الخلط مابين الفكرتين الآنفتي الذكر. حريتي أن لا أقمع حرية غيري فلا أتعدى على حقوق الآخر؛ عند هذه النقطة و منها انطلقت كل الحروب، كل يريد أن يلغي الآخر إمَّا بسبب جنونِ العظمةِ أو لأطماعٍ مادية و اقتصادية منبعها جشع الإنسان! إن (السلام) مشروع إنساني و حضاري، هو الأهم في حياتنا لو فكرنا بأمره بجديةٍ و واقعيةٍ أكثر... و أمام كل ما سبق من تساؤلاتٍ مشروعة من وجهة نظري الشخصية، يحق لنا التساؤل: أين نحن من السلام.. و كيف السبيل إليه وإلى تلك الإنسانية المزعومة التي يتغنون بها ليل نهار، بينما دماء الأبرياء وصلت رائحتها إلى سابع سماء...! هل من إجابة تشفي غليل من ارتقوا السماء؟ رويدا سليمان