جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 06:25 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الحسين عبدالرازق يكتب : شطة وبيكا .. وظاهرة السقوط إلي أعلي !!

الحسين عبدالرازق
الحسين عبدالرازق

لجنة العمل بالإسكندرية تحرر محضراً ضد “حمو بيكا” متهمة إياه بتلويث الذوق العام والغناء بدون ترخيص
الحرب علي وشك الإشتعال بين حمو بيكا ومجدي شطة بعد أن إتهم الأخير بيكا بمحاولة خطف جمهوره ،
وأخيراً ..
نقيب المهن الموسيقية يوجه الشكر للجهات الأمنية بالإسكندرية لسرعة الإستجابة وإيقاف حفل حمو بيكا الذي كان مقرراً إقامته مساء الجمعة بمنطقة العجمي !
طيب الله أوقاتكم بالخير …
كان هذا غيضٌ من فيّض أخبار الأخ حمو بيكا الذي أصبح مابين ليلة وضحاها هو المسيطر الأول علي اهتمامات رواد موقع التواصل الإجتماعي ” الفيس بوك ” في مشهد شديد العبثية تحول معه سائق التوك توك المغمور إلي نجم فاق في شهرته ” محمود إبو بتاع الأزوزة ” الذي ملأ إسمه صفحات الجريدة في المشهد الكوميدي الشهير للفنان فؤاد المهندس في مسرحية علشان خاطر عيونك !!
ربما كان الإختلاف الوحيد أن المشهد في المسرحية كان مضحكاً كونه من كوميديا الفارس، بينما جاء مشهدنا اليوم خالياً من أي نوع من أنواع الكوميديا ، حتي السوداء منها .
مشهد عبثي صِرف ، فتشت له عن عبارة تصلح لوصفه بين كل متون لغة الضاد وعلومها فلم أجد !
من هو حمو بيكا الذي تحول فجأة وعلي حين غرة وبدون سابق إنذارإلي حديث المدينة ؟
كان هذا بالطبع هو السؤال الأول والبديهي والمشروع الذي تبادر إلي ذهني ، لكن وبمجرد أن توجهت بالسؤال إلي السيد “جوجل” محرك البحث الشهير، وشيخ مشايخ حواري العالم الإفتراضي ، جاءت الإجابة صادمة !
فقد ظننت أن حمو بيكا هو مجرد مطرب مهرجانات ” شاب غلبان وبياكل عيش ” وإذا بالنتيجة الأولي للبحث تقول جمهورية حمو بيكا !!
نعم ، فهنالك صفحة بهذا الإسم علي موقع اليوتيوب تحوي أغاني مطرب الروائع الأخ حمو .
عندها أُسقط في يدي وداهمني سؤال آخر قتلني ..
هل وصل البعض منّا إلي هذا الحد من الإبتزل ؟
وهل سيطرت السوقية والإنحطاط علي عقول البعض وأدمغتهم ؟
هل حُلت جميع مشكلاتنا الداخلية ونجحنا في التصدي للمخططات الخارجية وتغلبنا علي أزماتنا الحياتية وتفرغنا لمتابعة النجمين بيكا وشطة وبات شغلنا الشاغل هو البحث عن طريقة ناجعة لنزع فتيل الأزمة الناشبة بينهما تجنباً لوقوع كارثة بخسارتنا لأيٍ من القطبين الكبيرين في دنيا أغاني المهرجانات ؟!
إنه السقوط إلي أعلي ..
قد يبو المصطلح غريباً ، ولكنه الأكثر ملاءمة و تعبيراً عن واقعنا اليوم .
في وطننا العربي الكبير وفي القلب منه بلدنا ، لا زال جزء من أبناء جِلدتنا مصممون علي وضع عدد من العُصي في عجلة التقدم غير آبهين بأية عواقب قد تطالهم أو تصيب أوطانهم نتاج أفعالهم المستهجنة والمسيئة
فإنتبهوا أيها السادة ..
الموضوع أكبر من بيكا وشيكا وويكا !!
المشكلة الأساسية تكمن في تلك المساحة الهائلة من الفضاء الذي بات مفتوحاً ” علي البحري ” والذي سمح لأمثال هؤلاء بالظهور ، ليس فقط ليتحفونا بمواهبهم الفذة والغير مسبوقة في عالم الموسيقي والغناء الصاخب الذي أثر إلي جانب بعض الأفلام والمسلسلات علي عقول قطاعٍ ليس بالقليل من الشباب الذين هم عماد الدولة “أي دولة ” وبُناتها لو أُحسن إستغلال طاقاتهم فيما يفيد .
ولست هنا من أجل الحديث عن خلاف نشب بين شطة وبيكا !
علي الإطلاق ..
فلست من التفاهة بمكان لأنشغل بموضوع تافه كهذا ، غاية ما أردته هو التنبيه إلي خطورة ترك المجال مفتوحاً دون وضع أية قيود أمام كل من أراد الخروج علي الرأي العام ليبث فيديو مصور يقول من خلاله ماشاء وقتما أراد .
ولو أن الأخ حمو قد قال ماقاله في حق غريمه شطة في محادثة خاصة دارت بينهما ، ورد الأخ شطة عليه بنفس الطريقة لما كان في الأمر مشكلة ( همّا أحرار مع بعض ) أما أن يجري ماجري من إتهامات ومساجلات تخللها إستخدام للإشارات البذيئة والألفاظ النابية ، بل والسباب أيضاً علي مرأي ومسمع من العالم كله ..
مقدمين بذلك صورة مشوّهة تسيئ إلي الشباب المصري، و تقول للعالم كله بعربه وعجمه ، بل ولكل من أتيحت لهم إمكانية الدخول علي مواقع التواصل الإجتماعي في ربوع كوكب الأرض فالأمر يحتاج إلي وقفة ، ولابد معه من تدخل قوي من كافة الأجهزة المعنية لإيقاف تلك المهازل لو أردنا إنقاذ ما بقي من شبابنا الذي لم يتأثر بعد بكل ما بتنا نشاهده صباح مساء ، سواءاً علي شاشات بعض الفضائيات التي لا تحتاج ربما لأكثر من أوضة وصالة ومطرب شعبي ورقاصة لتبث ماتبثه من مقاطع للرقص والعري ، الذي ينجذب إليه المراهقين أو عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والتي تحولت علي أيدي أمثال هؤلاء إلي مواقع للإنحلال المجتمعي !
وأخيراً نقول ..
إن مافعله أمثال هؤلاء من مطربي أغنيات التكاتك بعقول بعض شبابنا ،
لا يختلف كثيراً عن مافعلته التكاتك نفسها من عملية ترييف للمُدن ..
فأنقذوا شبابنا وارحموا بلدنا يرحمكم الله .