جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 10:45 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الصين مسلمي الأجور أجبروا على إعتناق الإسلام

اقلية الأيجور المسلمة بالصين
اقلية الأيجور المسلمة بالصين

نشر موقع شبكة "إي بي سي" الأسترالية تقريرا للكاتب ماكس وولدن، يشير فيه إلى ما ورد في ورقة بيضاء للسلطاتالصينية، زعمت فيها أن مسلمي الإيجور في إقليم تشنج يانج قالوا إنهم تعرضوا للعبودية وأجبروا على اعتناق الإسلام.

ويشير التقرير، إلى أن الورقة، التي نشرها يوم الأحد مجلس الدولة الصيني للمعلومات، وهو الفرع الدعائي للحكومة، وقدم فيها تفسير الحزب الشيوعي الحاكم للتاريخ، زعمت أن "الإسلام ليس نظاما محليا، ولم يكن المعتقد الوحيد الذي آمن به الإيجور". ويفيد وولدن بأن الورقة زعمت أن الإسلام انتشر في تشنجيانغ من خلال "الإمبراطورية العربية"، وأن الشعوب الإيجورية تحولت إلى عبيد على يد الأتراك.

ويورد الموقع نقلا عن الورقة، قولها إن اعتناق الإسلام "لم يكن طوعيا أو باختيار الناس، لكنه كان نتيجة للحروب الدينية والإجبار الذي قامت به الطبقة الحاكمة"، وأضافت أن الحكومة "مع ذلك، تحترم حق المسلمين ومعتقداتهم". ويلفت التقرير إلى انه يعتقد أن هناك مليون مسلم إيغوري معتقلون في معسكرات اعتقال فيما تطلق عليها الحكومة مراكز إعادة تعليم، أو مراكز مهنية، أما من يعيشون خارج المعتقلين فهم عرضة للرقابة الدائمة؛ في محاولات للصين لتغيير هويتهم باسم مكافحة التشدد، مستدركا بأن المراقبين يطلقون عليها اسم عملية "إبادة ثقافية". وينوه الكاتب إلى أن نشر هذه الورقة جاء كجزء من حملة واسعة لرد الشجب الدولي لعملية القمع ضد الإيجور، والتأكيد أن إجراءاتها في المنطقة هي عملية مكافحة إرهاب

. وينقل الموقع عن مديرة مكتب "هيومان رايتس ووتش" في أستراليا إيلين بيرسون، قولها: "لا أعتقد أن أي شخص خارج الصين يتابع ما يجري في تشنجيانغ ستخدعه هذه الورقة البيضاء"، فيما قال جيمس ليبولد من جامعة تروب والخبير في إثنية الإيغور، إن الورقة هي حالة كلاسيكية عن حرب المعلومات التي تخوضها الصين، و"مثل كل دعاية فيها الكثير من أنصاف الحقائق". ويشير التقرير إلى أن صحيفة الدولة الناطقة باللغة الإنجليزية "غلوبال تايمز" اعتبرت هذه الورقة مهمة، "يتم من خلالها التفريق بين الناس الطيبين والأشرار"، لافتا إلى أن معظم المؤرخين يرون أن أجزاء كبيرة من تشنجيانج كانت تعرف باسم تركستان، إلا أن الورقة البيضاء اعتبرت المنطقة جزءا لا يتجزأ من الصين ولم تكن أبدا تركستان الشرقية، فيما يرى ليبولد أن هذا ليس صحيحا.

ويقول وولدن إن تقرير الدولة يزعم أن ثقافة الإيغور عكست منذ البداية عنصرا من الثقافة الصينية، وهي جزء لا يتجزأ من الحضارة الصينية، مشيرا إلى قول ليبولد "من الحماقة الحديث عن صين موحدة قبل 5 آلاف أو 3 آلاف عام، التي ضمت إقليم تشنجيانغ والشعب الإيجوري"، وأضاف أن الحديث عن حرية دينية في الإقليم تدعو إلى الضحك. ويلفت الموقع إلى أنه جاء في الورقة البيضاء أن "تشنجيانج التزمت بالحرية للأديان كلها"، مشيرا إلى أن هذا يتناقض مع ممارسة القمع ضد المسلمين والأقليات المسيحية وجماعة فالون جونج، التي تم توثيقها بشكل جيد، حيث أشار تقرير لمنظمة "أمنستي" عام 2018 إلى أن أي تعبير عن الدين يعد "تطرفا"، بما في ذلك إطالة اللحية والصلاة والصيام خلال شهر رمضان. وينقل التقرير عن بيرسون، قولها: "لقد شاهدنا عددا من الطرق التي تم فيها قمع الهوية الإيجورية خلال السنوات الماضية"، مشيرة إلى أن الصين منعت أسماء تعدها إسلامية.

وينوه الكاتب إلى أن أستراليا عبرت عن انتقادها لمعاملة الصين للمسلمين الإيجور، ووقعت مع 21 دولة أخرى، بينها بريطانيا وكندا وألمانيا، على رسالة أرسلت إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ودعت إلى وقف عمليات الاعتقال الجماعية، في الوقت الذي وصف فيه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو طريقة معاملة الصين لمسلميها في منطقة تشنجيانج بأنها "أسوأ أزمة حقوق إنسان في عصرنا" و "لطخة القرن".

ويفيد الموقع بأن الورقة البيضاء انتقدت دولا لم تسمها، وقالت إنها "تتعامل بازدواجية مع الإرهاب وحقوق الإنسان، وأصدرت نقدا غير مبرر للجهود في تشنجيانج، مشيرا إلى أن مجموعة أخرى من الدول، تضم السعودية وروسيا وكوريا الشمالية، وقعت على رسالة أخرى اتهمت فيها دول الغرب بـ"تسييس حقوق الإنسان" في موضوع الإيجور، وأثنت على الجهود الصينية والإنجازات التي تستحق التقدير في مجال حقوق الإنسان.

وبحسب التقرير، فإن هناك عددا من المسلمين الأستراليين الذين وجدوا أنفسهم وسط حملة الاعتقالات، حيث اعتقلت السلطات الصينية أقاربهم ممن يعيشون في المنطقة. ويختم "إي بي سي" تقريره بالإشارة إلى أن تحقيقا أجراه برنامج "فور كورنرز" في شبكة "إي بي سي"، وبث الأسبوع الماضي، كشف عن الجهود الصينية في عملية الاقتلاع الثقافي ضد الإيغور، بما في ذلك العمالة القسرية لإنتاج قطن تشتريه الدول الغربية، وكشف التحقيق عن ارتباط عدد من الجامعات الأسترالية بتكنولوجيا الرقابة التي تستخدمها الصين لقمع المسلمين الإيجور.